بعد مشاركته في مهرجان بورسعيد السينمائي .. «قلبي عاش» حب لا يرحل رغم الفقد
شارك الفيلم القصير «قلبي عاش» للمخرجة تقى التابعى ضمن مسابقة أفلام الطلبة بالدورة الأولى من مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي، ليقدّم رؤية إنسانية عاطفية عميقة عن الفقد، والحب الذي يستمر حتى بعد الموت.
تدور أحداث الفيلم في مدينة بور فؤاد، حيث يعيش أب مع ابنته، وتسيطر على يومياته أغنية كوكب الشرق أم كلثوم «أنساك»، التي تعكس حالته النفسية المليئة بالحنين.
وفي أحد الأيام يقرر أن يخرج ليشتري باقة ورد ويتجه بها عبر المعدية إلى سيدة يتضح لاحقًا أنها زوجته الراحلة، التي توفيت قبل خمس سنوات. في لحظة صادمة، يواجه الأب الحقيقة القاسية التي يحاول إنكارها، إذ يعيش حالة من التعلق والإنكار لغيابها.
من خلال هذه القصة البسيطة والعاطفية، يطرح الفيلم ثنائية مؤثرة: قوة الحب في مواجهة الموت، وصعوبة استيعاب الفقد بعد مرور سنوات طويلة.
وفي موازاة ذلك، تكشف الأحداث عن مخاوف الابنة، التي تشعر بالقلق من أن تفقد والدها أيضًا، لتتضاعف مأساة الفقد داخل الأسرة.
الفيلم استخدم لغة بصرية هادئة تعكس إيقاع الحياة في المدينة، بدءًا من تفاصيل البيت، مرورًا بالمعدية التي لعبت دورًا رمزيًا باعتبارها جسرًا بين عالم الأحياء والذاكرة، وصولًا إلى مشهد المواجهة مع الحقيقة.
كما أسهم حضور الأغنية الطاغي في تعميق البعد العاطفي، ليصبح الصوت هنا معادلًا للذاكرة ولحالة الحنين المستمرة.
بفضل معالجته الإنسانية، نجح «قلبي عاش» في أن يكون أكثر من مجرد فيلم قصير، إذ قدّم لوحة شاعرية عن الحب المفقود والذاكرة الحاضرة، وكيف يظل الموت حاجزًا صعبًا أمام التعايش، لكنه لا يمنع القلب من الاستمرار في النبض بالحب.