بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

6 سنوات مشدد وغرامات.. جنايات سوهاج تطيح بتاجر الشابو والسلاح في جهينة

مجمع محاكم سوهاج
مجمع محاكم سوهاج

 في قاعة يغمرها الصمت إلا من صوت المطرقة، اعتلت هيئة محكمة جنايات مستأنف سوهاج منصة العدالة، برئاسة المستشار عبدالفتاح الصغير، لتعلن حكمًا وصفه الحاضرون بأنه صارم وحاسم في واحدة من أخطر قضايا الاتجار بالمواد المخدرة.

 فقد قضت المحكمة بسجن المتهم "ع. ع"، عامل، لمدة ست سنوات مشدد وتغريمه مائة ألف جنيه بعد إدانته في قضية الاتجار في مخدر الشابو وجوهر الميثامفيتامين.

 كما عاقبته المحكمة بثلاث سنوات إضافية وغرامة عشرة آلاف جنيه لحيازته سلاحًا ناريًا بدون ترخيص داخل دائرة مركز جهينة.

 كانت النيابة العامة وجهت له اتهامات متعددة بعد أن كشفت التحقيقات عن نشاط إجرامي منظم استهدف نشر مواد مدمرة بين الشباب.

بداية الخيوط السرية:

 القضية لم تبدأ بقرار محكمة، بل بخيوط دقيقة من المعلومات السرية التي وصلت إلى أجهزة المباحث في مطلع عام 2025. تلك المعلومات أكدت أن المتهم حسام علي يمارس نشاطًا مشبوهًا في الاتجار بالمخدرات، الأمر الذي استدعى تكثيف التحريات على نطاق واسع.

 ومع مرور الأيام، أثبتت التحريات أن المتهم يستخدم طرقا ملتوية لإخفاء نشاطه، متنقلا بين أماكن مختلفة لإبعاد الأنظار عنه، لكنه لم ينج من أعين الأمن التي رصدت تحركاته بدقة حتى تم استصدار إذن قانوني بضبطه وتفتيشه.

لحظة الضبط والتحريز:

 جاءت اللحظة الحاسمة عندما تمكنت قوة أمنية من مداهمة المتهم داخل نطاق دائرة جهينة، عملية التفتيش كشفت عن مفاجآت صادمة؛ حيث عثر بحوزته على كميات متنوعة من المواد المخدرة وعلى رأسها مخدر الشابو وجوهر الميثامفيتامين، إلى جانب سلاح ناري كان يحتفظ به بعيدًا عن الأنظار. 

 تقرير خبير الأسلحة أكد أن السلاح المضبوط صالح للاستعمال الكامل، ما ضاعف خطورة الموقف وأضاف بعدا جديدا للقضية إذ لم يكن المتهم مجرد تاجر مخدرات، بل شخص مسلح قد يشكل خطرا مباشرا على حياة الآخرين.

وقائع التحقيقات وأدلة الإدانة:

 التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك تورط المتهم حسام علي في نشاط الاتجار بالمخدرات.

الأدلة شملت تقارير فنية من المعامل الجنائية أثبتت أن المواد المضبوطة مخدرات شديدة الخطورة، إلى جانب محاضر الضبط التي وثقت عملية المداهمة والتحريز.

 كما أن اعترافات المتهم خلال جلسات التحقيق عززت موقف الاتهام بشكل قاطع، وهو ما جعل القضية محكمة الأركان أمام منصة العدالة.

النيابة قدمت أوراقها للمحكمة مؤكدة أن خطورة المتهم لا تكمن في نشاطه وحده بل أيضًا في امتلاكه سلاحًا ناريًا بدون ترخيص

حكم المحكمة ورسالة الردع:

 المحكمة بعد دراسة مستفيضة للوقائع والأدلة رأت أن ما قام به المتهم يمثل تهديدًا جسيمًا لأمن المجتمع وسلامة المواطنين.

  لذلك قضت بحكم رادع تضمن سجن المتهم تسع سنوات متفرقة وغرامات مالية كبيرة، الحكم حمل بين سطوره رسالة ردع واضحة بأن العدالة في سوهاج لن تتهاون مع من يسلك طريق الاتجار بالمخدرات أو يعبث بسلامة المجتمع عبر حيازة أسلحة نارية غير مرخصة.

 كلمات القاضي جاءت حاسمة حين أكد أن القانون سيظل سيفا مسلطا على رقاب من يحاولون نشر السموم بين الشباب

أثر القضية على المجتمع:

 القضية لم تكن مجرد ملف جنائي عابر، بل مثلت جرس إنذار للعديد من الشباب والأسر في سوهاج. فقد أبرزت خطورة انتشار المواد المخدرة وضرورة مواجهة هذا الخطر بكل الوسائل القانونية والأمنية.

 كما أظهرت أن العدالة تقف بالمرصاد لكل من يهدد استقرار المجتمع سواء عبر السموم أو السلاح، والأهالي الذين تابعوا تفاصيل الحكم شعروا بالارتياح لجدية القضاء، معتبرين أن الأحكام الصارمة هي السبيل الوحيد لردع المجرمين ومنع تكرار مثل هذه الجرائم.