من الدعاء إلى التفوق.. خطوات النجاح تبدأ من أول كلمة إلى الله
في أول أيام العام الدراسي الجديد، يتوجه الطلاب والأهالي بالدعاء طلبًا للتوفيق والسداد، وأكدت دار الإفتاء المصرية أن الدعاء يربط بين جهد العبد وتوفيق الله تعالى، ويُذكر الطالب بأن العلم عبادة إذا اقترنت بنية خالصة، فيصبح الذهاب إلى المدرسة طريقًا يفتح أبواب الأجر والثواب.
دروس الأنبياء في طلب العلم
ذكّرت النصوص الشرعية أن الله تولّى أمر يوسف عليه السلام من البئر حتى أصبح عزيز مصر، وأنه سخّر البحر لموسى عليه السلام، والحديد لداود عليه السلام. هذه الأمثلة تُبين أن الله إذا تولى أمر عبده يسّر له السبل وأعانه على ما يسعى إليه.
ومن هنا يبرز الدعاء في بداية العام الدراسي كوسيلة لطلب ولاية الله لعباده الطلاب، حتى يكون سعيهم مقرونًا برعايته، وجهدهم متوجًا بالبركة.
أدعية للطلاب في بداية العام الجديد
«اللهم وفقني في العام الدراسي الجديد، وارزقني فيه حسن الفهم وصحبة الأخيار».
«اللهم اجعل بداية العام الدراسي خيرًا لنا جميعًا، وجنبنا فيه الشرور».
«رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي».
«اللهم أعني على الدراسة، ولا تجعل قلبي يمل منها، ووفقني لما تحب وترضى، وارزقني النجاح».
أدعية للمعلمين.. رسالة تبدأ بالرحمة
كما أن للمعلمين نصيبًا من الدعاء، فهم حاملو رسالة الأنبياء:
«رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا».
«اللهم افتح لنا خزائن رحمتك، وارزقنا الحكمة والعلم النافع، وزيّن قلوبنا بالرحمة والعدل».
الدعاء تربية للأبناء
يرى علماء الأزهر أن الدعاء في بداية الدراسة فرصة لغرس قيمة الاعتماد على الله مع الأخذ بالأسباب، وتربية الأبناء على أن النجاح ليس بالذكاء وحده أو بالجهد فقط، بل بالتوفيق الإلهي.
وهذا يعلّمهم التواضع، ويزرع فيهم روح المسؤولية والإخلاص.
الدعاء في أول يوم دراسة ليس طقسًا شكليًا، بل مدرسة تربوية تغرس في الأبناء معنى التوكل، وترسخ في قلوبهم أن طريق العلم عبادة، وأن الصدق والأمانة والاجتهاد هي مفاتيح التفوق.
وهكذا يبدأ العام الدراسي الجديد لا بالكتب وحدها، بل بدعاء يفتح أبواب السماء، ويزرع الأمل في القلوب.