صكوك
غزة بنت "سراييفو"
هل هو انتصار أن تعترف دول الغرب وآخرها فرنسا وبريطانيا بدولة فلسطين؟! وما أهمية هذا الاعتراف طالما أن الصهاينة يعيثون في أرض فلسطين فساداً؟! .. بداية أعتبره انتصارا على استحياء حيث إن حق الدول يختلف عن حق الكيانات فهي تستطيع أن تعترض بل وتعرض قضاياها دوليا..
والحكاية التي تعتبر عارا على الإنسانية أن شعب غزة يباد بالصوت والصورة ولا يملك أحد شيئا سوى المشاهدة، وكأنما العالم يجرد من إنسانيته وشعوره.. ولم لا وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض لها المسلمون لحرب إبادة وتجويع ويتوقف الجميع للمشاهدة، وكلنا نتذكر الماضي القريب وتحديدا في اوروبا، حيث لم يتحرك أحد لوقف مجازر صربيا وكأن الجميع في عالم آخر، أما عن حرب البلقان المأساوية فمازالت آثارها وإن مرت السنوات محفورة في قلوبنا.
ولا تختلف كثيرا عما يحدث في غزة، حيث بدأت في عشية ابريل ١٩٩٢ عقب انهيار الاتحاد السوفيتي عام ١٩٩١ بعد تفكك يوغوسلافيا وإعلان سلوفينيا استقلالها ثم استقلال البوسنة والهرسك بعد استفتاء شعبي ولكن القوات الصربية رفضت نتائج الاستفتاء وحاصرت البوسنة وظلت تضرب سراييفو ٤سنوات انقطعت خلالها كل سبل العيش وظلت سراييفو محاصرة تحت النار في حرب ابادة شنتها قوات صربيا على مسلمي البوسنة، واستشهد فيها ٣٠٠ ألف مسلم، واُغتُصِبت ٦٠ ألف امرأة وطفلة، وهُجِّر مليون ونصف المليون.
في غزة لم يختلف الأمر كثيرا منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣، حرب إبادة يقوم خلالها جنود الاحتلال بتصوير أنفسهم سيلفي مع الدمار والقتل وجرائم لا تختلف عن جريمة حصار سربرنيتسا، ولا تتوقف المشاهدات.
ماذا ننتظر من الغرب الذي غض البصر عن أكبر مذابح المسلمين؟ هل يتحرك الآن لنصرة غزة من أجل الإنسانية؟ للأسف الغرب والأمريكان لا يعرفون سوى المصلحة ولا يعترفون إلا بالقوة وإن لم نكن نمتلك أدواتها فإن الاتحاد والإرادة وقوة الإيمان تفعل المعجزات .. لغة القوة هي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى التفاوض الجاد .. ولن تأتي تلك القوة إلا من خلال جيش عربي موحد.
وأن يأتي التفاوض من وضع القوي أفضل بكثير من أن نتحدث عن حمائم سلام وهمية لا يعرف عنها عدوك معنى.