رسَالةٌ من مواطن قطرى إلى دونالد ترامب

قرأت رسالة من مواطن قطرى، «أدهم شرقاوي»، موجهة إلى الرئيس دونالد ترامب، نشرت فى صحيفة الوطن القطرية، فى ٦ نوفمبر ٢٠٢٤، وكأنه متوقع ما سيحدث من الكيان الصهيونى الإسرائيلى من عدوان على قطر، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية. والرسالة كالأتى:
السّيد دونالد ترامب، تحيّة وبعد:
ويشهدُ الله أنّى كنتُ أدعو أن تفوز، حتى إنّ زوجتى بشّرتنى بفوزك، قائلةً لي: لقد فاز صاحبُك! وطبعًا كنتُ سأصوِّتُ لكَ ليس محبةً فيك، فقلبى ليس أعمى إلى هذه الدّرجة، ولكن لأنّكَ خبيثٌ مكشوف، ما بقلبكَ على لسانك، فلستَ دبلوماسيًّا كالحيّة الرّقطاء هيلارى!. أردتُّ لكَ أن تفوز ليظهر لقومى وجه أمريكا القبيح على يديك، فأنا من قومٍ إذا قالت لهم هيلاري: اذهبوا إلى الجحيم أيها اللّطيفون! لقالوا: تغزّلتْ بنا الشقراء! معكَ الأمرُ مختلف، أنتَ صريحٌ جدًّا، وتلعبُ على المكشوف. أنتَ تقول صراحةً: نريدُ نفط العرب، أنتَ تقول صراحةً: العرب والمسلمون غير مرحَّبٍ بهم فى أمريكا! أنتَ تقول صراحةً: أنا مع إسرائيل فى كلّ ما تفعل، ولا تقول أنا ضدّ الاستيطان، وتدفع لهم ثمن الإسمنت، ولا تُطالب إسرائيل بضبط النّفس تجاه غزة.
سيادةَ الرّئيس الأمريكى:
أتعرفُ لماذا اختارتْكَ أمريكا؟ سأخبركَ، لقد اختارتكَ لأنّكَ نسخةٌ منها، فمواصفاتك فى أيِّ دولة محترمة ليست إلّا مواصفات رئيس عصابة! ولا تغضبْ، فالبيّنة على من ادّعى! أوّلًا: أنتَ عديم الثقافة، وتفهم فى السياسة مقدارَ ما تفهم شاكيرا فى النظرية النسبية، فقد مرّغتك هيلارى فى مناظرتَيْن، وعرّتْ جهلكَ، ورغم هذا انتخبوك! سرّبوا لكَ مقاطع فيديو بالصوت والصورة تفتخرُ فيها بالتّحرُّش بالنِّساء، ورغم هذا انتخبوك! أثبتوا تهرُّبَك من دفع الضَّرائب التى ستطالب الناس بدفعها، ورغم هذا انتخبوك! حياتك الأُسريَّة مثيرة للغثيان ورغم هذا انتخبوك! صدّقنى أنتَ نسخة مصغّرة عن أمريكا، نسخة قبيحة عن دولة قبيحة، ما زالت حتى اليوم تحتفل بذكرى إلقائها قنابل نوويّة على هيروشيما وناكازاكى دون أدنى وازعٍ من ضمير!
سيادةَ الرّئيس الأمريكى:
سئمنا من الأقنعة، فأرنا وجه أمريكا الحقيقيّ، وسئمنا من الكلام المعسول فأسمعنا كلام أمريكا الحقيقى، سئمنا من شعوركم بالقلق والغثيان لما يحدثُ لنا، فهذه أعراض حمل ووحام لا أعراض سياسة، فأظهر لنا مشاعر أمريكا الحقيقية نحونا، ولا تخَفْ علينا من خيبة عاطفيّة، فنحن نعرف، ولكن نريد أن يعرف حكَّامنا أنها علاقة حُبّ من طرف واحد! سئمنا من محاولة إظهار إمساككم بالعصا من المنتصف، فامسكها من طرفها، وهُشَّ بها على رؤوسنا علّنا نستيقظ!
سيادة الرّئيس الأمريكى:
لا شىء أسرع فى خراب الدّول من تسليم زمام أمرها إلى أحمق، وإنى أسأل الله أن يكون عهدكَ فاتحة الخراب، وأن تكون سنوات حكمك على أمريكا كالسّبع العجاف على أهل مصر زمن يوسف عليه السّلام، فكُنْ أنتَ، ولا تسمَحْ لهم أن يلجموك. أرجوك، كُنْ أمريكيًّا من دون مساحيق تجميل». وانتهت الرسالة بذلك.
وأتمنى أن يكون القراء استمتعوا بقراءة هذه الرسالة ومدى صدق توقعات المواطن القطرى، وخصوصاً بعد العدوان الإسرائيلى على قطر، والفيتو الأمريكى ضد مشروع وقف إطلاق النار فى غزة، وأن أمريكا ضد السلام ومع العدوان الإسرائيلى، وأنها شريك للاحتلال بكافة أشكاله.

محافظ المنوفية الأسبق