«كمل الزغروطة.. خلي الفرحة تكمل».. مبادرة توعوية بالشرقية لمواجهة مخاطر زواج الأقارب
في إطار اهتمام الدولة ببناء مجتمع صحي وآمن، أطلق المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، فعاليات المبادرة التوعوية الجديدة تحت شعار "كمل الزغروطة.. خلي الفرحة تكمل"، والتي تستهدف نشر الوعي بين المواطنين بمخاطر زواج الأقارب، والتأكيد على أهمية الفحوصات الطبية قبل الزواج باعتبارها خطوة جوهرية لضمان صحة الأسرة واستقرارها.
المبادرة تأتي تتويجًا لجهود مديرية التضامن الاجتماعي بالتعاون مع وزارات الصحة والشباب والرياضة وعدد من المؤسسات المجتمعية مثل "مصر بلا مرض" و"فاهم للدعم النفسي"، بالإضافة إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان والمكتبة البابوي للمشروعات.
وأكد محافظ الشرقية، أن المبادرة تمثل جزءًا من استراتيجية الدولة لحماية صحة الأسرة المصرية من الأمراض الوراثية التي قد تنتج عن زواج الأقارب، مشددًا على أن التوعية تمثل السلاح الأول لحماية الأجيال الجديدة من المشكلات الصحية والنفسية.
كما أوضح أن المحافظة حريصة على دعم أي جهود تسعى لنشر الثقافة الصحية بين المواطنين، وتعمل على مساندة الأنشطة والفعاليات التي تخدم الصالح العام وترفع الوعي لدى مختلف فئات المجتمع.
وتستهدف المبادرة الفئات العمرية من 18 عامًا فأكثر، حيث تعمل على توعية الشباب والفتيات المقبلين على الزواج بالمخاطر المحتملة لزواج الأقارب، إضافة إلى التعريف بأهمية الفحص الطبي المسبق كخطوة ضرورية لاكتشاف أي أمراض وراثية أو مشكلات صحية يمكن أن تهدد حياة الأسرة فيما بعد.
المبادرة لا تقف عند حدود التوعية فقط، بل تفتح الباب أمام حوار مجتمعي واسع لتعزيز ثقافة وقائية تسهم في بناء جيل أكثر وعيًا وقدرة على حماية ذاته.
من جانبه أشار حمدي عبد المتجلي وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالشرقية، إلى أن المديرية قامت بتدريب 930 رائدة ريفية على آليات تنفيذ المبادرة والتواصل المباشر مع المواطنين من خلال حملات طرق الأبواب في القرى والنجوع.
وقد تلقت هؤلاء الرائدات تدريبات مكثفة حول أهداف المبادرة وكيفية شرحها للفئات المستهدفة، بما يشمل توضيح الأمراض الشائعة التي قد تنتج عن زواج الأقارب، والتنويه بأهمية الفحص الطبي قبل الزواج باعتباره وسيلة علمية للوقاية وضمان استقرار الأسرة.
وأوضح عبد المتجلي، أن الحملة تعتمد على أسلوب المشاركة المجتمعية، حيث يتم التواصل المباشر مع الأسر في منازلها لشرح المخاطر الصحية بطريقة مبسطة تناسب الجميع، مع التركيز على البعد الإنساني والاجتماعي الذي قد يترتب على تجاهل الفحوصات الطبية، سواء من حيث انتشار الأمراض الوراثية أو ظهور اضطرابات نفسية قد تعصف باستقرار الأسرة والمجتمع ككل.
المبادرة تأتي متزامنة مع احتفالات محافظة الشرقية بعيدها القومي الرابع والأربعين بعد المائة، ما يضفي عليها بعدًا رمزيًا يعكس ارتباط التنمية بالتوعية، فهي لا تكتفي بالاحتفاء بتاريخ المحافظة وإنجازاتها، وإنما تسعى لترسيخ مفهوم أن صحة المواطن هي أساس كل تنمية حقيقية.
ويعكس إطلاق هذه المبادرة التوجه العام للدولة المصرية نحو بناء أسرة قوية قادرة على مواجهة التحديات، وذلك عبر نشر ثقافة الوعي الصحي والوقائي، بما يضمن حماية الأجيال القادمة من المخاطر الصحية والاجتماعية التي قد تنجم عن عادات متوارثة مثل زواج الأقارب.