بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

درية أحمد.. سبب إجهاض سهير رمزي مرتين ورمز لـ"بنت البلد"

بوابة الوفد الإلكترونية

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة درية أحمد، إحدى أيقونات الفن المصري في منتصف القرن العشرين، التي استطاعت رغم قِصر مشوارها مقارنة ببعض أبناء جيلها أن تحفر اسمها في ذاكرة الجمهور بأدوارها القريبة من القلب، وأغنياتها التي ما زالت حاضرة في وجدان عشاق الطرب. امتلكت حضورًا خاصًا على الشاشة والإذاعة والمسرح، ورسخت صورتها كفنانة متعددة المواهب تجمع بين البساطة والصدق والقدرة على ملامسة قلوب المشاهدين.

 

البداية من الغناء والإذاعة

بدأت رحلة درية أحمد الفنية عام 1941 عندما اعتمدتها الإذاعة المصرية كمطربة بعد أن لفتت الأنظار بصوتها الدافئ وأدائها الشعبي الأصيل، ما جعلها محط اهتمام كبار صناع الموسيقى آنذاك.

زواجها من المؤلف والمنتج والمخرج السيد زيادة فتح أمامها أبوابًا جديدة، إذ كتب لها عددًا من الأغنيات التي لاقت انتشارًا واسعًا، كما رشحها للسينما، لتقف أمام الكاميرا وتخطو أولى خطواتها في عالم التمثيل.

ملامح بنت البلد على الشاشة

رغم بدايتها بأدوار صغيرة، إلا أن الجمهور ارتبط سريعًا بشخصيتها البسيطة القريبة منهم، حيث جسدت صورة الفتاة المصرية الشعبية بصدق وعفوية. وفي عام 1950، تألقت بدور البطولة المطلقة من خلال شخصية خضرة، التي أصبحت علامة مميزة في مسيرتها. 
جسدت هذه الشخصية في عدة أفلام منها: مغامرات خضرة (1950)، خضرة والسندباد القبلي (1951)، والعاشق المحروم (1954).
قدمت عبر هذه الأدوار صورة الفتاة المرحة، القوية، خفيفة الظل، وصارت رمزًا لـ"بنت البلد" الأصيلة التي أحبها الجمهور وتعلق بها.

 

حضورها على خشبة المسرح

لم يتوقف عطاؤها عند السينما والغناء، ففي منتصف الخمسينيات انضمت عام 1956 إلى فرقة إسماعيل يس المسرحية، حيث قدمت أعمالًا ناجحة أبرزها مسرحية أنا عايزة مليونير. 
أثبتت من خلالها أنها تملك خفة الظل والقدرة على الإضحاك، وأن موهبتها تمتد إلى المسرح الكوميدي الذي يتطلب حضورًا طاغيًا وتواصلًا مباشرًا مع الجمهور.

حصاد السينما والأغنيات

خلال مشوارها الفني، شاركت درية أحمد في ما يقرب من 25 فيلمًا سينمائيًا قبل أن تعتزل عام 1976. 
وبرغم توقفها المبكر، بقيت أعمالها شاهدًا على مرحلة ذهبية من تاريخ السينما المصرية التي عكست قضايا وهموم البسطاء.
كما تركت بصمة في الغناء من خلال مجموعة من الأغنيات التي لاقت رواجًا واسعًا، ومنها: عارف والعارف لا يعرف، علي يا علي يا بتاع الزيت، دلوني يا ناس دلوني، وخلاص يا قلبي خلاص. 
جسدت هذه الأغنيات الروح الشعبية البسيطة التي ميزتها وأقربتها من جمهورها.

حياتها الخاصة وعلاقتها بابنتها سهير رمزي

على الصعيد الشخصي، تزوجت درية أحمد أولًا من السيد زيادة، ثم من محمد عبدالسلام نوح، وأنجبت منه ابنتها الفنانة سهير رمزي التي ورثت عنها حب الفن. 
تحدثت سهير رمزي كثيرًا عن عمق علاقتها بوالدتها، ووصفتها بأنها كانت أقرب صديقة لها، حتى إنها ضحت بالأمومة مرتين وأجهضت نفسها لأنها لم ترد أن ينشغل قلبها عن والدتها برعاية طفل.

الرحيل والذكرى الخالدة

في السابع من فبراير عام 2003، رحلت درية أحمد عن عالمنا بعد عملية دقيقة في المخ بفرنسا، مخلفة صدمة كبيرة في قلب ابنتها سهير رمزي التي أكدت أن والدتها لم تغب عنها يومًا، وأن فقدانها كان جرحًا لا يندمل.

ورغم مرور السنوات على رحيلها واعتزالها المبكر، لا تزال درية أحمد حاضرة في ذاكرة عشاق الفن المصري، فقد جمعت بين البساطة والموهبة، ورسمت ملامح شخصية "بنت البلد" بحب وعفوية، لتظل جزءًا من مرحلة ذهبية صنعت ملامح السينما والمسرح والغناء في مصر.