لبلبة لـ«الوفد»:
مشاركتى فى ملتقى «أولادنا» من أسعد لحظات حياتى

كل أطفال الدنيا أبنائى.. وذوو الهمم الأقرب إلى قلبى
الفن حياتى ورسالة عمرى.. وأحلم بأن أترك أعمالًا تبقى بعد رحيلى
أطمئن الجميع الزعيم بخير ويتمتع بصحة جيدة
سعيدة بالعمل فى «بروفة فرح» وانتظروا مفاجآتى فى «الجواهرجى»
الفن رسالة.. ولا أقبل عملًا لا يقول شيئًا ويفيد المجتمع
المسرح بيتى الأول.. وبداياتى كانت من خلاله
لا أندم على عمل.. وأرفض النظر إلى الماضى لأنه يعطل الفنان
أمى ما زالت تؤثر فى اختياراتى الفنية حتى بعد رحيلها
حرمت من الإنجاب لأنى وهبت حياتى للفن
مشاهد تجويع أطفال غزة غير إنسانية ولا ترضى الله
أعتز بـ«ليلة ساخنة» و«ضد الحكومة» و«الشيطانة التى أحبتنى»
أنا ضد إعادة تقديم «عصابة حمادة وتوتو».. النكتة لا تُقال مرتين
عندما تطل النجمة القديرة لبلبة على الجمهور، فإنها لا تأتى إلا محملة بالطاقة الإيجابية، مفعمة بالبهجة، وكأنها ما زالت تلك الطفلة التى صعدت خشبة المسرح لأول مرة منذ عقود، تحمل أحلامها فى قلبها وصوتها وضحكتها، فى حفل افتتاح ملتقى «أولادنا» لذوى القدرات الخاصة بدار الأوبرا المصرية، خطفت لبلبة الأنظار، ليس فقط بوجودها الفنى الكبير، بل بإنسانيتها التى سبقت حضورها، حين رقصت وسط الأطفال بابتسامة صافية، جعلت القاعة كلها تقف تصفق وتهتف من شدة التأثر.
وفى حوارها لـ «الوفد»، فتحت لبلبة قلبها لتتحدث عن مشاركتها المؤثرة، وعن علاقتها الخاصة بذوى الهمم التى بدأت منذ أكثر من عشرين عامًا، وعن أحلامها، وأفلامها الجديدة، ورؤيتها للمسرح، وذكرياتها مع والدتها، ومواقفها الإنسانية، وكذلك عن علاقتها بالفنان الكبير عادل إمام، وعن فلسفتها فى اختيار أدوارها.
< كيف رأيتِ مشاركتك فى افتتاح ملتقى «أولادنا» هذا العام؟
<< أنا فى منتهى السعادة، وقدمت فقرة مع الأولاد على المسرح كانت من أجمل لحظات حياتى، وأنا أرقص معهم وأغنى لم أشعر بالجمهور، كنتُ فقط معهم بقلبى وروحى، ونسيت كل شيء حولى، تفاعل الحضور كان رائعًا، لكن الأهم أننى كنتُ «طايرة من الفرحة»، لأن هؤلاء الأطفال ليسوا عاديين، بل ملائكة على الأرض.
< ذكرتِ أكثر من مرة أنك تعتبرين ذوى الهمم «ملائكة».. ما سر هذه العلاقة الخاصة معهم؟
<< منذ أكثر من عشرين عامًا وأنا أزور الجمعيات مثل الحق فى الحياة والنور والأمل، دون أن أخبر الصحافة أو أحدًا من الوسط الفنى، كنت أجلس مع الأطفال وأغنى لهم وأتحدث معهم، كنتُ أخرج من هذه الزيارات ممتلئة بالحب والسلام، حين تجلس مع هؤلاء الصغار، تدرك أنهم «أنقى منا جميعًا»، لذلك أنا أعتبرهم ملائكة، بل تمنيت أن يكون لى طفلًا من ذوى الهمم لأنهم مصدر بركة فى أى بيت.
< ذكرتِ أنكِ حُرمتِ من الإنجاب بسبب تفرغك للفن.. هل هذا القرار سبب لكِ ألمًا داخليًا؟
<< بالتأكيد، الإنسان يتمنى دائمًا أن يكون له أولاد، لكنى اخترتُ الفن بكل تفاصيله، وكان ذلك على حساب حياتى الخاصة، ومع ذلك لا أشعر بالندم، لأننى أعوض هذا النقص بحبى الكبير للأطفال جميعًا، قلتها فى الحفل: كل أطفال الدنيا أبنائى، خصوصًا ذوى الهمم، فهم الأقرب إلى قلبى.
< كيف ترين فكرة الملتقى كمنصة فنية وثقافية لدمج ذوى القدرات الخاصة فى المجتمع؟
<< هذا الملتقى أصبح «علامة» فى مصر والعالم العربى، لأنه لا يقدم الفن فقط، بل يفتح الأبواب أمام هؤلاء الأبطال ليعبروا عن أنفسهم، الفن لغة عالمية، وعندما يُدمج الأطفال والشباب ذوو القدرات الخاصة فى عروض غنائية واستعراضية، نحن نبعث برسالة حضارية للعالم تقول: إننا نؤمن بقدراتهم ونمنحهم الفرصة ليكونوا شركاء حقيقيين فى المجتمع.
< بعيدًا عن الملتقى.. ما جديدك الفنى خلال الفترة المقبلة؟
<< انتهيتُ من تصوير فيلم «بروفة فرح» مع نيللى كريم وشريف سلامة وانتصار وعادل كرم، وهو من إخراج المخرجة الموهوبة أميرة دياب، الفيلم اجتماعى يناقش رحلة فتاة تبحث عن عريس مناسب، وأحداثه مليئة بالواقعية.
وأنتظر أيضًا عرض فيلم «الجواهرجي» بطولة محمد هنيدى ومنى زكى وتارا عماد وأحمد السعدنى وريم مصطفى، تأليف عمر طاهر، وإخراج إسلام خيرى، الفيلم كوميدى اجتماعى عن زوجين يمران بمشاكل بعد عشر سنوات من الزواج، أنا أجسد شخصية والدة هنيدى، وهى المرة الثانية بعد فيلم «وش إجرام»، وسعيدة جدًا بالتعاون مع هنيدى مجددًا ومع منى زكى لأول مرة.
< علاقتك بالزعيم عادل إمام دائمًا ما تثير اهتمام الجمهور.. كيف ترينه اليوم؟
<< أود أن أطمئن جمهوره بأن الأستاذ عادل يتمتع بصحة جيدة، وهو دائمًا فى أبهى صورة، إنه قيمة فنية وإنسانية عظيمة، أسأل الله أن يحفظه ويديمه لنا، لقد كان لى شرف العمل معه فى السينما والتليفزيون، وما زلت أعتز بكل لحظة جمعتنى به على الساحة الفنية.
< هناك من يطالب بإعادة إنتاج فيلم «عصابة حمادة وتوتو».. ما رأيك؟
<< أنا ضد الفكرة تمامًا، هذا الفيلم جزء من ذاكرة الجمهور، والنكتة لا تُقال مرتين، أى محاولة لإعادة إنتاجه لن تحقق النجاح ذاته، وربما تظلم العمل الأصلى، الفيلم ما زال يعيش حتى اليوم فى وجدان الناس، وهذا أكبر دليل على قيمته الفنية.
< حدثينا عن مكان المسرح لديكِ؟
<< المسرح هو بيتى الأول، بداياتى كلها كانت على خشبته، صحيح أنه مر بفترة صعبة، لكنى سعيدة بعودته مؤخرًا، وهناك أعمال تحقق نجاحًا كبيرًا، بالنسبة لى الوقوف على المسرح يعنى مواجهة الجمهور مباشرة، وهذا إحساس لا يعوض.
< كيف تختارين أدوارك.. وهل هناك معايير محددة؟
<< أنا أدقق جدًا فى اختياراتى، لا أكرر نفسى أبدًا، قدمت دور الأم فى أكثر من عمل، لكن لم يكن أى منها يشبه الآخر، مبدئى أن أرفض أى دور يشبه ما قدمته من قبل، حتى لو كان مضمونًا، وأنا دائمًا أفكر عندما أرحل، هل سأترك عملًا يقول شيئًا ويفيد الناس؟ لهذا أعمالى قليلة، لكن كل عمل له رسالة، النجاح رزق من عند الله، لكن الضمير أهم.
< هل هناك عمل ندمتِ عليه؟
<< لا أحب كلمة «ندم»، هناك عمل واحد فقط لم أكن راضية عنه، ولن أذكر اسمه، أنا لا أعود إلى الماضى أبدًا، لأن النظر للخلف يعطل الفنان. دائمًا أنظر إلى المستقبل.
< ما الأدوار والأعمال التى تعتزين بها أكثر؟
<< أعتز بفيلم «ليلة ساخنة» و«ضد الحكومة» مع المخرج عاطف الطيب، وفيلم «الشيطانة التى أحبتني» مع سمير سيف، وفيلم «عصابة حمادة وتوتو» مع محمد عبدالعزيز، كذلك أحب جدًا فيلم «عريس من جهة أمنية»، وفيلم «خلى بالك من جيرانك».
وفى الدراما التليفزيونية، تجربتى مع عادل إمام فى مسلسلى «مأمون وشركاه» و«صاحب السعادة» من أجمل محطات حياتى.
< ننتقل إلى الجانب الإنسانى.. كيف تابعتِ ما يحدث للأطفال فى غزة؟
<< قلبى ينفطر، مشاهد تجويع الأطفال لا تُحتمل، هؤلاء الصغار لا ذنب لهم، وهم يعانون بسبب الحصار والحروب، هذا الوضع غير إنسانى ولا يرضى الله، أطالب المجتمع الدولى بأن يضع «العدل» أمام عينيه، لأن الأطفال أبرياء، والعالم كله مسؤول أمام الله والتاريخ.
< والدتك كان لها دور كبير فى حياتك.. هل ما زال لفقدانها تأثير عليكِ؟
<< تأثيرها لا يفارقنى أبدًا، كنت دائمًا أستشيرها فى أعمالى، وأحيانًا كانت تقول لي: «بلاش الدور ده»، اليوم وأنا أقرأ أى سيناريو، أسأل نفسي: لو كانت أمى على قيد الحياة، هل كانت ستوافق وتشجعني؟ أتمنى أحيانًا أن أراها ولو لحظة، حتى لو لم تتكلم، فقط تهز رأسها وتقول: «ربنا معاكي»، هذه الأمنية ترافقنى دائمًا.
< ما فلسفتك الخاصة فى الفن والحياة؟
<< أنا لا أقدم أى عمل إلا إذا أحببته بصدق، الحب هو الذى يجعلنى أبدع وأتقمص الشخصية، إذا لم أحب الدور أو الأغنية، لا أستطيع أن أقدمها مهما كانت الظروف، الفن بالنسبة لى رسالة، ومسيرة حياة، أنا وهبت نفسى له، وأسعى أن يكون ما أقدمه دائمًا فيه معنى، و«بيقول حاجة» للناس.
< كلمة أخيرة لجمهورك؟
<< أقول للجمهور الحبيب أنتم سر وجودى وسر نجاحى. أحبكم من كل قلبى، وسأظل أعمل طالما أستطيع أن أقدم شيئًا يسعدكم ويفيدكم.