أعمال الشر ضرورية!!

سأل أحد الملوك أحد الحكماء.. متى تكون أعمال الشر ضرورية مثلها مثل الأعمال الطيبة!! سكت الحكيم قليلاً حتى شعر بحيرة الملك.. فقال مسرعاً «يا مولاى أعلم أن الكراهية قد تنجم عن الأعمال الطيبة بقدر ما تنجم عن الأعمال الشريرة، لذا يجب على الحاكم الذى يعمل على المحافظة على دولته وأن يرتكب فى بعض الأحيان قليل من أعمال الشر الضرورية حتى لو لم يرضى عنها الرعية، ما دام أن نتيجتها سوف تكون علنية ولصالح كل الناس خاصة الفقراء منهم» فعاد الملك لسؤاله: ومتى تكون تلك الأوقات!! فقال الحكيم: يا مولاى من أشهر تلك الأوقات عندما ينتشر الفساد فى الدولة ففى هذه الحالة يجب على الحاكم أن يسرع ولا يسير مع التيار طالباً إرضاء هؤلاء الفاسدين الذين فى الغالب يمسكون بمفاصل الدولة، وأعلم يا مولاى أن الأعمال الطيبة فى هذه الحالة مؤذية ومضرة، مثالاً يا مولاى: لو فرضنا أن هناك سفينة على وشك الغرق فكيف نصف تصرف القبطان أمام قيامه برمى عدد من المسافرين والبضاعة فى البحر!! أليس هذا التصرف مؤذٍ لشخص أو أكثر ومنقذ لعدد كبير آخرين، هنا تنبه الملك لما يقوله الحكيم، وسأله هل الآن وقت اتخاذ قرارات شريرة لإصلاح الحال الذى نحن فيه، قال الحكيم: الرأى لك.. إنه تاريخك إن أردت حافظ عليه.