تسعيرة الوزير الإجبارية.. استغلال
يقينًا أن السيد محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم قد سمع صرخات أولياء أمور طلاب المدارس التجريبية «الرسمية لغات» ووصلته شكواهم من تسعيرة الكتب المدرسية الإجبارية، ولم يحرك الوزير ساكنًا، اللهم إلاَّ تبرير الوزارة الغير منطقى لتلك الزيادة، وعليه نطرح هذه النقاط :
أولًا: خلال جولة الوزير التفقدية المفاجئة لعدد من مدارس القليوبية، لمتابعة سير وانتظام العملية التعليمية فى بداية العام الدراسى الجديد، ونضع تحت المفاجئة خطوطًا كثيرة، أجرى سيادته لقاءً مع الأمهات أمام مدرسة ابن خلدون الابتدائية المشتركة ببنها، لمعرفة متطلباتهم والتوجيه الفورى بسرعة حلها.. وهنا نسأل سيادة الوزير: كيف يمكن لنا التصديق بأن هذه التوجيهات الفورية، ليست من قبيل «الشو الإعلامي»، خاصة أن سيادته لم يستجب لنداءات مئات الآلاف من الأمهات وأولياء الأمور الغاضبة بالعدول والتراجع عن تسعيرته الإجبارية للكتب المدرسية؟
ثانيًا: فى تصريحات متلفزة وصف عمرو خضر رئيس شعبة الورق فى اتحاد الغرف التجارية ارتفاع أسعار الكتب الخارجية بأنه استغلال غير مبرر، وببساطة ما قاله السيد عمرو خضر ينطبق بالتبعية على تسعيرة السيد الوزير الخاصة بالكتب المدرسية فى المدارس التجريبية، ويؤكد ذلك ما قاله رئيس شعبة الورق بأن مناقصة أسعار الكتب المدرسية للعام الحالى أقل من العام الماضى بنسبة 20%.. والسؤال: من أين أتى السيد الوزير بتلك التسعيرة وعلى أى أساس؟!، مع العلم أن تكلفة الورق تمثل لا تقل عن 70 إلى 80% من سعر الكتاب حسب ما جاء على لسان رئيس شعبة الورق، وتأكيداته بأن أسعار الورق عالميًا شهدت تراجعًا حادًا منذ منتصف شهر يونيو الماضى !
ثالثًا: فى مؤتمره الصحفى الموسع مع محررى ملف التعليم، الثلاثاء 16 سبتمبر الجارى، لاستعراض الجهود التى قامت بها الوزارة، لضمان انطلاقة ناجحة للعام الدراسى، أوضح سيادته أن أعمال الصيانة ورفع كفاءة المدارس قد أُنُجزت على مستوى الجمهورية لتوفير بيئة تعليمية آمنة وجاذبة للطلاب، مع الالتزام بألا تتجاوز الكثافة داخل الفصول خمسين طالبًا، وقال إنه تم الانتهاء من تجديدات أكثر من 10 آلاف مدرسة على مستوى الجمهورية، فى هذا السياق أنقل إلى سيادته معاناة أولياء أمور مدرسة التحرير الرسمية لغات فى مدينة السادس من أكتوبر، بعد أن تم نقل أولادهم فترة مسائية إلى مدرسة الشهيد محمد محمود الرسمية لغات «العلا سابقًا»، وما ترتب عليه من زحام وتكدس داخل الفصول وخارجها، ما حدث ينسف ما أراده الوزير وناشد به خلال مؤتمره الصحفى، والواقع أفضل من القراءة، فيمكن لسيادته أو من ينوب عنه الذهاب فى جولة تفقدية مفاجئة إلى هناك، ليشاهد بنفسه تلك المأساة على الهواء مباشرة، ويبقى السؤال: لماذا خضعت مدرسة التحرير الرسمية لغات إلى أعمال الصيانة قبل بدء العام الدراسى بقليل؟ وما ترتب عليه من نقل طلاب المدرسة ومعلميها إلى فترة مسائية مسئولية من؟ أرجو من سيادته الإجابة عن هذا السؤال الذى حير أولياء الأمور هناك.
ختامًا: روى أنه «عندما رأى الذئب الحمل يشرب من النهر أراد أن يلتهمه، فراح يبحث عن ذريعة، فاتهم الحمل بتعكير الماء وأنه لا يستطيع نتيجة، لذلك أن يروى ظمأه منه، فأجاب الحمل بأنه لا يشرب إلا بطرف لسانه فقط، وأنه على أية حال يقف أسفل النهر بينما يقف الذئب فى الأعلى، ولهذا يستحيل عليه تعكير الماء لأن المجرى قادم من عند الذئب من أعلى إلى أسفل، وعندما رأى الذئب أن التوفيق قد خانه فى هذه الذريعة، قال: حسنًا.. العام الماضى سمعتك تسب والدى، أجاب الحمل: إننى لم أكن قد ولدت بعد! فقال الذئب: إنك بارع فى البحث عن ردود، ولكنى سوف آكلك على أية حال!».
المغزى من القصة، عندما يريد المرء أن يسدد سكينه لآخر، سوف يصم أذنيه عن أى حجة أو دفاع مهما كان عادلًا !، وأولياء الأمور دفاعهم عادلًا يا سيادة الوزير.. فلا تصم أذنيك عنه.