بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كيف تسبب هجوم سيبراني واحد في شلل المطارات؟

بوابة الوفد الإلكترونية

شهدت عدة مطارات أوروبية رئيسية اضطرابات واسعة لليوم الثاني على التوالي، بعد هجوم إلكتروني استهدف شركة كولينز إيروسبيس، المزود العالمي لتقنيات تسجيل الوصول. 

وكان من أبرز المتأثرين مطار هيثرو في لندن، أكبر مطارات المملكة المتحدة، إلى جانب مطاري برلين وبروكسل، فيما امتدت الآثار إلى مطار دبلن الذي واجه تأخيرات محدودة.

الهجوم الذي طال أنظمة برنامج MUSE الخاص بكولينز إيروسبيس أجبر شركات الطيران على العودة إلى الأساليب اليدوية لإصدار بطاقات الصعود وتسليم الأمتعة، وهو ما تسبب في طوابير طويلة وتأخير عشرات الرحلات، إضافة إلى إلغاءات متتالية.

 وأعلنت الشركة الأم "RTX"، المعروفة سابقًا باسم رايثيون تكنولوجيز، أنها تعمل على معالجة "اضطراب إلكتروني" أثّر على خدمات تسجيل الوصول الإلكترونية، مع التأكيد أن البدائل اليدوية خففت من حدة الأزمة.

بحسب بيانات شركة "سيريوم" لتحليلات الطيران، تم إلغاء 38 رحلة مغادرة و33 رحلة وصول حتى صباح الأحد في المطارات الثلاثة المتأثرة، بينما شهد يوم السبت إلغاء أكثر من 60 رحلة. وأشارت الأرقام إلى أن مطار بروكسل تكبد أكبر عدد من الإلغاءات، إذ توقفت 15 رحلة عن العمل.

أصدرت المطارات بيانات محدثة الأحد لطمأنة الركاب، حيث أكد مطار هيثرو أنه يعمل على "التعافي" من الانقطاع، مع زيادة عدد الموظفين لتقليل أثر الأزمة، أما مطار بروكسل، فحذر من "تأخيرات وإلغاءات كبيرة" لكنه شدد على استمرار غالبية الرحلات بفضل التعاون مع شركات الطيران، داعيًا الركاب للتحقق من حالة رحلاتهم قبل التوجه للمطار.

في برلين، نبهت السلطات إلى "فترات انتظار أطول من المعتاد" نتيجة تعطل الأنظمة التقنية، فيما أكد مطار دبلن أنه يتوقع العودة إلى التشغيل الكامل، رغم استمرار الاعتماد على حلول يدوية في بعض الصالات.

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها هذا العام، إذ تأتي بعد سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي ضربت شركات كبرى في المملكة المتحدة وأوروبا، فقد أعلنت جاكوار لاند روفر الأسبوع الماضي تمديد توقف الإنتاج حتى 24 سبتمبر بعد اختراق أنظمتها، فيما كشفت سلسلة ماركس آند سبنسر عن خسائر بمئات الملايين نتيجة هجوم إلكتروني أدى إلى توقف المبيعات عبر الإنترنت.

ويرى خبراء الأمن السيبراني أن قطاع الطيران أصبح هدفًا مفضلًا لمجرمي الإنترنت نظرًا لاعتماده المكثف على أنظمة رقمية مترابطة، وتقول شارلوت ويلسون، رئيسة قسم المشاريع في شركة "تشيك بوينت"، إن مثل هذه الهجمات غالبًا ما تستغل ثغرات في سلسلة التوريد، بحيث يؤدي اختراق مورد واحد إلى تعطيل عدة مطارات وشركات طيران في وقت واحد.

وأضافت أن مواجهة هذه التهديدات تتطلب تحديثًا دوريًا للأنظمة، وتجهيز حلول نسخ احتياطية فعالة، إضافة إلى تعزيز تبادل المعلومات بين شركات الطيران ومزودي التكنولوجيا والحكومات، وشددت على أن الهجمات الإلكترونية لا تعترف بالحدود، ما يجعل التعاون الدولي أكثر فعالية من الاستجابات المنعزلة.

وبينما تعمل كولينز إيروسبيس على إصلاح الخلل، تبقى معاناة المسافرين حاضرة في المطارات الأوروبية مع استمرار الطوابير الطويلة وتأخر مئات الرحلات، في مشهد يعكس هشاشة البنية الرقمية لقطاع الطيران أمام التهديدات السيبرانية المتصاعدة.