بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

بعد مشاركته في بورسعيد السينمائي .. "مرماح" يوثق تراث الفروسية في صعيد مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

يُسلّط الفيلم الوثائقي «مرماح» إخراج ومونتاج شهد تامر ، إشراف عام كليه الإعلام الجامعه الكندية ، تصوير ومونتاج وإنتاج الحسناء شريف والذى شارك بمسابقة أفلام الطلبه بمهرجان بورسعيد السينمائي الدولى فى دورته الأولى الضوء على واحد من أعرق أشكال التراث الشعبي المرتبط بالفروسية، إذ يتناول طقس “المرماح” الذي اشتهرت به قبائل الصعيد، خاصة قبيلة هوارة، خلال الاحتفالات بمولد العارف بالله سيدي عبد الرحيم القنائي.

 

الفيلم يركز على البعد التاريخي والرمزي للمرماح باعتباره مواكبة للحرب قديمًا، استخدمت لترهيب الأعداء وإظهار القوة، قبل أن يتحول إلى مظهر احتفالي يعكس مهارة الفرسان واعتزازهم بخيولهم. 

ويستعرض كيف ظل هذا التقليد راسخًا كجزء من الهوية الثقافية، حيث يجتمع المئات من الفرسان في ساحات المولد للاستعراض والاحتفاء بروح البطولة والشجاعة ، إذ لم يكن مجرد استعراض للفروسية أو مهارة التحكم في الخيل، بل ارتبط قديمًا بالمواكب الحربية التي كانت تؤدي دورًا في ترهيب الأعداء وإظهار القوة والبأس، ثم تطور مع الزمن ليصبح أحد أهم المظاهر الاحتفالية في الموالد الشعبية. 

 

ويُعد مولد العارف بالله سيدي عبد الرحيم القنائي من أبرز المناسبات التي يلتقي فيها الفرسان من شتى الأنحاء لإحياء هذا التراث.

يعرض الفيلم مشاهد مبهرة من ساحة المرماح، حيث يجتمع الفرسان بزيهم المميز وخيولهم الأصيلة وسط هتافات المشجعين، في أجواء تمزج بين الحماسة الروحية والفرجة الشعبية. وتكشف الكاميرا تفاصيل دقيقة عن طبيعة العلاقة التي تجمع الفارس بفرسه، باعتبارها علاقة قائمة على الثقة المتبادلة، والمهارة، والإرث العائلي الذي ينتقل عبر الأجيال.

كما يتتبع العمل البعد الاجتماعي والثقافي للمرماح، إذ يجمع حوله مختلف فئات المجتمع، من كبار العائلات والقبائل، إلى البسطاء من أبناء الصعيد، الذين يعتبرون المشاركة أو المشاهدة جزءًا من الاحتفال والهوية. فالمرماح ليس مجرد حدث عابر، بل ذاكرة جمعية متجددة تؤكد ارتباط الإنسان بالأرض والتاريخ والعادات المتوارثة.

 

يعرض الفيلم مشاهد مبهرة من ساحة المرماح، حيث يجتمع الفرسان بزيهم المميز وخيولهم الأصيلة وسط هتافات المشجعين، في أجواء تمزج بين الحماسة الروحية والفرجة الشعبية. وتكشف الكاميرا تفاصيل دقيقة عن طبيعة العلاقة التي تجمع الفارس بفرسه، باعتبارها علاقة قائمة على الثقة المتبادلة، والمهارة، والإرث العائلي الذي ينتقل عبر الأجيال.

 

كما يتتبع العمل البعد الاجتماعي والثقافي للمرماح، إذ يجمع حوله مختلف فئات المجتمع، من كبار العائلات والقبائل، إلى البسطاء من أبناء الصعيد، الذين يعتبرون المشاركة أو المشاهدة جزءًا من الاحتفال والهوية.

 

 فالمرماح ليس مجرد حدث عابر، بل ذاكرة جمعية متجددة تؤكد ارتباط الإنسان بالأرض والتاريخ والعادات المتوارثة.

 

على المستوى السينمائي، يتسم الفيلم بلغة تصويرية قريبة من الواقع، حيث اعتمد على الكادرات المفتوحة التي تعكس اتساع الساحات، وتُبرز حركة الخيول وسط الغبار وأصوات الطبول والزغاريد، مما يمنح المشاهد إحساسًا حيًا بالمشهد وكأنه حاضر داخله. 

 

كما يُحسب للمونتاج أنه حافظ على إيقاع متوازن بين السرد التاريخي واللقطات التوثيقية، وهو ما جعل الفيلم يجمع بين المعلومة البصرية والإحساس الوجداني.

 

في النهاية، ينجح «مرماح» في أن يكون أكثر من مجرد فيلم وثائقي، إذ يتحول إلى رحلة بصرية ومعرفية داخل أحد أقدم أشكال الفروسية الشعبية في مصر، مذكرًا بأهمية الحفاظ على هذا التراث وصونه من الاندثار، باعتباره شاهدًا حيًا على قوة الهوية الثقافية للصعيد المصري.