مونديال 2026.. مكاسب اقتصادية وجماهيرية قياسية في الطريق

مع إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن تلقيه أكثر من 5.4 مليون طلب لتذاكر كأس العالم 2026 خلال المرحلة الأولى من البيع المسبق، بدأ خبراء الرياضة والاقتصاد في رصد الأبعاد المختلفة لهذا الإقبال غير المسبوق، والذي يؤكد أن النسخة المقبلة من البطولة مرشحة لتحطيم جميع الأرقام القياسية على المستويين المالي والجماهيري.
بطولة بأبعاد جديدة
مونديال 2026 سيكون مختلفًا عن جميع النسخ السابقة، ليس فقط لأنه يقام للمرة الأولى في ثلاث دول مستضيفة هي الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، ولكن أيضًا لأنه يضم 48 منتخبًا بدلاً من 32، مع زيادة عدد المباريات إلى 104 مواجهة، وهو ما يعني جدولًا أكثر ازدحامًا وفرصة أكبر للمشجعين من مختلف القارات لمتابعة منتخباتهم على أرض الملعب.
عوائد مالية ضخمة
خبراء اقتصاديون يرون أن حجم الإقبال الأولي على شراء التذاكر يبعث برسالة واضحة حول العوائد المالية المتوقعة، حيث تشير التقديرات الأولية إلى إمكانية تجاوز الإيرادات 10 مليارات دولار، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ بطولات كأس العالم.
ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها:
الطاقة الاستيعابية الكبيرة للملاعب في أميركا الشمالية، والتي تتجاوز بعضها 80 ألف متفرج.
تنوع الأسواق والجماهير في ثلاث دول تضم عشرات الملايين من عشاق كرة القدم.
البث التلفزيوني والإعلانات، حيث يتوقع أن تشهد البطولة أعلى نسب مشاهدة في تاريخ الرياضة العالمية.
تصريحات فيفا
رئيس "فيفا" جياني إنفانتينو وصف البطولة المقبلة بأنها "الأكثر شمولًا"، مؤكدًا أن تنظيمها في ثلاث دول يفتح الباب أمام ملايين الجماهير لخوض التجربة بشكل مباشر.
وأضاف إنفانتينو أن زيادة عدد المنتخبات يعكس رغبة الاتحاد الدولي في "توسيع قاعدة المشاركة ومنح فرص أكبر للدول الناشئة كرويًا"، وهو ما يعزز من جاذبية البطولة على المستوى العالمي.
منصة إعادة البيع لحماية المشجعين
ضمن خططه لتعزيز الشفافية وتنظيم السوق، أعلن "فيفا" أيضًا عن إطلاق منصة آمنة لإعادة بيع التذاكر، وهو ما يضمن حصول الجماهير على فرص عادلة بعيدًا عن السوق السوداء والمضاربات السعرية، خاصة مع توقع ارتفاع الطلب بشكل قياسي مع اقتراب موعد البطولة.
بُعد جماهيري وثقافي
من الناحية الجماهيرية، يرى محللون أن إقامة المونديال في أميركا الشمالية سيُشكل نقلة نوعية، إذ يجمع بين شغف الجماهير المكسيكية المعروفة بحبها الكبير لكرة القدم، وبين الحضور القوي للجاليات اللاتينية والآسيوية والأفريقية في الولايات المتحدة وكندا.
هذا المزيج من الثقافات والجنسيات سيجعل البطولة حدثًا كرويًا عالميًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
توقعات مستقبلية
مع بقاء أكثر من تسعة أشهر على انطلاق البطولة، يعتقد المراقبون أن الأرقام الخاصة بالطلبات الحالية ليست سوى البداية، وأن مبيعات التذاكر النهائية قد تتجاوز كل ما تم تحقيقه في نسخ سابقة.
وبجانب العوائد المادية، من المتوقع أن يسجل مونديال 2026 حضورًا جماهيريًا يفوق 5 ملايين مشجع في الملاعب، وهو ما قد يمنحه لقب البطولة "الأكثر مشاهدة على الإطلاق".