طلاب مدارس وجامعات روما يشعلون شوارع العاصمة تضامنًا مع فلسطين: "سنُغلق كل شيء"

في مشهد غير مسبوق، شهدت العاصمة الإيطالية روما صباح اليوم موجة احتجاجات طلابية واسعة، تخللتها مسيرات، ورفع أعلام فلسطين، وإشعال للشماريخ، اعتراضًا على العدوان المستمر على قطاع غزة. 

التحرك جاء استجابةً لدعوات أطلقها عدد من الاتحادات الطلابية في يوم أُعلن فيه الإضراب العام دعمًا للقضية الفلسطينية.

شوارع مغلقة ومدارس فارغة

الاحتجاجات بدأت قبل الساعة الثامنة صباحًا، حيث احتشد مئات الطلاب أمام بوابات المدارس والجامعات، رافضين دخول الصفوف، وفضلوا النزول إلى الشوارع لرفع الصوت عاليًا. وتم تسجيل تجمعات أمام مدارس عدة منها: بلاوتو، مورغاني، بينتوريتشيو، نيوتن، روسيليني، إنزو روسي، فيسكونتي، جوردانو برونو، وكافور. وقد أغلقت مسيرات طلابية شوارع حيوية مثل فيّا كافور وفيّا ديغلي أننيبالدي قرب الكولوسيوم.

"سنعطّل كل شيء".. شعارات تتردد في كافة أنحاء المدينة

أشار نشطاء من "كوليكتيفو أوسا" – الذراع الطلابية لحركة "كامبياري روتّا" ذات التوجه اليساري – إلى أن التصعيد اليوم هو مجرد بداية، مؤكدين نيتهم شل الحركة التعليمية بالكامل، مطالبين بوقف ما وصفوه بـ"التواطؤ المؤسسي" مع الاحتلال الإسرائيلي.

ومن الجدير بالذكر أن مقر الإدارة التعليمية الإقليمية في شارع فرنجيباني شهد أيضًا تجمعًا احتجاجيًا أطلق خلاله الطلاب الشماريخ ورفعوا الشعارات المؤيدة لفلسطين.

مشاركة طلاب الابتدائي.. وأطفال يصنعون "سفن سلام"

المفاجأة كانت في انضمام مدارس ابتدائية إلى الحراك، حيث نظّم طلاب مدرسة "ألدو فابريتسي" في فيّا فاليريو بوبليكولا وقفة رمزية، رافعين أعلام السلام، ومجسمات ورقية لقوارب تمثل "أسطول الحرية" في رسالة تضامنية مع أطفال غزة، وقد كتبوا شعارات مؤثرة مثل: "نريد بحرًا من السلام" و"عاشت الإنسانية".

الجامعات على خط النار: "لا للجامعة المتواطئة"

وفي تطور لافت، امتدت الاحتجاجات إلى جامعة "لا سابينزا"، حيث نصب نشطاء من حركة "كامبياري روتّا" المتاريس عند مداخل الحرم الجامعي، ومنعوا الدخول مؤقتًا. وقد انطلق من بيازالي ألدو مورو موكب طلابي متجهًا نحو بيازا دي تشينكويتشينتو حيث من المتوقع مشاركة أكثر من 10 آلاف شخص في فعالية دعم "أسطول الصمود العالمي" (Global Sumud Flotilla).

أساتذة يتضامنون: "نرفض الشراكة مع جامعات ومنظومة السلاح الإسرائيلية"

على صعيد آخر، أرسل عدد من أساتذة جامعة "لا سابينزا" رسالة مفتوحة إلى رئيسة الجامعة أنطونيلا بوليميني طالبوا فيها بوقف التعاون الأكاديمي والبحثي مع الجامعات الإسرائيلية، وقطع العلاقات مع شركات الصناعات الدفاعية المتورطة في "تمويل آلة القتل" حسب تعبيرهم.

وقالوا في رسالتهم: "نُدرّس لطلبة يرتدون شارات فلسطين ويصرخون ضد الإبادة... فيما جامعتنا تصمت، بل وتستمر في شراكاتها مع المؤسسات الإسرائيلية العسكرية والعلمية".