هل قيام الليل يقتصر على الصلاة فقط؟.. دار الإفتاء تجيب

كشفت دار الإفتاء المصرية، من خلال تصريحات صادرة عن أمينة الفتوى زينب السعيد، أن قيام الليل لا يقتصر على الصلاة فقط، بل يشمل أشكالًا متعددة من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في وقت السكون والخلوة، ليكون المسلم في حضرة الله عز وجل بعيدًا عن شواغل الدنيا وضوضائها.

قيام الليل سنة مؤكدة

أوضحت السعيد أن قيام الليل من السنن المؤكدة التي واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كانت واجبة في حقه، أما بالنسبة للمسلمين فهي سنة مؤكدة ومستحبة، لا ينبغي التفريط فيها لما تحمله من فضائل وأجور عظيمة.

وأضافت أن هذه الصلاة تُعد من أفضل الطاعات بعد الفريضة، فهي صلاة القرب في وقت يغلب فيه النوم والراحة، مما يعكس صدق النية وقوة الإيمان.

وقت قيام الليل

بيَّنت دار الإفتاء أن وقت قيام الليل يبدأ بعد صلاة العشاء ويستمر حتى طلوع الفجر، وهو وقت موسع يتيح للمسلم أن يختار الأنسب له، سواء بأداء ركعاته بعد العشاء مباشرة، أو في جوف الليل، أو في الثلث الأخير الذي يشهد نزول الرحمة الإلهية.

وقالت السعيد: "الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فينادي: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل فأعطيه؟"، مؤكدة أن قيام الليل استجابة عملية لهذا النداء.

ليس الصلاة فقط.. بل عبادات أخرى

أكدت الفتوى أن قيام الليل يشمل إلى جانب الصلاة:

• الذكر: تسبيح الله وحمده وتوحيده.
• الدعاء: رفع الحاجات والرجاء إلى الله.
• الاستغفار: طلب المغفرة في ساعات السحر.
• تلاوة القرآن: التدبر في كتاب الله وقراءته بخشوع.

إلا أن الصلاة تظل الأصل الجامع لهذه العبادات، إذ تشمل الذكر والقرآن والدعاء في آن واحد.

كيفية قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليل

ذكرت السعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الليل ركعتين ركعتين ويختمه بالوتر، ولم يزد في رمضان أو غيره عن 11 ركعة.

وكان أحيانًا يصلي حتى تتشقق قدماه من طول القيام، كما روت السيدة عائشة رضي الله عنها: «كان نبي الله يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا».

دعاء قيام الليل

ومن الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم عند قيام الليل ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما:"اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ... اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ».

فضائل قيام الليل

• نيل محبة الله ورضوانه.
• تكفير السيئات ورفع الدرجات.
• صفاء القلب وقوة الصلة بالله.
• إجابة الدعاء وتحقيق الحاجات.
• شرف العبد وعزته بين الناس.

قيام الليل عبادة عظيمة تجمع الصلاة والدعاء والذكر وتلاوة القرآن، وهي سنة مؤكدة لا ينبغي للمسلم إهمالها، ولو بركعتين خفيفتين، لما تحمله من فضائل وأجور تعكس صدق الإيمان وسمو الروح.