دراسة حديثة: الأسبرين يلعب دورا في علاج سرطان الأمعاء

توصلت تجربة سريرية جديدة إلى أن تناول جرعة منخفضة من دواء الأسبرين الشائع قد يقلل من احتمالات عودة سرطان القولون والمستقيم بنسبة تصل إلى 55%، وهو ما قد يمثل تقدمًا طبيًا ذا أهمية عالمية في مواجهة أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا وخطورة.
خلفية المرض وخطورة انتشاره
أكثر من مليوني حالة سنويًا حول العالم
يُشخص سنويًا أكثر من مليوني شخص بسرطان القولون والمستقيم عالميًا. ويواجه ما يقارب 40% من هؤلاء المرضى خطر عودة المرض بعد الجراحة، مع احتمالية انتشار الخلايا السرطانية إلى أعضاء أخرى، مما يصعّب العلاج ويقلل من فرص النجاة، وهذا ما يجعل من اكتشاف طرق فعالة للوقاية من الانتكاسة أمرًا في غاية الأهمية.
الأسبرين في ساحة الطب الدقيق
فعالية ملحوظة لدى مرضى طفرات PIK3CA
في الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة "نيو إنجلاند الطبية"، تابع الباحثون 3500 مريض من عدة دول إسكندنافية بعد خضوعهم لجراحة سرطان القولون والمستقيم.
وتلقى المرضى الذين أظهرت أورامهم طفرات جينية في مسار PIK3 إشارات علاجية إما 160 ملغ من الأسبرين يوميًا أو دواءً وهميًا، واستمر العلاج لمدة ثلاث سنوات.
أظهرت النتائج أن المرضى الحاصلين على الأسبرين ممن لديهم طفرات في جين PIK3CA انخفض لديهم خطر عودة السرطان بنسبة 55% مقارنة بمن تلقوا العلاج الوهمي.
وعلّق العلماء بأن "الأسبرين أدى إلى انخفاض كبير في حالات تكرار الإصابة مقارنة بالعلاج الوهمي لدى المرضى ذوي الطفرة الجينية".
نظرة العلماء إلى المستقبل
دواء بسيط بتأثير ضخم وتكلفة منخفضة
قالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة آنا مارتلينج من معهد كارولينسكا في السويد، إن هذا الاكتشاف يمثل نقلة نوعية في الطب الدقيق، حيث يمكن الاستفادة من التركيبة الجينية للمريض لتخصيص العلاج، وتحقيق أقصى فعالية بأقل تكلفة.
أضافت مارتلينج أن "الأسبرين دواء متاح ومنخفض التكلفة، وإذا ثبتت فعاليته عبر دراسات إضافية، فقد يشكل خيارًا جديدًا وفعالًا ضمن بروتوكولات علاج السرطان المستقبلية".
تأثير عالمي متوقع
إمكانية تعديل الإرشادات العلاجية للسرطان
أعرب الباحثون عن أملهم في أن تؤثر هذه النتائج على الإرشادات الطبية لعلاج سرطان الأمعاء عالميًا، خاصة أن الأسبرين يتمتع بانتشار واسع وتكلفة بسيطة مقارنة بأدوية السرطان المعقدة والمكلفة.
وختامًا، رغم أن العلاقة الدقيقة بين الأسبرين والطفرات الجينية لا تزال تحت الدراسة، إلا أن هذه النتائج تمنح الأطباء والمرضى بارقة أمل في معركة مستمرة ضد هذا المرض الفتاك.