بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬فى‭ ‬الغيب‭ .. ‬وتنتظر‭ ‬المبادرة‭ ‬الرئاسية

بوابة الوفد الإلكترونية


رغم‭ ‬أن‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬أُنشأت‭ ‬لتكون‭ ‬بمثابة‭ ‬تأمين‭ ‬صحى‭ ‬للمواطنين،‭ ‬تقدم‭ ‬خدمات‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬الأساسية‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬منازلهم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬يكشف‭ ‬صورة‭ ‬أقل‭ ‬بكثير،‭ ‬فبدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬متكاملة‭ ‬للفحص‭ ‬والعلاج،‭ ‬اعتاد‭ ‬أغلب‭ ‬الأهالى‭ ‬على‭ ‬زيارتها‭ ‬لأغراض‭ ‬محدودة‭ ‬مثل‭ ‬تطعيم‭ ‬الأطفال،‭ ‬وتسجيل‭ ‬المواليد،‭ ‬وتنظيم‭ ‬الأسرة،‭ ‬بينما‭ ‬يغيب‭ ‬عنها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬الضرورية‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬تُجنب‭ ‬المريض‭ ‬رحلة‭ ‬مرهقة‭ ‬إلى‭ ‬المستشفيات‭ ‬الكبرى،‭ ‬وحتى‭ ‬غرف‭ ‬الطوارئ‭ ‬والإسعاف،‭ ‬التى‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تستقبل‭ ‬الحالات‭ ‬العاجلة،‭ ‬لم‭ ‬تُفعّل‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقى،‭ ‬وظل‭ ‬وجودها‭ ‬مجهولاً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لغالبية‭ ‬المواطنين،‭ ‬وفى‭ ‬المقابل،‭ ‬شهدت‭ ‬هذه‭ ‬الوحدات‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬استضافة‭ ‬مبادرات‭ ‬قومية‭ ‬كبرى‭ ‬مثل‭ ‬حملة‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬صحة‭ ‬للكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬فيروس‭ ‬سى‭ ‬والأمراض‭ ‬المزمنة،‭ ‬ما‭ ‬أثبت‭ ‬أنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬حقيقية‭ ‬لتعميم‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬إذا‭ ‬توفرت‭ ‬الإرادة‭ ‬والتجهيزات‭.‬
على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬يواجه‭ ‬الأطباء‭ ‬والعاملون‭ ‬بالوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬تحديات‭ ‬يومية‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬قسوة‭ ‬عما‭ ‬يواجهه‭ ‬المرضى،‭ ‬إذ‭ ‬يضطر‭ ‬بعضهم‭ ‬إلى‭ ‬جلب‭ ‬مستلزمات‭ ‬طبية‭ ‬على‭ ‬نفقتهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬منهم‭ ‬لتقديم‭ ‬خدمة‭ ‬مقبولة‭ ‬رغم‭ ‬غياب‭ ‬الإمكانيات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬حجم‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الفعلية‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متاح‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬المنشآت‭.‬
وكانت‭ ‬الحكومة‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬خطة‭ ‬طموحة‭ ‬لتحويل‭ ‬هذه‭ ‬الوحدات‭ ‬إلى‭ ‬نواة‭ ‬للتأمين‭ ‬الصحى‭ ‬الشامل،‭ ‬لتصبح‭ ‬بوابة‭ ‬أولى‭ ‬لأى‭ ‬مريض‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬المستشفيات‭ ‬المركزية،‭ ‬لكن‭ ‬التنفيذ‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬نطاق‭ ‬وحدات‭ ‬محدودة‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬أما‭ ‬البقية،‭ ‬فما‭ ‬زالت‭ ‬تعانى‭ ‬نقص‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬والأجهزة،‭ ‬بل‭ ‬وبعضها‭ ‬يعمل‭ ‬دون‭ ‬مدير‭ ‬أو‭ ‬بغياب‭ ‬تخصصات‭ ‬حيوية،‭ ‬مثل‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭.‬
وخلال‭ ‬جولة‭ ‬ميدانية‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الوحدات،‭ ‬رصدنا‭ ‬صوراً‭ ‬واضحة‭ ‬لهذه‭ ‬الفجوة‭: ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وحدة‭ ‬منيل‭ ‬شيحة‭ ‬عملت‭ ‬لعدة‭ ‬أشهر‭ ‬دون‭ ‬مدير،‭ ‬ووحدة‭ ‬العمرانية‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬عيادة‭ ‬النساء‭ ‬وجهاز‭ ‬السونار،‭ ‬ليبقى‭ ‬المواطن‭ ‬مضطراً‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬بدائل‭ ‬بين‭ ‬مستشفيات‭ ‬مزدحمة‭ ‬أو‭ ‬عيادات‭ ‬خاصة‭ ‬ترهق‭ ‬ميزانيته‭ ‬المحدودة‭.‬
منيل‭ ‬شيحة‭ ‬
ورغم‭ ‬أن‭ ‬الوحدة‭ ‬الصحية‭ ‬بقرية‭ ‬منيل‭ ‬شيحة‭ ‬التابعة‭ ‬لمركز‭ ‬ومدينة‭ ‬أبوالنمرس‭ ‬تُعد‭ ‬المتنفس‭ ‬الوحيد‭ ‬لآلاف‭ ‬المواطنين،‭ ‬فقد‭ ‬عاشت‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الارتباك‭ ‬الإدارى‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬شهرين،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خلت‭ ‬من‭ ‬مدير‭ ‬رسمى‭ ‬منذ‭ ‬رحيل‭ ‬الدكتور‭ ‬خيرى‭ ‬عبدالعال‭ ‬فى‭ ‬30‭ ‬يوليو‭ ‬الماضى،‭ ‬وتمت‭ ‬إدارتها‭ ‬بشكل‭ ‬مؤقت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثة‭ ‬أطباء‭ ‬يتناوبون‭ ‬لتسيير‭ ‬الأعمال‭ ‬اليومية‭ ‬وفقاً‭ ‬لجداول‭ ‬الحضور،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬هدد‭ ‬انتظام‭ ‬الخدمة‭ ‬وضاعف‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬الأهالى‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬تعيين‭ ‬مديرة‭ ‬لها‭ ‬فى‭ ‬16‭ ‬سبتمبر‭.‬
وخلال‭ ‬فترة‭ ‬الخواء‭ ‬الإدارى‭ ‬شهدت‭ ‬هذه‭ ‬الوحدة‭ ‬أحداثاً‭ ‬كثيرة‭ ‬مما‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬خاصة‭ ‬بعدما‭ ‬قررت‭ ‬الدكتورة‭ ‬عبير‭ ‬زينهم،‭ ‬مديرة‭ ‬الإدارة‭ ‬الصحية‭ ‬بأبوالنمرس،‭ ‬تكليف‭ ‬إحدى‭ ‬الطبيبات‭ ‬حديثة‭ ‬التخرج‭ ‬بإدارة‭ ‬الوحدة،‭ ‬لكنها‭ ‬اعتذرت‭ ‬سريعاً‭ ‬لظروف‭ ‬أسرية‭ ‬وصحية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬صغر‭ ‬سنها‭ ‬وقلة‭ ‬خبرتها،‭ ‬وفوجئت‭ ‬الطبيبة‭ ‬بإحالتها‭ ‬للتحقيق‭ ‬فى‭ ‬2‭ ‬سبتمبر،‭ ‬لتظل‭ ‬الوحدة‭ ‬بلا‭ ‬مدير‭ ‬لفترة‭ ‬أطول‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬مخططاً‭ ‬له‭.‬
ورغم‭ ‬الكثافة‭ ‬الطبية‭ ‬داخل‭ ‬الوحدة،‭ ‬إذ‭ ‬تضم‭ ‬12‭ ‬طبيب‭ ‬أسنان‭ ‬و9‭ ‬صيادلة‭ ‬و3‭ ‬أطباء‭ ‬بشريين‭ ‬وطبيبة‭ ‬وحيدة‭ ‬لعيادة‭ ‬النساء،‭ ‬فإن‭ ‬الخدمات‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬ثغرات‭ ‬واضحة،‭ ‬فالوحدة‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬أجهزة‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعى،‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬الأطباء‭ ‬إلى‭ ‬إحضار‭ ‬أجهزتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬لتقديم‭ ‬الخدمة،‭ ‬كما‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬فى‭ ‬المستلزمات‭ ‬الأساسية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجبر‭ ‬الأطباء‭ ‬والعاملين‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬من‭ ‬بعضهم‭ ‬لشرائها،‭ ‬حتى‭ ‬عاملة‭ ‬النظافة،‭ ‬التى‭ ‬تداوم‭ ‬يومياً‭ ‬ولها‭ ‬توقيع‭ ‬رسمى‭ ‬فى‭ ‬دفتر‭ ‬الحضور،‭ ‬لا‭ ‬تتقاضى‭ ‬أى‭ ‬راتب،‭ ‬ويضطر‭ ‬العاملون‭ ‬إلى‭ ‬دفع‭ ‬مبلغ‭ ‬شهرى‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬رواتبهم‭ ‬المتواضعة‭.‬
مع‭ ‬ذلك،‭ ‬يعترف‭ ‬المواطنون‭ ‬بوجود‭ ‬بعض‭ ‬الخدمات‭ ‬المنتظمة‭ ‬داخل‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية،‭ ‬فإحدى‭ ‬الأمهات‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬الوحدة‭ ‬تلتزم‭ ‬بمواعيد‭ ‬التطعيمات‭ ‬للأطفال،‭ ‬بل‭ ‬ويحرص‭ ‬العاملون‭ ‬على‭ ‬الاتصال‭ ‬بالأهالى‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬تأخرهم‭ ‬عن‭ ‬الحضور،‭ ‬فيما‭ ‬أشارت‭ ‬سيدة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تتابع‭ ‬حالتها‭ ‬ضمن‭ ‬حملة‭ ‬‮«‬100‭ ‬مليون‭ ‬صحة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تُجرى‭ ‬لها‭ ‬فحوص‭ ‬دورية‭ ‬للسكر‭ ‬وضغط‭ ‬الدم،‭ ‬ويطلب‭ ‬منها‭ ‬الأطباء‭ ‬كل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬إجراء‭  ‬تحاليل‭ ‬شاملة‭ ‬للدهون‭ ‬والكوليسترول‭ ‬فى‭ ‬معامل‭ ‬خارجية،‭ ‬ثم‭ ‬يصفون‭ ‬لها‭ ‬أدوية‭ ‬للضغط‭ ‬والدهون‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مكملات‭ ‬غذائية،‭ ‬لكنها‭ ‬لفتت‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأدوية‭ ‬المتاحة‭ ‬فى‭ ‬الوحدة‭ ‬لا‭ ‬تكفى‭ ‬احتياجات‭ ‬المرضى،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تحصل‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬شريط‭ ‬واحد‭ ‬يحتوى‭ ‬على‭ ‬10‭ ‬أقراص‭ ‬من‭ ‬دواء‭ ‬الضغط‭ ‬أو‭ ‬السكر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يغطى‭ ‬بالكاد‭ ‬عشرة‭ ‬أيام‭ ‬فقط،‭ ‬بينما‭ ‬يبرر‭ ‬العاملون‭ ‬ذلك‭ ‬بنقص‭ ‬الأدوية،‭ ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬جهاز‭ ‬قياس‭ ‬الضغط‭ ‬والسكر‭ ‬فى‭ ‬الوحدة‭ ‬معطل،‭ ‬ما‭ ‬يجبرها‭ ‬على‭ ‬إجراء‭  ‬القياسات‭ ‬خارجها،‭ ‬لتعود‭ ‬بالنتائج‭ ‬إلى‭ ‬الطبيب،‭ ‬وتساءلت‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الوحدة‭ ‬الأقرب‭ ‬لنا‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬أدوية‭ ‬وتعطل‭ ‬الأجهزة،‭ ‬فإلى‭ ‬أين‭ ‬نلجأ؟‭ ‬فالعيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مصاريف‭ ‬كبيرة‭ ‬لا‭ ‬نقدر‭ ‬عليها‮»‬‭.‬
كما‭ ‬أشادت‭ ‬إحدى‭ ‬السيدات‭ ‬بخدمة‭ ‬عيادة‭ ‬النساء،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬الطبيبة‭ ‬المتواجدة‭ ‬‮«‬شاطرة‮»‬‭ ‬وتتابع‭ ‬معها‭ ‬بانتظام،‭ ‬لكنها‭ ‬تعمل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬الأسبوع،‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬زحاماً‭ ‬شديداً‭ ‬على‭ ‬العيادة،‭ ‬وأوضحت‭ ‬مواطنة‭ ‬أخرى‭ ‬أنها‭ ‬تلجأ‭ ‬لعيادة‭ ‬الأسنان،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬الأطباء‭ ‬بالكشف‭ ‬وصرف‭ ‬مسكنات‭ ‬ومضادات‭ ‬حيوية،‭ ‬لكن‭ ‬عند‭ ‬الحاجة‭ ‬لخلع‭ ‬يطلب‭ ‬منها‭ ‬دفع‭ ‬50‭ ‬جنيه‭ ‬كتذكرة‭ ‬إضافية‭.‬
ونظراً‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الوحدة‭ ‬تخدم‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬تصاعدت‭ ‬الأصوات‭ ‬المطالبة‭ ‬بضرورة‭ ‬إدراج‭ ‬الوحدة‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬مبادرة‭ ‬تطوير‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية،‭ ‬وأكدت‭ ‬إحدى‭ ‬العاملات‭ ‬بالوحدة‭ ‬أن‭ ‬موقعها‭ ‬ومساحتها‭ ‬يسمحان‭ ‬بإنشاء‭ ‬مبنى‭ ‬جديد‭ ‬أو‭ ‬إضافة‭ ‬وحدة‭ ‬إسعاف‭ ‬حديثة‭ ‬تخدم‭ ‬منيل‭ ‬شيحة‭ ‬والقرى‭ ‬المجاورة‭.‬
وأكد‭ ‬الأهالى‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬يهدد‭ ‬بتراجع‭ ‬مستوى‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬تمثل‭ ‬فيه‭ ‬الوحدة‭ ‬طوق‭ ‬النجاة‭ ‬الوحيد‭ ‬أمام‭ ‬الأسر‭ ‬البسيطة،‭ ‬ويجمعون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬يكمن‭ ‬فى‭ ‬وجود‭ ‬خطة‭ ‬شاملة‭ ‬لتطوير‭ ‬المبنى‭ ‬وتجهيزه‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬الخدمة‭ ‬المطلوبة‭ ‬فى‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬قرى‭ ‬مركز‭ ‬أبوالنمرس‭.‬
العمرانية‭ ‬مبنى‭ ‬بلا‭ ‬خدمات
أما‭ ‬وحدة‭ ‬العمرانية‭ ‬الصحية،‭ ‬فحجم‭ ‬القصور‭ ‬فى‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للمرضى‭ ‬واضح‭ ‬جداً،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬تخصص‭ ‬النساء،‭ ‬فالوحدة‭ ‬لا‭ ‬تستقبل‭ ‬حالات‭ ‬الكشف‭ ‬فى‭ ‬عيادة‭ ‬النساء‭ ‬وإذا‭ ‬رغبت‭ ‬أى‭ ‬سيدة‭ ‬فى‭ ‬توقيع‭ ‬الكشف‭ ‬عليها،‭ ‬يكون‭ ‬الرد‭: ‬‮«‬روحى‭ ‬مستشفى‭ ‬أم‭ ‬المصريين‭ ‬أو‭ ‬أى‭ ‬وحدة‭ ‬تانية،‭ ‬هنا‭ ‬مفيش‭ ‬كشف‭ ‬نسا،‭ ‬إحنا‭ ‬بس‭ ‬بنركب‭ ‬وسيلة‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬غياب‭ ‬خدمة‭ ‬أساسية‭ ‬تمس‭ ‬شريحة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬السيدات‭.‬
وأثناء‭ ‬الانتظار‭ ‬داخل‭ ‬عيادة‭ ‬تنظيم‭ ‬الأسرة،‭ ‬عبرت‭ ‬إحدى‭ ‬السيدات‭ ‬عن‭ ‬استيائها‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬بقالى‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬مش‭ ‬بكشف‭ ‬هنا‭ ‬نسا،‭ ‬مفيش‭ ‬جهاز‭ ‬سونار‭ ‬فى‭ ‬الوحدة‭ ‬بيقولى‭ ‬اعملى‭ ‬سونار‭ ‬بره‭ ‬وتعالى،‭ ‬وده‭ ‬بيخلينا‭ ‬نلف‭ ‬على‭ ‬مستشفيات‭ ‬تانية‮»‬،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز‭ ‬يحرم‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬متابعة‭ ‬دقيقة‭ ‬لحالاتهن‭.‬
والتقينا‭ ‬فى‭ ‬الوحدة‭ ‬بسيدة‭ ‬ثلاثينية‭ ‬جاءت‭ ‬برفقة‭ ‬شقيقتها‭ ‬التى‭ ‬وضعت‭ ‬مولودها‭ ‬منذ‭ ‬شهرين،‭ ‬وأرادت‭ ‬تركيب‭ ‬وسيلة‭ ‬منع‭ ‬حمل،‭ ‬لكنها‭ ‬أبدت‭ ‬رفضها‭ ‬فى‭ ‬البداية،‭ ‬مبررة‭ ‬ذلك‭ ‬بتجربتها‭ ‬السابقة‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬كنت‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬والدكتورة‭ ‬معاملتها‭ ‬كانت‭ ‬وحشة،‭ ‬وماعملتش‭ ‬ليّا‭ ‬سونار‭ ‬قبل‭ ‬الوسيلة،‭ ‬وقالت‭ ‬الجهاز‭ ‬بايظ‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬تفقد‭ ‬الثقة‭ ‬فى‭ ‬الخدمة‭ ‬الطبية‭ ‬المقدمة‭. ‬
وخلال‭ ‬الجولة،‭ ‬التقينا‭ ‬بسيدة‭ ‬مسنة‭ ‬كانت‭ ‬تجلس‭ ‬فى‭ ‬ساحة‭ ‬الانتظار،‭ ‬روت‭ ‬أنها‭ ‬تجاوزت‭ ‬الستين‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬وتعانى‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬شديدة‭ ‬فى‭ ‬الأسنان،‭ ‬لكنها‭ ‬فوجئت‭ ‬بأن‭ ‬الوحدة‭ ‬لا‭ ‬توفر‭ ‬خدمات‭ ‬الحشو‭ ‬أو‭ ‬التركيبات،‭ ‬وأن‭ ‬الخدمة‭ ‬تقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الخلع،‭ ‬ما‭ ‬يضطرها‭ ‬إلى‭ ‬الذهاب‭ ‬لمستشفى‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬منزلها‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬عبئاً‭ ‬ثقيلاً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬والمال‭.‬
وفى‭ ‬المقابل،‭ ‬تحدثت‭ ‬سيدة‭ ‬أخرى‭ ‬كانت‭ ‬تحمل‭ ‬طفلاً‭ ‬صغيراً،‭ ‬موضحة‭ ‬أنها‭ ‬تعانى‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬عيادة‭ ‬النساء‭ ‬داخل‭ ‬الوحدة،‭ ‬حيث‭ ‬قالت‭: ‬‮«‬كل‭ ‬مرة‭ ‬أتوجه‭ ‬للوحدة‭ ‬للكشف‭ ‬يقولوا‭ ‬مفيش،‭ ‬أروح‭ ‬فين؟‭ ‬لا‭ ‬أقدر‭ ‬على‭ ‬العيادات‭ ‬الخاصة،‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬عذاب‭ ‬المستشفيات،‭ ‬وكل‭ ‬مرة‭ ‬يقولوا‭ ‬لى‭ ‬روحى‭ ‬أم‭ ‬المصريين‮»‬‭. ‬ثم‭ ‬أضافت‭ ‬بحسرة‭: ‬‮«‬الوحدة‭ ‬دى‭ ‬المفروض‭ ‬قريبة‭ ‬مننا‭ ‬وتوفر‭ ‬الخدمة،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬بنضطر‭ ‬نصرف‭ ‬فلوس‭ ‬برا‮»‬‭.‬
هذه‭ ‬الشهادات‭ ‬تعكس‭ ‬بوضوح‭ ‬حجم‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الدور‭ ‬المفترض‭ ‬للوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬فى‭ ‬خدمة‭ ‬المواطنين،‭ ‬وبين‭ ‬الواقع‭ ‬الذى‭ ‬يواجهونه‭ ‬يومياً‭.‬
غياب‭ ‬تخصص‭ ‬النساء‭ ‬وجهاز‭ ‬السونار،‭ ‬واقتصار‭ ‬عيادة‭ ‬الأسنان‭ ‬على‭ ‬الخلع‭ ‬فقط،‭ ‬مع‭ ‬شكاوى‭ ‬متكررة‭ ‬من‭ ‬معاملة‭ ‬بعض‭ ‬الأطباء،‭ ‬كلها‭ ‬مشاهد‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬فجوة‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تقدمه‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬يجدونه‭ ‬بالفعل‭ ‬عند‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬خدمة‭ ‬بسيطة‭. ‬
أطباء‭ ‬الوحدات‭.. ‬بين‭ ‬ضغوط‭ ‬العمل‭ ‬وغياب‭ ‬المستلزمات
وراء‭ ‬أبواب‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬لا‭ ‬يواجه‭ ‬المرضى‭ ‬معاناة‭ ‬نقص‭ ‬الخدمات‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يعانى‭ ‬الأطباء‭ ‬والعاملون‭ ‬أنفسهم‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬صعوبة،‭ ‬ففى‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬التجهيزات‭ ‬والمستلزمات‭ ‬الطبية‭ ‬الأساسية،‭ ‬يضطر‭ ‬بعض‭ ‬الأطباء‭ ‬إلى‭ ‬شراء‭ ‬أدوات‭ ‬علاجية‭ ‬على‭ ‬نفقتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬لمساعدة‭ ‬المرضى،‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬تعكس‭ ‬حجم‭ ‬العجز‭ ‬داخل‭ ‬الوحدات،‭ ‬وتطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬الوزارة‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬أبسط‭ ‬متطلبات‭ ‬العمل‭ ‬الطبى‭.‬
وذكرت‭ ‬طبيبة‭ ‬أسنان‭ ‬–‭ ‬رفضت‭ ‬ذكر‭ ‬اسمها‭ ‬–‭ ‬أنها‭ ‬حديثة‭ ‬التخرج‭ ‬ومكلَّفة‭ ‬بالعمل‭ ‬فى‭ ‬وحدة‭ ‬صحية‭ ‬بقرية‭ ‬أخرى‭ ‬بالجيزة،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬الوحدة‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬حاد‭ ‬فى‭ ‬المستلزمات‭ ‬الطبية،‭ ‬وقالت‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬نطلب‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬توفير‭ ‬أدوات‭ ‬ضرورية‭ ‬للعيادة،‭ ‬يكون‭ ‬الرد‭ ‬هاتوها‭ ‬أنتم،‭ ‬وبالفعل‭ ‬نضطر‭ ‬فى‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭ ‬لشرائها‭ ‬على‭ ‬نفقتنا‭ ‬الخاصة‮»‬‭.‬
وأضافت‭ ‬الطبيبة‭ ‬أن‭ ‬المرتبات‭ ‬الضئيلة‭ ‬لا‭ ‬تكفى‭ ‬احتياجات‭ ‬المعيشة،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬يقتطع‭ ‬الأطباء‭ ‬منها‭ ‬لتغطية‭ ‬عجز‭ ‬الوحدة‭.‬
وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يد‭ ‬الإهمال‭ ‬طالت‭ ‬جوانب‭ ‬عدة‭ ‬داخل‭ ‬الوحدة،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬النقص‭ ‬الكبير‭ ‬فى‭ ‬الأدوية،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬الأجهزة‭ ‬اللازمة‭ ‬فى‭ ‬أقسام‭ ‬مثل‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعى‭ ‬وغيرها‭.‬
وأكدت‭ ‬إحدى‭ ‬الممرضات‭ ‬أن‭ ‬المعاناة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬المرضى‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تشمل‭ ‬أيضاً‭ ‬العاملين‭ ‬داخل‭ ‬الوحدة،‭ ‬حيث‭ ‬قالت‭: ‬‮«‬إحنا‭ ‬بنشتغل‭ ‬فى‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة‭ ‬جداً،‭ ‬ساعات‭ ‬بنشترى‭ ‬شاش‭ ‬وقطن‭ ‬من‭ ‬جيبنا،‭ ‬والمريض‭ ‬ممكن‭ ‬يستنى‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬عشان‭ ‬مفيش‭ ‬دكتور‭ ‬نوباتجية‮»‬‭.‬
ضرورة‭ ‬التطوير‭ ‬
إن‭ ‬إعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬للوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬ليس‭ ‬رفاهية،‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬أرواح‭ ‬آلاف‭ ‬المرضى‭ ‬يومياً‭ ‬فهذه‭ ‬الوحدات،‭ ‬التى‭ ‬وُجدت‭ ‬لتكون‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول،‭ ‬تضم‭ ‬بالفعل‭ ‬غرف‭ ‬طوارئ‭ ‬لكن‭ ‬معظمها‭ ‬غير‭ ‬مُفعل‭ ‬أو‭ ‬مجهول‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬ولو‭ ‬جرى‭ ‬رفع‭ ‬كفاءتها‭ ‬وتجهيزها‭ ‬بالأطباء‭ ‬والأدوات‭ ‬اللازمة،‭ ‬لتحولت‭ ‬إلى‭ ‬مستشفيات‭ ‬صغيرة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استقبال‭ ‬الحالات‭ ‬العاجلة‭ ‬وتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬متكاملة،‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬وتطوير‭ ‬خدماتها‭ ‬سيُسعف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المرضى،‭ ‬ويساعد‭ ‬فى‭ ‬إنقاذ‭ ‬حياتهم،‭ ‬وفى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يخفف‭ ‬الضغط‭ ‬المتزايد‭ ‬عن‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬المركزية‭ ‬التى‭ ‬تكتظ‭ ‬يومياً‭ ‬بآلاف‭ ‬الحالات‭.‬
وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬أيضا‭ ‬أحد‭ ‬الأطباء‭ ‬الشبان،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬تمثل‭ ‬العمود‭ ‬الفقرى‭ ‬لنظام‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الأولية‭. ‬فهى‭ ‬أول‭ ‬نقطة‭ ‬اتصال‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والدولة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الصحة،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬والنجوع‭. ‬وكثير‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬حديثى‭ ‬التخرج‭ ‬يبدأون‭ ‬مسيرتهم‭ ‬العملية‭ ‬فيها‭ ‬ليجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬أمام‭ ‬تحديات‭ ‬جديدة‭ ‬تختلف‭ ‬تماماً‭ ‬عما‭ ‬درسوه‭ ‬فى‭ ‬الكلية‭.‬
رغم‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬مميزاتها‭ ‬وأهمها‭: ‬الوصول‭ ‬المباشر‭ ‬للمجتمع‭ ‬نظرا‭ ‬لوجودها‭ ‬داخل‭ ‬القرى‭ ‬فلا‭ ‬يحتاج‭ ‬المواطن‭ ‬السفر‭ ‬لمسافات‭ ‬طويلة‭ ‬لتلقى‭ ‬خدمة‭ ‬صحية‭ ‬أولية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬للتنوع‭ ‬فى‭ ‬الحالات‭ ‬التى‭ ‬يقابلها‭ ‬الطبيب‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬خبرته‭ ‬الإكلينيكية‭ ‬بسرعة‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬فرصة‭ ‬لاكتساب‭ ‬مهارات‭ ‬غير‭ ‬طبية‭ ‬مثل‭ ‬الإدارة،‭ ‬كتابة‭ ‬التقارير‭ ‬الرسمية،‭ ‬متابعة‭ ‬التطعيمات،‭ ‬وتنظيم‭ ‬الحملات‭ ‬القومية،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬فرصة‭ ‬لإقامة‭ ‬علاقة‭ ‬إنسانية‭ ‬مميزة‭ ‬بين‭ ‬الطبيب‭ ‬وأهل‭ ‬القرية‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الوحدات‭ ‬رغم‭ ‬بساطتها‭ ‬تعتبر‭ ‬مدرسة‭ ‬للطبيب‭ ‬الشاب‭ ‬إذ‭ ‬تضعه‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬تحديات‭ ‬حقيقية،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬‮«‬البيئة‭ ‬المثالية‮»‬‭ ‬للمستشفيات‭ ‬الجامعية،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الوحدات‭ ‬تواجه‭ ‬عدة‭ ‬تحديات‭ ‬حقيقية‭ ‬منها‭: ‬ضعف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭: ‬فكثير‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬مبان‭ ‬قديمة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬صيانة‭ ‬وأحياناً‭ ‬بلا‭ ‬كهرباء‭ ‬مستقرة‭ ‬أو‭ ‬شبكة‭ ‬مياه‭ ‬جيدة‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬الأجهزة‭ ‬الطبية‭ ‬وغياب‭ ‬بعض‭ ‬الادوات‭ ‬الهامة‭ ‬مثل‭ ‬جهاز‭ ‬رسم‭ ‬القلب‭ ‬أو‭ ‬جهاز‭ ‬قياس‭ ‬السكر‭ ‬أو‭ ‬أجهزة‭ ‬تعقيم‭ ‬جيدة،‭ ‬ناهيك‭ ‬بمشكلة‭ ‬عدم‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬الاجهزة‭ ‬عند‭ ‬توفرها‭ ‬لأنها‭ ‬عهدة‭ ‬باهظة‭ ‬الثمن‭ ‬يخشى‭ ‬المسئولون‭ ‬تبديدها‭ ‬أو‭ ‬تلفها،‭ ‬كما‭ ‬تعانى‭ ‬الوحدات‭ ‬من‭ ‬ندرة‭ ‬الأدوية‭ ‬ففى‭ ‬معظم‭ ‬الحالات‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬المريض‭ ‬الدواء‭ ‬متاحا،‭ ‬ما‭ ‬يجبر‭ ‬الاطباء‭ ‬على‭ ‬كتابة‭ ‬الروشتة‭ ‬ليشتريها‭ ‬المريض‭ ‬من‭ ‬الخارج‭. ‬
كما‭ ‬تعانى‭ ‬معظم‭ ‬الوحدات‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬حاد‭ ‬فى‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬مثل‭ ‬أطقم‭ ‬التمريض‭ ‬ليجد‭ ‬الطبيب‭ ‬نفسه‭ ‬يعمل‭ ‬وحيدا،‭ ‬مع‭ ‬غياب‭ ‬التدريب‭ ‬العملى‭ ‬إذ‭ ‬يجد‭ ‬الطبيب‭ ‬نفسه‭ ‬فى‭ ‬الميدان،‭ ‬دون‭ ‬برامج‭ ‬تأهيل‭ ‬حقيقية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الطوارئ‭ ‬أو‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭. ‬
وكشف‭ ‬الطبيب‭ ‬الشاب‭ ‬الذى‭ ‬رفض‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭ ‬أن‭ ‬الروتين‭ ‬والبيروقراطية‭ ‬تعد‭ ‬أهم‭ ‬مشكلات‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬فجزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬الطبيب‭ ‬يضيع‭ ‬فى‭ ‬كتابة‭ ‬سجلات‭ ‬ورقية‭ ‬وتقارير‭ ‬إدارية‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬التشخيص‭ ‬والعلاج،‭ ‬بالإضافة‭ ‬للمشكلات‭ ‬التى‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الطبيب‭ ‬داخل‭ ‬الوحدة‭ ‬مع‭ ‬أهالى‭ ‬المرضى‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬الامكانيات،‭ ‬إضافة‭ ‬لضعف‭ ‬المرتبات‭ ‬والحوافز‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬الجهد‭ ‬المبذول‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭.‬
طرق‭ ‬التحسين
وطالب‭ ‬الطبيب‭ ‬الشاب‭ ‬بضرورة‭ ‬إنقاذ‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬وتجهيزها‭ ‬بأجهزة‭ ‬أساسية‭ ‬مثل‭ ‬أجهزة‭ ‬الضغط‭ ‬والسكر‭ ‬ورسم‭ ‬القلب،‭ ‬وأدوات‭ ‬الإسعاف‭ ‬الأولى‭. ‬وتدريب‭ ‬الأطباء‭ ‬قبل‭ ‬التعيين‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحالات‭ ‬الحرجة‭. ‬وتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬مثل‭ ‬تحديث‭ ‬المبانى‭ ‬وصيانة‭ ‬الوحدات‭ ‬القديمة‭ ‬لتكون‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭. ‬وتوفير‭ ‬عدد‭ ‬كافٍ‭ ‬من‭ ‬التمريض‭ ‬والإداريين‭ ‬لتخفيف‭ ‬الضغط‭. ‬وإدخال‭ ‬نظام‭ ‬إلكترونى‭ ‬للملفات‭ ‬الطبية‭ ‬لتقليل‭ ‬الورق‭ ‬وتحسين‭ ‬متابعة‭ ‬المرضى‭. ‬وربط‭ ‬الوحدات‭ ‬بالمستشفيات‭: ‬بخط‭ ‬ساخن‭ ‬أو‭ ‬نظام‭ ‬إحالة‭ ‬إلكترونى‭ ‬سريع‭. ‬مع‭ ‬رفع‭ ‬الحوافز‭ ‬والمرتبات‭: ‬لتشجيع‭ ‬الأطباء‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بجدية‭ ‬وعدم‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬بدائل‭ ‬خارجية‭ ‬فقط‭.‬

 

 


غياب‭ ‬طبيب‭ ‬‮«‬النوبتجية‮»‬‭ ‬يهدد‭ ‬حياة‭ ‬مئات‭ ‬المرضى
بُعد‭ ‬المسافة‭ ‬تسبب‭ ‬فى‭ ‬وفاة‭ ‬طفل‭ ‬قبل‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى
غرف‭ ‬مغلقة،‭ ‬وأدوية‭ ‬غير‭ ‬متوافرة،‭ ‬وعجر‭ ‬فى‭ ‬نسبة‭ ‬الأطباء،‭ ‬ومعاملة‭ ‬غير‭ ‬آدمية،‭ ‬هكذا‭ ‬أصبح‭ ‬الوضع‭ ‬داخل‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬الموجودة‭ ‬فى‭ ‬المراكز‭ ‬والقرى‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المحافظات،‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬يقطعون‭ ‬مسافات‭ ‬طويلة‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬طبية‭ ‬تخفف‭ ‬من‭ ‬آلامهم،‭ ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تكبد‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬المتاعب،‭ ‬حتى‭ ‬يصاب‭ ‬باليأس‭ ‬والإحباط‭. ‬للوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬عندما‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬مبانى‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬تشعر‭ ‬بأنها‭ ‬صروح‭ ‬طبية‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬الخدمات،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬مغايرة‭ ‬تمامًا،‭ ‬عندما‭ ‬تدخل‭ ‬لطلب‭ ‬خدمة‭ ‬طبية،‭ ‬تصدم‭ ‬بالواقع‭ ‬المرير،‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬الخدمة‭ ‬أو‭ ‬وجود‭ ‬طبيب‭ ‬يسكن‭ ‬الألم،‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬البسطاء‭ ‬إلى‭ ‬دفع‭ ‬الغالى‭ ‬والنفيس‭ ‬فى‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬للعلاج،‭ ‬ليكتب‭ ‬عليهم‭ ‬المر‭ ‬والعذاب‭ ‬بفعل‭ ‬الإهمال‭ ‬والفساد،‭ ‬وغياب‭ ‬الرؤية‭ ‬لدى‭ ‬المسئولين‭.‬
انعدام‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية،‭ ‬جعلها‭ ‬أشبه‭ ‬بصحراء‭ ‬جرداء‭ ‬لا‭ ‬أطباء‭ ‬ولا‭ ‬تمريض،‭ ‬ولا‭ ‬دواء،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬والوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬‮«‬بوابة‭ ‬الآخرة‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جسدة‭ ‬الإهمال‭ ‬الذى‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬المرضى‭ ‬فى‭ ‬مستشفى‭ ‬6‭ ‬أكتوبر‭ ‬للتأمين‭ ‬الصحى،‭ ‬وفقدان‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البسطاء‭ ‬بصرهم،‭ ‬ليعشيوا‭ ‬فى‭ ‬ظلام‭ ‬الإهمال‭.‬

 

الإسكندرية
غرب‭ ‬الإسكندرية‭.. ‬صرح‭ ‬بلا‭ ‬تأهيل
الإسكندرية‭ ‬–‭ ‬شيرين‭ ‬طاهر‭:‬
يعانى‭ ‬أهالى‭ ‬غرب‭ ‬الإسكندرية‭ ‬من‭ ‬ترد‭ ‬واضح‭ ‬فى‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬المقدمة‭ ‬بالوحدات‭ ‬الصحية،‭ ‬والتى‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬أمام‭ ‬الأمراض‭ ‬والطوارئ،‭ ‬وتفتقر‭ ‬الوحدات‭ ‬الموجودة‭ ‬إلى‭ ‬أبسط‭ ‬مقومات‭ ‬الخدمة‭ ‬الطبية،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬التخصصات‭ ‬الأساسية،‭ ‬مرورًا‭ ‬بقلة‭ ‬عددالأطباء‭ ‬وقصر‭ ‬ساعات‭ ‬العمل،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬المستلزمات‭ ‬الطبية‭ ‬والإسعافات‭ ‬الأولية‭.‬
الأهالى،‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬نائية‭ ‬وبعيدة‭ ‬عن‭ ‬أعين‭ ‬المسئولين،‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الوحدات‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بدورها،‭ ‬ما‭ ‬يجعلهم‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬الأزمات‭ ‬الصحية‭ ‬دون‭ ‬حماية‭ ‬حقيقية‭.‬
يعتبر‭ ‬ملف‭ ‬الصحة‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الملفات‭ ‬الشائكة‭ ‬التى‭ ‬تؤرق‭ ‬الحكومة،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬اعتماد‭ ‬شريحة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬باعتبارها‭ ‬وسيلة‭ ‬لتلقى‭ ‬خدمات‭ ‬مجانية‭ ‬أو‭ ‬بأسعار‭ ‬رمزية،‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬تغيب‭ ‬التخصصات‭ ‬الطبية‭ ‬الحيوية‭ ‬فى‭ ‬أغلب‭ ‬الوحدات،‭ ‬ويقتصر‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬بسيطة‭ ‬مثل‭ ‬تطعيم‭ ‬الأطفال‭ ‬وتنظيم‭ ‬الأسرة،‭ ‬بينما‭ ‬يظل‭ ‬المرضى‭ ‬فى‭ ‬انتظار‭ ‬مبادرات‭ ‬أو‭ ‬حلول‭ ‬عاجلة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تأتى‭.‬
يقول‭ ‬عمرو‭ ‬السيد،‭ ‬من‭ ‬أهالى‭ ‬قرية‭ ‬‮«‬بنجر‭ ‬السكر‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬قريته‭ ‬تبعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ساعة‭ ‬عن‭ ‬بوابة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬الصحراوى،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬سوى‭ ‬وحدة‭ ‬صحية‭ ‬واحدة‭ ‬تعمل‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬الصباحية‭ ‬فقط‭ ‬وفى‭ ‬تخصصات‭ ‬محدودة،‭ ‬أما‭ ‬فى‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ،‭ ‬يضطر‭ ‬الأهالى‭ ‬لاستئجار‭ ‬سيارات‭ ‬خاصة‭ ‬لنقل‭ ‬المرضى‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬العامرية‭ ‬الذى‭ ‬يبعد‭ ‬نحو‭ ‬45‭ ‬دقيقة،‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬فى‭ ‬وفاة‭ ‬الحالات‭ ‬التى‭ ‬تفيض‭ ‬أرواحها‭ ‬قبل‭ ‬وصولها‭ ‬للعلاج،‭ ‬مطالبًا‭ ‬بإنعاش‭ ‬تلك‭ ‬الوحدات،‭ ‬وفتح‭ ‬تخصصات‭ ‬جديدة‭ ‬مثل‭ ‬النساء‭ ‬والولادة‭ ‬والأسنان،‭ ‬وتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬طوارئ‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬اليوم‭.‬
أما‭ ‬كاملة‭ ‬عزوز،‭ ‬ربة‭ ‬منزل‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬النهضة‮»‬،‭ ‬فأكدت‭ ‬أن‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬هناك‭ ‬تعمل‭ ‬لساعات‭ ‬محدودة‭ ‬وتقتصر‭ ‬على‭ ‬تخصصات‭ ‬الباطنة‭ ‬والأطفال‭ ‬فقط،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬تستقبل‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأهالى‭ ‬فقدوا‭ ‬أحباءهم‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مستشفى‭ ‬قريب،‭ ‬مثل‭ ‬طفل‭ ‬توفى‭ ‬اختناقًا‭ ‬بعد‭ ‬ابتلاعه‭ ‬جسمًا‭ ‬معدنيًا‭.‬
وطالبت‭ ‬بتطوير‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬وتجهيزها‭ ‬لخدمة‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة،‭ ‬بجانب‭ ‬إنشاء‭ ‬مستشفى‭ ‬مركزى‭ ‬قريب‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬التنقل‭.‬
وفى‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬الغربانيات‮»‬،‭ ‬قال‭ ‬منعم‭ ‬السيد‭- ‬أحد‭ ‬الأهالى‭- ‬إن‭ ‬الأهالى‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬وصول‭ ‬المبادرات‭ ‬الرئاسية‭ ‬للكشف‭ ‬والعلاج‭ ‬المجانى،‭ ‬والتى‭ ‬أنقذت‭ ‬أطفالاً‭ ‬ونساء‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬خطيرة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬والرجال‭ ‬لا‭ ‬يستفيدون‭ ‬منها‭ ‬بالقدر‭ ‬الكافى،‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬معاناتهم‭ ‬مع‭ ‬نقص‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وتأخر‭ ‬وصولهم‭ ‬للعلاج‭.‬
وتوضح‭ ‬سحر‭ ‬عبدالمنعم،‭ ‬ربة‭ ‬منزل،‭ ‬أن‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬بوسط‭ ‬الإسكندرية‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬سوى‭ ‬ثلاث‭ ‬خدمات‭ ‬أساسية‭: ‬تطعيم‭ ‬الأطفال،‭ ‬تنظيم‭ ‬الأسرة،‭ ‬وعلاج‭ ‬نزلات‭ ‬البرد،‭ ‬أما‭ ‬باقى‭ ‬التخصصات‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬لها‭ ‬أطباء‭ ‬أو‭ ‬أدوية،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬توجيه‭ ‬المرضى‭ ‬إلى‭ ‬المستشفيات،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬يقصدون‭ ‬الوحدة‭ ‬الصحية‭ ‬لرخص‭ ‬سعر‭ ‬التذكرة‭ ‬وتوافر‭ ‬العلاج‭ ‬المجانى‭. ‬وطالبت‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بضرورة‭ ‬دعم‭ ‬الوحدات‭ ‬بجميع‭ ‬التخصصات‭ ‬الحيوية‭ ‬مثل‭ ‬العظام‭ ‬والجلدية‭.‬
من‭ ‬جانبه،‭ ‬أكد‭ ‬عادل‭ ‬السيد‭ ‬أن‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬بمنطقة‭ ‬المنتزه‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬حاد‭ ‬فى‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضين،‭ ‬حيث‭ ‬يقتصر‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تخصصات‭ ‬الباطنة‭ ‬وطب‭ ‬الأسرة‭ ‬فقط،‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬المرضى‭ ‬للتكدس‭ ‬فى‭ ‬المستشفيات،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬الوحدات‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬الأدوية‭ ‬وتدنى‭ ‬مستوى‭ ‬النظافة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬انتشار‭ ‬العدوى‭ ‬بين‭ ‬المرضى‭.‬
مأساة‭ ‬فى‭ ‬العامرية
قصة‭ ‬مؤلمة‭ ‬يرويها‭ ‬محمد‭ ‬عبدالله،‭ ‬مزارع‭ ‬من‭ ‬العامرية،‭ ‬حيث‭ ‬فقد‭ ‬ابنه‭ ‬الصغير‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ابتلع‭ ‬جسمًا‭ ‬معدنيًا‭ ‬ولم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬إنقاذه‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬الرعاية‭ ‬العاجلة‭. ‬
وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الوحدة‭ ‬الصحية‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬تعمل‭ ‬حتى‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬ظهرًا‭ ‬فقط،‭ ‬ما‭ ‬اضطره‭ ‬لنقل‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬العامرية‭ ‬البعيد،‭ ‬لكنه‭ ‬فارق‭ ‬الحياة‭ ‬قبل‭ ‬وصوله‭. ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬تقدم‭ ‬بطلب‭ ‬لإنشاء‭ ‬مستشفى‭ ‬يخدم‭ ‬قرى‭ ‬‮«‬البنجر‮»‬،‭ ‬وجارى‭ ‬تبنى‭ ‬الفكرة‭ ‬من‭ ‬نواب‭ ‬الدائرة،‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬تنفيذها‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬العام‭ ‬الجارى‭.‬
شكاوى‭ ‬بلا‭ ‬جدوى
ويضيف‭ ‬عمرو‭ ‬السيد،‭ ‬عامل‭ ‬من‭ ‬غرب‭ ‬المحافظة،‭ ‬أن‭ ‬الوحدة‭ ‬الصحية‭ ‬فى‭ ‬منطقته‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬تخصصات‭ ‬مثل‭ ‬العيون‭ ‬أو‭ ‬المسالك‭ ‬أو‭ ‬الجلدية‭ ‬أو‭ ‬العظام،‭ ‬وأنها‭ ‬تعمل‭ ‬لساعتين‭ ‬فقط‭ ‬يوميًا،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬سيارات‭ ‬الإسعاف‭ ‬ترفض‭ ‬دخول‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬النائية‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬طرق‭ ‬ممهدة،‭ ‬ما‭ ‬يضطر‭ ‬الأهالى‭ ‬لاستئجار‭ ‬سيارات‭ ‬خاصة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يكلفهم‭ ‬كثيرًا‭ ‬ويعرض‭ ‬حياة‭ ‬المرضى‭ ‬للخطر،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنهم‭ ‬تقدموا‭ ‬بطلبات‭ ‬عديدة‭ ‬لإنشاء‭ ‬مركز‭ ‬طبى‭ ‬ومدارس‭ ‬قريبة،‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬
وطالب‭ ‬الأهالى‭ ‬بضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬وتزويدها‭ ‬بالتخصصات‭ ‬الأساسية‭ ‬والأطباء،‭ ‬وفتحها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬لاستقبال‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭. ‬
كما‭ ‬يناشدون‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بإنشاء‭ ‬مستشفى‭ ‬مركزى‭ ‬يخدم‭ ‬قرى‭ ‬غرب‭ ‬الإسكندرية،‭ ‬وتوفير‭ ‬سيارات‭ ‬إسعاف‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬للمناطق‭ ‬النائية،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬إنقاذ‭ ‬حياة‭ ‬المواطنين‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬اعتبارات‭ ‬أخرى‭.‬

 

 

سوهاج‭ ‬
الأجهزة‭ ‬الطبية‭ ‬فى‭ ‬المخازن‭ ‬والأدوية‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية
سوهاج‭- ‬مظهر‭ ‬السقطي‭:‬
من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬الوحدة‭ ‬الصحية‭ ‬الملاذ‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬للبسطاء‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬القرى‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬المناطق‭ ‬البعيدة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ضاقت‭ ‬بهم‭ ‬السبل‭ ‬والأحوال‭ ‬المادية‭ ‬فهم‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬سبيلاً‭ ‬لعلاج‭ ‬أطفالهم‭ ‬وذويهم‭ ‬إلا‭ ‬داخلها،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬نجده‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬بالوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬يقول‭ ‬عكس‭ ‬ذلك،‭ ‬فهناك‭ ‬حالات‭ ‬مأساوية‭ ‬تشهدها‭ ‬الوحدات‭ ‬بالقرى‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬العجز‭ ‬الصارخ‭ ‬فى‭ ‬الأطباء‭ ‬وعدم‭ ‬توافر‭ ‬الأدوية‭ ‬ونقص‭ ‬عناصر‭ ‬التمريض‭ ‬وغياب‭ ‬الرقابة‭ ‬وتنتهى‭ ‬بوحدات‭ ‬أخرى‭ ‬متهالكة‭ ‬تسكنها‭ ‬الحيوانات‭ ‬أو‭ ‬مبانِ‭ ‬شاهقة‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بتشغيلها‭.‬
فى‭ ‬معظم‭ ‬قرى‭ ‬محافظة‭ ‬سوهاج‭ ‬تعانى‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬عديدة‭ ‬تتمثل‭ ‬غالبيتها‭ ‬فى‭ ‬نقص‭ ‬الأطباء‭ ‬وهروبهم‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬بالوحدات‭ ‬الصحية لعدم‭ ‬وجود‭ ‬حافز‭ ‬إثابة‭ ‬يكفيهم ونقص‭ ‬فى‭ ‬التمريض‭ ‬والعمالة‭ ‬والأجهزة‭ ‬والمعدات‭ ‬الطبية‭ ‬وهناك‭ ‬وحدات‭ ‬صحية‭ ‬أصبحت‭ ‬مأوى‭ ‬للفئران‭ ‬والقطط‭ ‬والحيوانات‭ ‬الضالة‭ ‬التى‭ ‬استولت‭ ‬على‭ ‬غرف‭ ‬الأجهزة‭ ‬وأتلفت‭ ‬العديد‭ ‬منها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬هجرها‭ ‬الأطباء‭.‬
واشتكى‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬أجهزة‭ ‬وأدوات‭ ‬طبية‭ ‬جديدة‭ ‬وبحالة‭ ‬جيدة‭ ‬لكنها‭ ‬مكهنة‭ ‬بالمخازن‭ ‬ووجود‭ ‬أدوات‭ ‬طبية‭ ‬غير‭ ‬معقمة‭ ‬بعيادات‭ ‬الأسنان‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬ووجود‭ ‬أدوية‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬حملات‭ ‬رقابية‭ ‬ومتابعة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الوحدات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مديرية‭ ‬الصحة‭ ‬أو‭ ‬إدارة‭ ‬التفتيش‭ ‬الصيدلى‭ ‬بالمديرية‭.‬
تسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬الأطباء‭ ‬فى‭ ‬تعطيل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬فهناك‭ ‬وحدات‭ ‬تعمل‭ ‬لمدة‭ ‬يومين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬ندب‭ ‬الطبيب‭ ‬للعمل‭ ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وحدة‭ ‬صحية‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يدفع‭ ‬المرضى‭ ‬للجوء‭ ‬للمستشفيات‭ ‬المركزية‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬وحدات‭ ‬صحية‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تشغيلها‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬تجهيزات‭ ‬طبية‭ ‬أو‭ ‬عمالة‭.‬‮ ‬
قال‭ ‬محمود‭ ‬إبراهيم‭ ‬من‭ ‬أهالى‭ ‬قرية‭ ‬أولاد‭ ‬جبارة،‭ ‬إن‭ ‬نقص‭ ‬الخدمات‭ ‬بالوحدة‭ ‬الصحية‭ ‬فى‭ ‬القرية‭ ‬يجبرهم‭ ‬على‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬العيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬وتكبد‭ ‬نفقات‭ ‬ومصاريف‭ ‬زائدة‭ ‬للكشف‭ ‬على‭ ‬مرضاهم‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ظروفهم‭ ‬المادية‭ ‬الصعبة‭ ‬لافتاً‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬توافر‭ ‬طبيب‭ ‬بالوحدة‭ ‬الصحية‭ ‬يكون‭ ‬‮«‬امتياز‮»‬‭ ‬وغير‭ ‬متخصص‭ ‬لذا‭ ‬يكون‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الكشف‭ ‬بصورة‭ ‬دقيقة‭ ‬وطالب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أهالى‭ ‬القرية‭ ‬محافظ‭ ‬سوهاج‭ ‬ومسئولى‭ ‬مديرية‭ ‬الصحة‭ ‬بتوفير‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬الوحدة‭ ‬الصحية‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬طبية‭ ‬ومعدات‭ ‬وأطباء‭ ‬مقيمين‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬الباطنة‭ ‬والنساء‭ ‬والتوليد‭.‬
وأوضح‭ ‬على‭ ‬محمود‭ ‬من‭ ‬قرية‭ ‬الرشايدة،‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬الوحدة‭ ‬الصحية‭ ‬بالقرية‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬التطعيم‭ ‬واستخراج‭ ‬شهادة‭ ‬الميلاد‭ ‬أوالوفاة‭ ‬وبرغم‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتوفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬للمواطنين‭ ‬خاصة‭ ‬محدودى‭ ‬الدخل‭ ‬وأن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬بمحافظة‭ ‬سوهاج‭ ‬يقتصر‭ ‬عملها‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬تطعيم‭ ‬الأطفال‭ ‬أو‭ ‬تنظيم‭ ‬الأسرة‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬مغلقة‭ ‬لأسباب‭ ‬خاصة‭ ‬بالقائمين‭ ‬عليها‭ ‬ويكون‭ ‬المواطن‭ ‬هو‭ ‬الضحية‭ ‬فيضطر‭ ‬للهروب‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬المستشفيات‭ ‬المركزية‭ ‬التى‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬الأهالى‭ ‬المثل‭ ‬القائل‭ ‬نصف‭ ‬العمى‭ ‬ولا‭ ‬العمى‭ ‬كله‭ ‬أو‭ ‬يضطر‭ ‬الى‭ ‬تحمل‭ ‬أعباء‭ ‬مادية‭ ‬كبيرة‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬العيادات‭ ‬الخاصة‭.‬
ولفت‭ ‬أحد‭ ‬العاملين‭ ‬بصيدلية‭ ‬وحدة‭ ‬صحية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نقص‭ ‬الأدوية‭ ‬الأساسية‭ ‬مثل‭ ‬طعوم‭ ‬لدغ‭ ‬الثعبان‭ ‬والعقرب‭ ‬وخافضات‭ ‬الحرارة‭ ‬والمضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬فى‭ ‬الوحدة‭ ‬الصحية‭ ‬يؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬المرضى‭ ‬خاصًة‭ ‬الأطفال‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬أحيانا‭ ‬يأتى‭ ‬الطفل‭ ‬مريض‭ ‬أو‭ ‬مصاب‭ ‬ونضطر‭ ‬لإسعافه‭ ‬بمسكن‭ ‬فقط‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الأجهزة‭ ‬الطبية‭ ‬الموجودة‭ ‬فى‭ ‬الوحدة‭ ‬الصحية‭ ‬قديمة‭ ‬ولا‭ ‬تعمل‭ ‬بكفاءة‭ ‬ما‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬خدمة‭ ‬طبية‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬الطبيب‭ ‬الذى‭ ‬يأتى‭ ‬يوما‭ ‬أو‭ ‬يومين‭ ‬فى‭ ‬الأسبوع‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الحالات‭ ‬المرضية‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدًا‭ ‬خطيرًا‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المواطنين‭ ‬ونوهت‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تحسين‭ ‬الدعم‭ ‬الطبى‭ ‬فى‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وجود‭ ‬طبيب‭ ‬متخصص‭ ‬وتأمين‭ ‬الأدوية‭ ‬والأجهزة‭ ‬الحديثة‭ ‬بشكل‭ ‬دورى‭.‬
وأشار‭ ‬أحد‭ ‬أطباء‭ ‬الأسنان‭ ‬يعمل‭ ‬بوحدة‭ ‬صحية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نقص‭ ‬الأدوات‭ ‬الطبية‭ ‬مثل‭ ‬مادة‭ ‬التخدير‭ ‬‮«‬البنج‮»‬‭ ‬غير‭ ‬المتواجد‭ ‬بصورة‭ ‬دائمة‭ ‬لاستخدامه‭ ‬فى‭ ‬العمليات‭ ‬الجراحية‭ ‬الصغرى‭ ‬بالمستشفيات‭ ‬ومواد‭ ‬الحشو‭ ‬والأجهزة‭ ‬المتخصصة‭ ‬يشكل‭ ‬تحديًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬داخل‭ ‬الوحدة،‭ ‬موضحًا‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬مواد‭ ‬حشو‭ ‬والأجهزة‭ ‬قديمة‭ ‬والمريض‭ ‬الذى‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬التسوس‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أمامنا‭ ‬سوى‭ ‬الخلع‭ ‬بدون‭ ‬بنج‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يشتريه‭ ‬على‭ ‬نفقته‭ ‬الخاصة‭.‬
وقالت‭ ‬الطفلة‭ ‬رودينا‭ ‬خالد‭ ‬11‭ ‬سنة‭ ‬تقيم‭ ‬بناحية‭ ‬الشهداء‭ ‬أنا‭ ‬ذهبت‭ ‬مرة‭ ‬للكشف‭ ‬بالوحدة‭ ‬الصحية‭ ‬وكنت‭ ‬أعانى‭ ‬من‭ ‬ألم‭ ‬شديد‭ ‬بأسنانى‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يقدموا‭ ‬لى‭ ‬شيئًا‭ ‬سوى‭ ‬ورقة‭ ‬قمت‭ ‬بشرائها‭ ‬من‭ ‬صيدلية‭ ‬خاصة‭ ‬مدون‭ ‬بها‭ ‬مضاد‭ ‬حيوى‭ ‬ومسكنات‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يتوفر‭ ‬المخدر‭ ‬المستخدم‭ ‬فى‭ ‬حالات‭ ‬الخلع‭.‬
وأدى‭ ‬غياب‭ ‬الأطباء‭ ‬والأدوية‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬الوصفات‭ ‬المنزلية‭ ‬والتجارب‭ ‬الشخصية‭ ‬فى‭ ‬العلاج‭ ‬رغم‭ ‬تسببها‭ ‬فى‭ ‬نتائج‭ ‬عكسية‭ ‬وأصبحت‭ ‬معظم‭ ‬ربات‭ ‬البيوت‭ ‬توصف‭ ‬تجربتها‭ ‬لجارتها‭ ‬كغلى‭ ‬الكمون‭ ‬لعلاج‭ ‬تقلصات‭ ‬البطن‭ ‬وغلى‭ ‬ورق‭ ‬الجوافة‭ ‬للسعال‭ ‬و«اللبخات‮»‬‭ ‬البلدية‭ ‬للخراج‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬على‭ ‬طريقتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬أحيانا‭ ‬ينجح‭ ‬وفى‭ ‬الغالب‭ ‬إذا‭ ‬فشل‭ ‬يزيد‭ ‬المشكلة‭ ‬ويتفاقم‭ ‬التعب‭.‬

 

 

الدقهلية
مأساة‭ ‬صحية‭ ‬للغلابة
كتب‭- ‬وجدى‭ ‬صابر‭:‬
تعيش‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية‭ ‬فى‭ ‬محافظة‭ ‬الدقهلية،‭ ‬مأساة‭ ‬حقيقية‭ ‬نتيجة‭ ‬اختفاء‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬الطبية‭ ‬المطلوبة،‭ ‬حيث‭ ‬تعانى‭ ‬هذه‭ ‬الوحدات‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬تام‭ ‬لمعظم‭ ‬العيادات‭ ‬فى‭ ‬التخصصات‭ ‬التى‭ ‬يحتاجها‭ ‬المرضى،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توقف‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬الصحية،‭ ‬ويضطر‭ ‬مواطنو‭ ‬القرى‭ ‬إلى‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬مستشفيات‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬محل‭ ‬إقامتهم‭ ‬مما‭ ‬يهدد‭ ‬حياتهم،‭ ‬وفى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬تشهد‭ ‬فيه‭ ‬محافظة‭ ‬الدقهلية‭ ‬توسعا‭ ‬عمرانيا‭ ‬كبيرا‭ ‬يتطلب‭ ‬معه‭ ‬توفير‭ ‬الخدمة‭ ‬الصحية‭ ‬فى‭ ‬الوحدات‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬توفير‭ ‬استقبال‭ ‬للحالات‭ ‬الطارئة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬يكشف‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الوحدات‭ ‬مجرد‭ ‬لافتات‭ ‬فقط،‭ ‬بينما‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أية‭ ‬خدمات‭ !!‬
فى‭ ‬قرية‭ ‬‮«‬برمبال‮»‬‭ ‬الجديدة‭ ‬بمنية‭ ‬النصر‭ ‬وهى‭ ‬موطن‭ ‬على‭ ‬مبارك‭ ‬باشا‭ ‬‮«‬أبوالتعليم‮»‬‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬يقول‭ ‬المواطن‭ ‬إبراهيم‭ ‬غباري،‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬تم‭ ‬إقامة‭ ‬مبنى‭ ‬الوحدة‭ ‬الصحية‭ ‬بالقرية،‭ ‬وانتظرنا‭ ‬تحقيق‭ ‬الحلم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المقاول‭ ‬المسئول‭ ‬عن‭ ‬التشطيبات‭ ‬بدأ‭ ‬العمل‭ ‬ثم‭ ‬توقف‭ ‬فى‭ ‬إتمام‭ ‬التشطيبات‭ ‬وترك‭ ‬بقية‭ ‬الأعمال‭ ‬منذ‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬أما‭ ‬المأساة‭ ‬فكما‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬غباري‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬الوحدة‭ ‬الصحية‭ ‬تعمل‭ ‬فى‭ ‬شقة‭ ‬ملحقة‭ ‬بمسجد‭ ‬القرية‭ ‬ولايستطيع‭ ‬العاملون‭ ‬بها‭ ‬ممارسة‭ ‬عملهم‭ ‬بسبب‭ ‬ضيق‭ ‬المكان،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أهالى‭ ‬القرية‭ ‬أرسلوا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشكاوى‭ ‬للجهات‭ ‬المختصة‭ ‬وكان‭ ‬الرد‭ ‬بأنه‭ ‬سيتم‭ ‬استكمال‭ ‬الوحدة‭ ‬ولا‭ ‬نعلم‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لماذا‭ ‬توقف‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬التشطيبات‭ ‬النهائية‭!!‬
ويقول‭ ‬أحمد‭ ‬زاهر‭ - ‬أحد‭ ‬الأهالي‭- ‬إن‭ ‬مبنى‭ ‬الوحدة‭ ‬الصحية‭ ‬بالصلاحات‭ ‬بمركز‭ ‬بنى‭ ‬عبيد‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤه‭ ‬عام‭ ‬2009‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬2409‭ ‬مترا‭ ‬ليكون‭ ‬مستشفى‭ ‬تكامليا‭ ‬وتم‭ ‬تحويله‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬طب‭ ‬الأسرة‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬4‭ ‬أدوار‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬دوران‭ ‬فقط‭ ‬والدوران‭ ‬الثالث‭ ‬والرابع‭ ‬على‭ ‬الطوب‭ ‬الأحمر‭ ‬وتم‭ ‬تصميمها‭ ‬ليكونا‭ ‬عيادات‭ ‬لجميع‭ ‬التخصصات‭.‬
‭ ‬وأضاف‭ ‬‮«‬زاهر‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭ ‬جاءت‭ ‬لجنة‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬الهندسة‭ ‬لمعاينة‭ ‬المبنى‭ ‬القديم‭ ‬والجديد‭ ‬وأوصت‭ ‬باستكمال‭ ‬وتطوير‭ ‬المبنى‭ ‬الجديد‭ ‬الحالى‭ ‬ليتناسب‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬العصر‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمة‭ ‬العلاجية‭ ‬المناسبة‭ ‬لأهالى‭ ‬المنطقة‭ ‬وإزالة‭ ‬المبنى‭ ‬القديم‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬أية‭ ‬إجراءات‭ ‬ما‭ ‬يعتبر‭ ‬إهدارا‭ ‬للمال‭ ‬العام‭ ‬،‭ ‬وطالب‭ ‬‮«‬زاهر‮»‬‭ ‬باستكمال‭ ‬المبنى‭ ‬لحاجة‭ ‬القرية‭ ‬والقرى‭ ‬المجاورة‭ ‬إليه‭.‬
أما‭ ‬وحدة‭ ‬طب‭ ‬الأسرة‭ ‬بمنشأة‭ ‬‮«‬عبدالرحمن‮»‬‭  ‬بمركز‭ ‬دكرنس‭ ‬وكما‭ ‬تقول‭ ‬وداد‭ ‬السعيد‭ ‬بأن‭ ‬المبنى‭ ‬ينقصه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬الحيوية‭ ‬وخاصة‭ ‬الطوارئ،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المنطقة‭ ‬تفتقد‭ ‬لهذا‭ ‬القسم‭ ‬الحيوى‭ ‬وهناك‭ ‬حالات‭ ‬توفيت‭ ‬نتيجة‭ ‬البطء‭ ‬فى‭ ‬إسعافها،‭ ‬وأضافت‭ ‬بأن‭ ‬المبنى‭ ‬لم‭ ‬يستغل‭ ‬الطابق‭ ‬الثانى‭ ‬به‭ ‬وتحول‭ ‬إلى‭ ‬وكر‭ ‬لمتعاطى‭ ‬المخدرات‭.‬
ويطالب‭ ‬المهندس‭ ‬محمد‭ ‬الحسينى‭ ‬باستغلال‭ ‬المبنى‭ ‬الذى‭ ‬يحتاجه‭ ‬المواطنون‭ ‬لإقامة‭ ‬عيادات‭ ‬فى‭ ‬تخصصات‭ ‬حيوية‭ ‬تحتاجها‭ ‬القرية‭ ‬والقرى‭ ‬المجاورة‭ ‬مثل‭ ‬الباطنة‭ ‬والطوارئ‭.‬
وعلمت‭ ‬‮«‬الوفد‮»‬‭ ‬بأنه‭ ‬تم‭ ‬عمل‭ ‬جميع‭ ‬الإجراءات‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مبنى‭ ‬الدور‭ ‬الثانى‭ ‬فى‭ ‬مركز‭ ‬طب‭ ‬الأسرة‭ ‬لمنشأة‭ ‬‮«‬عبدالرحمن‮»‬‭ ‬وقامت‭ ‬لجنة‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬الهندسية‭ ‬بالمعاينة‭.‬
ويقول‭ ‬خيرى‭ ‬العجمي‭- ‬أحد‭ ‬أهالى‭ ‬دكرنس‭- ‬إن‭ ‬مستشفى‭ ‬‮«‬نجير‮»‬‭ ‬المركزي‭ ‬بمركز‭ ‬دكرنس‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬حجر‭ ‬أساس‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬97‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬استكماله‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬تم‭ ‬استكماله‭ ‬لتحول‭ ‬مركز‭ ‬طب‭ ‬الأسرة‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬مركزى‭ ‬تحتاجه‭ ‬القرية‭ ‬والقرى‭ ‬المجاورة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬أقرب‭ ‬مستشفى‭ ‬وهو‭ ‬مستشفى‭ ‬شربين‭ ‬يبعد‭ ‬حوالى‭ ‬5‭ ‬كيلو‭ ‬عن‭ ‬القرية‭.‬
وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬معظم‭ ‬الأقسام‭ ‬بمركز‭ ‬طب‭ ‬الأسرة‭ ‬الحيوية‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تشغيلها،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬طبيب‭ ‬عام‭ ‬أو‭ ‬جراح،‭ ‬كما‭ ‬يوجد‭ ‬غرفتان‭ ‬للأسنان‭ ‬لا‭ ‬تعملان‭ ‬وجهاز‭ ‬أشعة‭ ‬ولكن‭ ‬بدون‭ ‬طبيب‭ ‬عظام‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬استقبال،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المبنى‭ ‬القديم‭ ‬به‭ ‬42‭ ‬غرفة‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تستغل،‭ ‬والمركز‭ ‬يقدم‭ ‬فقط‭ ‬خدمات‭ ‬للعلاج‭ ‬الطبيعى‭ ‬وصرف‭ ‬الألبان‭ ‬والتطعيمات‭.‬