أسعار السيارات تواصل انخفاضها.. والخصومات تصل إلى 400 ألف جنيه

واصلت أسعار السيارات في السوق المحلية تراجعها، عقب أشهر من حالة من الجمود والارتفاع المفرط في أسعار السيارات الجديدة والمستعملة، وعزا العديد من الخبراء والتجار هذا التراجع إلى عدة عوامل مترابطة، من بينها استقرار سعر صرف الدولار، وتوسع التصنيع المحلي، وعودة الاستيراد بتسهيلات أكبر.
بعض الوكلاء والمعارض أعلنوا عن خصومات تصل إلى 400 ألف جنيه على طرازات متعددة، إلى جانب عروض «استرداد نقدي – كاش باك» لتحفيز الإقبال في مواجهة تراجع الطلب.
15% تراجعاً في أسعار السيارات
وقال المستشار أسامة أبوالمجد، رئيس رابطة تجار السيارات، إن أسعار السيارات في مصر تراجعت خلال الفترة الأخيرة بنسب تتراوح بين 10 و15 %.
أوضح أن ظاهرة الأوفر برايس (سعر زائد عن السعر الرسمي) أصبحت على وشك الانتهاء، حيث باتت بعض الماركات تُباع بأسعار أقل من السعر الذي كان يحدده الوكلاء.
أكد "أبوالمجد"، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن هذا التراجع ليس وهميًا بل نابع من تغييرات حقيقية في هيكل العرض والطلب، ومن دور متزايد للتصنيع المحلي ضمن السياسات الحكومية.
أشار رئيس رابطة تجار السيارات، إلى أن قطاع ىالسيارات يشهد اهتماماً من الدولة في إطار جهودها لتوطين التصنيع المحلي، معتبرًا أن هذا التوجه يصب في مصلحة خفض الأسعار وتخفيف الاعتماد على الاستيراد.
أختتم بأن العام السابق شهد تحديات في تأمين الدولار اللازم للاستيراد، ما زاد الضغوط على القطاع، لكن التحسُّن في هذا الملف ساهم في استقرار الأوضاع مؤخرًا.
فرصة للمستهلكين الراغبين في اقتناء سيارة جديدة
من جانبه، صرح الدكتور محمد منصور، خبير السيارات، بأن انخفاض أسعار السيارات في مصر، جاء نتيجة توازن بين المعروض والطلب، حيث فتح التصنيع المحلي أبوابًا أمام طرازات تصنع أو تجمع محلياً، مما يقلل الاعتماد على الواردات، كما ساهم استقرار سعر صرف الدولار في تخفيف الضغوط التي كانت تفرضها تقلبات العملة.
أوضح لـ"بوابة الوفد"، أن رغم هذه التراجعات، إلا أن القطاع يواجه عدة تحديات، أولها أن الانخفاض قد لا يستمر إذا عاد الطلب إلى الارتفاع أو إذا ارتفعت تكاليف الإنتاج أو الاستيراد فجأة، فضلاً عن وجود مخاوف من أن بعض التخفيضات قد تكون مؤقتة وتستخدم كأداة دعائية لتحريك المبيعات، وليست انعكاسًا لتغيير هيكلي دائم، مطالباً المستهلك بضرورة الانتباه إلى "هل التخفيض من السعر الرسمي أم من الأوفر برايس؟ وهل السيارة خضعت لتحديثات أو خصائص مخفضة؟".
أشار إلى أن الفترة الراهنة تمثل فرصة للمستهلكين الراغبين في اقتناء سيارة جديدة، خصوصًا مع انطلاق المنافسة بين الوكلاء على جذب العملاء، مؤكداً أنه إذا ما توافرت شفافية في الأسعار وضبط لتلاعبات الأوفر برايس، فإن السوق قد يشهد استقرارًا وتحولًا نحو عقلنة التسعير.