فضيحة مراهنات تهز الدوري الأسترالي لكرة القدم

تلقى الدوري الأسترالي لكرة القدم ضربة قوية جديدة، بعدما أصدرت محكمة في سيدني حكمًا بتغريم لاعبي نادي ماكارثر بولز السابقين، النيوزيلندي كلايتون لويس والأسترالي كيرين باكوس، مبلغ 10 آلاف دولار أسترالي لكل منهما، على خلفية تورطهما في فضيحة مراهنات مرتبطة بالحصول المتعمد على بطاقات صفراء خلال مباريات رسمية.
ووفقًا لوسائل إعلام أسترالية، فقد مثل اللاعبان أمام المحكمة صباح الأربعاء، حيث اعترفا بالذنب في قضية التلاعب بالمباريات، بعد ثبوت حصول كل منهما على عشرة آلاف دولار أسترالي (نحو 6600 دولار أمريكي) من قائد الفريق المكسيكي أوليسيس دافيلا، مقابل الحصول على بطاقات صفراء في عدة مواجهات أواخر عام 2023.
الإفراج المشروط
ورغم أن القضية كانت مرشحة لإدخال اللاعبين السجن، فإن المحكمة اكتفت بفرض عقوبة بديلة، حيث قررت إخضاع لويس وباكوس لفترة إفراج مشروط لمدة عامين. ويعني هذا القرار أن اللاعبين سيتجنبان العقوبة السجنية في حال التزما بالقوانين ولم يرتكبا مخالفات جديدة خلال الفترة المحددة، وهو ما يمنحهما فرصة لإعادة ترتيب أوراقهما المهنية والشخصية بعد الفضيحة التي ألحقت أضرارًا بسمعتهما.
انتظار موقف القائد المكسيكي
من جانبه، لم يقدم المكسيكي أوليسيس دافيلا، قائد الفريق السابق، أي دفوع حتى الآن بشأن التهم التسع الموجهة إليه. ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة يوم الخميس للنظر في قضيته، والتي تعد الأخطر بين القضايا المطروحة، نظرًا لكونه المحرك الرئيسي للفضيحة والمتهم الأساسي بتنسيق عملية التلاعب. وتشير تقارير إلى أن دافيلا قد يواجه عقوبات أشد قسوة حال ثبوت تورطه بشكل مباشر في قيادة شبكة المراهنات داخل الفريق.
قضية ليست الأولى
هذه الفضيحة لم تكن الأولى من نوعها في الملاعب الأسترالية مؤخرًا، حيث شهد الشهر الماضي إدانة لاعب ويسترن يونايتد السابق ريكو دانزاكي بتهمة مشابهة، بعد ثبوت تعمده الحصول على بطاقات صفراء لتحقيق أرباح عبر المراهنات.
وحكمت المحكمة حينها بتغريمه مبلغ 5 آلاف دولار أسترالي، ليصبح بذلك جزءًا من سلسلة قضايا أثارت جدلًا واسعًا حول نزاهة المنافسات في الدوري الأسترالي.
انعكاسات خطيرة على صورة الدوري
ويرى محللون أن هذه القضايا تضع الدوري الأسترالي أمام تحديات كبيرة تتعلق بالحفاظ على سمعته ومصداقيته لدى الجماهير والرعاة على حد سواء. فالمراهنات غير المشروعة تعد من أخطر التحديات التي تواجه كرة القدم العالمية، لكونها تهدد جوهر المنافسة العادلة وتؤثر على نزاهة النتائج. وقد عبّر عدد من الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن صدمتهم من تورط لاعبين دوليين في مثل هذه الفضائح، مؤكدين أن العقوبات المالية وحدها قد لا تكون رادعة بما يكفي.
دعوات لتشديد الرقابة
في الوقت ذاته، طالبت أصوات داخل الأوساط الرياضية الأسترالية بتشديد إجراءات الرقابة على اللاعبين والأندية، ووضع ضوابط أكثر صرامة لمنع تكرار مثل هذه الوقائع. كما دعت اتحادات اللاعبين إلى تكثيف حملات التوعية بخطورة الانخراط في المراهنات غير القانونية، لما تمثله من تهديد مباشر لمستقبل اللاعب ومسيرته.