أزمة بين مخرجة ومهرجان عنابة تنتهي بسحب فيلمها من البرنامج الرسمي

أعربت المخرجة المصرية مروة الشرقاوي عن استيائها من تجربتها مع مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في دورته الخامسة (2025)، ووصفت ما حدث معها بأنه “تجربة كابوسية” على المستويات المهنية والإنسانية والتنظيمية، وذلك في بيان نشرته عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضحت الشرقاوي أنها فضّلت تأجيل الحديث عن التجربة احترامًا للشعب الجزائري الذي وصفته بـ”النبيل”، ولتاريخ السينما الجزائرية العريق، مؤكدة أن حبها للجزائر ودفء أهلها وشوارعها لا يمكن أن يتأثر بما جرى.
وبدأت الأزمة، بحسب روايتها، عندما تواصل معها المهرجان قبل شهرين لإبلاغها بقبول فيلمها ضمن البرنامج الرسمي، حيث أرسلت لها تذكرة السفر قبل ثلاثة أيام فقط من الموعد، لكن دون تفاصيل واضحة، ما أثار شكوكها.
وأكدت أنها حاولت مرارًا التواصل مع إدارة المهرجان عبر البريد الإلكتروني والهاتف لتوضيح الموقف، دون تلقي أي رد رسمي. وبعد استفسارها من أصدقاء جزائريين، تبيّن أن رحلتها قائمة، لكنها فوجئت بأن التذكرة “مفتوحة”، أي لا تضمن صعودها إلا بوجود مقعد شاغر، وهو ما اعتبرته “إجراءً غير مهني ومهين”.
وأضافت أنها وقفت في المطار أربع ساعات، ولم يسمح لها بالصعود إلى الطائرة إلا قبل الإقلاع بدقائق، كما لم يتم توفير تذكرة داخلية من مطار الجزائر إلى مدينة عنابة.
وعند وصولها إلى الجزائر، أشارت الشرقاوي إلى أنها لم تجد أي تواصل من إدارة المهرجان، واضطرت للاعتماد على أصدقائها للتنقل والإقامة. كما فوجئت لدى توجهها إلى الفندق المذكور في البريد الإلكتروني الرسمي بعدم وجود حجز باسمها، وأن إدارة الفندق لم تتلق أي تنسيق من إدارة المهرجان.
وقالت إنها تلقت وعودًا من مدير المهرجان بحل الأزمة في البداية، لكنه اختفى لاحقًا دون متابعة، ما اضطرها للانتقال إلى فندق آخر بمساعدة أصدقائها.
وأعربت المخرجة عن صدمتها من “غياب المسؤولية تجاه صناع الأفلام المستقلين”، متسائلة: “ماذا لو لم أكن أملك المال أو أصدقاء في الجزائر؟ هل كنت سأنام في الشارع؟ هل يُعقل أن يُترك صانع أفلام جاء من بلد إلى آخر بلا تنسيق أو اعتذار؟”.
وفي المقابل، أعلنت إدارة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي 2025 عن سحب فيلم الشرقاوي من البرنامج الرسمي، معتبرة تصريحاتها “ادعاءات باطلة تمس صورة الجزائر والمهرجان”.
وجاء في بيان المهرجان أن الدعوة الرسمية كانت واضحة بشأن مدة الاستضافة من 27 إلى 30 سبتمبر 2025، وأن عرض الفيلم كان مقرراً يوم 28 سبتمبر، مؤكدة أن المخرجة لم تتواصل مع إدارة المهرجان فور وصولها كما هو متعارف عليه تنظيمياً.
وشددت الإدارة على أنها ترفض أي محاولة لتشويه صورة الجزائر أو المساس بنزاهة المهرجان، مشيرة إلى أن المخرجة نفسها سبق أن عبّرت في مراسلات سابقة عن تقديرها للشعب الجزائري.
واختتم البيان بالتأكيد على أن سحب الفيلم جاء بشكل نهائي وكامل، مع احتفاظ المهرجان بحقه القانوني في الرد على ما وصفه بـ”محاولات الإساءة المتعمدة”.