الشرقية تحتفي بالأصالة والجمال في الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان الخيول العربية

تستعد محافظة الشرقية لاستقبال أحد أبرز وأعرق المهرجانات التراثية التي تحمل في طياتها عبق التاريخ وروح الأصالة، حيث تنطلق فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان الشرقية للخيول العربية الأصيلة خلال الفترة من الأول وحتى الثالث من أكتوبر 2025، وذلك تحت رعاية المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية.

ويقام المهرجان هذا العام في نادي الصفوة الرياضي بمدينة العاشر من رمضان، في أجواء من البهجة والفخر تعكس مكانة المحافظة كإحدى القلاع التاريخية لتربية ورعاية الخيول العربية.

ويعد مهرجان الشرقية للخيول العربية حدثًا سنويًا يترقبه عشاق الفروسية ومحبو التراث من داخل مصر وخارجها، لما يمثله من ملتقى حضاري وفني يجمع بين العروض التراثية والبطولات الرسمية والأنشطة السياحية والثقافية. 

وقد اكتسب المهرجان على مدار دوراته المتتالية سمعة طيبة جعلته محطة رئيسية في أجندة الفعاليات التراثية والسياحية على مستوى الجمهورية، كما أصبح مرآة تعكس قيمة الخيل العربي المصري الذي طالما ارتبطت به حضارة المصريين عبر العصور.

وتبدأ فعاليات المهرجان يوم الأربعاء الأول من أكتوبر ببطولة جمال الخيول العربية المصرية الأصيلة، حيث يتنافس مربو الخيول من مختلف المحافظات على إبراز أجمل السلالات وما تتمتع به من صفات جمالية رفيعة، ويستمر هذا الجزء من الفعاليات حتى يوم الخميس الثاني من أكتوبر.

وتخضع المنافسات لتحكيم متخصص يراعي أدق المعايير العالمية في تقييم جمال الخيل، بما يعكس مستوى التطوير والاهتمام الذي تحظى به هذه الرياضة العريقة في مصر.

أما يوم الجمعة الثالث من أكتوبر، فيشهد انطلاق بطولة أدب الخيل العربية، والتي يتابعها الجمهور بشغف خاص لما تحمله من استعراضات مبهرة لفنون الفروسية والتحكم والانسجام بين الفارس والحصان. 

ويعد هذا الجانب من المهرجان من أكثر الفقرات إثارة وتشويقاً، حيث يظهر الفرسان مهاراتهم في التحكم والرقي بالحركة، في لوحات فنية تمزج بين القوة والرشاقة والأصالة.

ولا يقتصر المهرجان على كونه بطولة رياضية أو عرضًا تراثيًا، بل يتجاوزه ليصبح كرنفالًا شعبيًا وسياحيًا يبرز الهوية المصرية الأصيلة ويعزز من مكانة الشرقية كوجهة جاذبة للزوار. 

فالمهرجان يفتح أبوابه للجمهور ليستمتعوا بمزيج فريد من الأجواء العربية الأصيلة، وسط عروض تراثية تسحر الأعين وتعيد إلى الأذهان تاريخ الفروسية العربية وما ارتبط بها من قيم الشهامة والجمال والنبل.

ومن المتوقع أن يشهد المهرجان حضورًا جماهيريًا واسعًا من الزائرين والمهتمين بتربية الخيول ومحبي التراث، إلى جانب مشاركة بارزة لمربي الخيول من مختلف أنحاء الجمهورية، الذين يرون في هذه المناسبة فرصة ثمينة لتبادل الخبرات وعرض إنجازاتهم في مجال تربية الخيول العربية الأصيلة. 

كما يمثل الحدث رسالة واضحة تعكس اهتمام الدولة المصرية بإحياء التراث والحفاظ على الرياضات التي ارتبطت بالهوية العربية والإسلامية عبر العصور.

ويأتي تنظيم المهرجان هذا العام بجهود مشتركة بين وحدة الإعلام الإلكتروني والرقمي لمحافظة الشرقية والهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالشرقية، في إطار حرص المحافظة على الترويج لمقوماتها السياحية والثقافية وإبراز الوجه الحضاري الذي يميزها.

فالمهرجان لا يقدم فقط مشهدًا جماليًا ساحرًا، بل يسهم كذلك في تنشيط الحركة السياحية الداخلية والخارجية ويعزز من فرص الاستثمار في مجال تربية الخيول وصناعاتها المرتبطة.

ومع اقتراب موعد انطلاق الفعاليات، تتجه الأنظار إلى نادي الصفوة الرياضي بالعاشر من رمضان، حيث ستدوي أصوات الخيول العربية الأصيلة وهي تستعرض أنوثتها وجمالها وقوتها، في حدث ينتظره الجميع ليعيشوا لحظات من المتعة والإثارة والفخر بالأصالة العربية التي لا تنطفئ جذوتها.