بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

إيطاليا تشتعل تضامناً مع غزة

بوابة الوفد الإلكترونية

عشرات الآلاف يغلقون المدارس والموانئ والطرق الرئيسية

 

خرج عشرات الآلاف من الإيطاليين إلى الشوارع فى عشرات المدن من الشمال إلى الجنوب، وأغلقوا المدارس وتعطلوا عن العمل ومنعوا حركة القطارات وسدوا الموانئ والطرق الرئيسية، فى واحدة من أكبر المظاهرات فى أوروبا ضد الهجوم الإسرائيلى على غزة. هذه الاحتجاجات التى وُصفت بأنها تاريخية جاءت متزامنة مع الموجة المتسارعة من اعترافات الدول الأوروبية بفلسطين، حيث بادرت المملكة المتحدة وأستراليا والبرتغال وكندا إلى الاعتراف وفرنسا وعدد آخر من الدول إلى إعلان موقف مشابه فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما بقيت إيطاليا على الحياد وسط غضب شعبى عارم.
رئيسة الوزراء جورجيا ميلونى كانت قد أوضحت فى تصريحات سابقة لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية نهاية يوليو أنها ترى الاعتراف بدولة فلسطين قبل قيامها فعليا خطوة قد تأتى بنتائج عكسية، مشيرة إلى أن «الاعتراف بشىء غير موجود على الورق قد يوحى بأن المشكلة حُلّت بينما هى لم تُحلّ». لكن هذه المبررات لم تقنع الشارع الإيطالى ولا النقابات العمالية، التى دعت إلى إضراب عام شامل ليوم واحد تضامنا مع شعب غزة واحتجاجا على ما وصفته «بتقصير الحكومات الإيطالية والأوروبية فى مواجهة الكارثة الإنسانية».
الاحتجاجات امتدت إلى ما لا يقل عن 75 بلدية فى أنحاء البلاد. فى جنوة وليفورنو أوقف عمال الموانئ نشاطهم وأغلقوا المرافئ بالكامل، فى رسالة مباشرة ضد استخدام الأراضى الإيطالية كنقطة عبور لشحنات الأسلحة إلى إسرائيل. فى العاصمة روما تجمع أكثر من عشرين ألف شخص خارج محطة قطار تيرمينى، ملوحين بالأعلام الفلسطينية ومرددين هتافات «الحرية لفلسطين».
الأعداد كانت ضخمة حيث فى ميلانو قُدر المشاركون بخمسين ألفا وفق المنظمين، بينما أكدت الشرطة فى بولونيا أن أكثر من عشرة آلاف احتشدوا فى قلب المدينة. لكن ميلانو شهدت أيضًا أعنف المواجهات، حين حاول عشرات من المتظاهرين الذين ارتدوا ملابس سوداء ويحملون هراوات اقتحام المدخل الرئيسى لمحطة القطار المركزية. الشرطة واجهت الهجوم بالغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل، بينما ألقى المحتجون قنابل دخان وزجاجات وحجارة. فى بولونيا، لجأت الشرطة إلى خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين سدوا طريقًا رئيسيًا. الحصيلة كانت أكثر من 60 إصابة فى صفوف رجال الأمن واعتقال ما يزيد على عشرة متظاهرين فى ميلانو وفق وكالة أنسا الإيطالية.
الحكومة سارعت إلى التنديد بالعنف. ميلونى كتبت على وسائل التواصل أن «التخريب والعنف لا علاقة لهما بالتضامن مع غزة ولن يغيرا شيئا، لكنها واجهت انتقادات متزايدة من الداخل بأن خطابها يخلو من أى مبادرة عملية توقف التواطؤ الإيطالى مع استمرار الحرب».