بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تامر نبيل: التعافي مش نسيان لكن تصالح مع الحزن والفقد

بوابة الوفد الإلكترونية

شهدت قاعة إيوارت التاريخية في الجامعة الأمريكية بميدان التحرير، يوم السبت 20 سبتمبر، عرض برنامج الأفلام 6: المحطة السادسة علامات، ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان ميدفست مصر.


تؤكد الأفلام التي تم عرضها في البرنامج السادس، أن الشفاء يبدأ من حيث ينكسر القلب، وتستكشف الأعمال المعروضة علامات فن الالتئام الدقيق، كيف نلملم شتات ذواتنا المحطمة، كيف نتعلم الحب من خلال الفقد، وكيف تصبح الندوب التي نحملها خرائط ترشدنا إلى ذواتنا.


تضمن البرنامج أفلام:


- الفيلم الروائي: الفتاة من المدرسة الثانوية، فرنسا، 2025.
- الفيلم الروائي: تيتا، مصر، 2024.
- الفيلم الروائي: 40، مصر، 2025.
- الفيلم الروائي: آخر واحد، لبنان، 2024.


وعقب عرض الأفلام، أقيمت جلسة حوارية لمناقشتها مع: الفنان تامر نبيل، المخرج أمير رمسيس، دكتور كريم راغب، استشاري الطب والعلاج النفسي، وأدار الحوار صانع المحتوى مايكل ملاك.


قال المخرج أمير رمسيس، إنه ربط بين الأفلام وترتيبها وعلاقتها بعنوان المحطة علامات، خاصة وأنه سبق وشاهد نفس الأفلام من قبل، وأن هناك شكل ذكي في البرمجة وفي الترتيب.


وعلق الدكتور كريم مؤكدا أن الأفلام الأربعة عبقرية، وتتمثل العبقرية في عدم وجود ذكر للطب النفسي، موضحا "الانتقال في المحطات تم من خلال الحياة نفسها، الحياة كفيلة تظبط الأمور، وهذا لا يعني أن الطب النفسي غير مهم".


وعن الشخصيات الرئيسية في الأفلام، قال أمير إن فيلم "أربعين" مبني على الحدث، البطل فيه لحظة الأربعين، والحدث نفسه أكثر من الشخصيات، وتحدث عن فيلم الفتاة من المدرسة إلى الثانوية، مشيرا إلى أنه ينتمي لنوع السينما التي يحبها، مشيرا إلى أنه كان يحكي عن شخصية غير واعية بالفقد، فالمشاهد يكتشف معها ويخوض معها الرحلة.

 

ويرى كريم أن البطل في فيلم "أربعين" العمة التي انحصرت في منطقة بين شقيقها ونجله في الوقت الذي تشعر فيه بالحزن، لكن عليها أن تقدم الدعم لهما، متابعا "شفت في الفيلم الأول ثنائية الحياة والموت، البطلة مرجعتش للحياة إلا لما اتعرضت للموقف ده وشافته".


وعن رأيه في الفيلم الفرنسي، علق "شعرت أن البطلة فاقدة حلمها ونفسها، تستطيع مساعدة الآخرين وغير قادرة على مساعدة نفسها". وأثنى على الأفلام الأربعة، خاصة الفيلم اللبناني "آخر واحد" الذي عالج  مسألة الونس المفقود بطريقة جيدة و"سكريبت" حلو.


أشار أمير إلى أن الفيلمين المصريين "تيتا" و"أربعين"، اعتمدا بشكل أساسي على الحوار: "التعبير عن الفقد كان بالحوار، لأن ده جزء من ثقافتنا نحن نتكلم كثيرا، وأعتقد من الطبيعي أن تشبهنا، الفيلم الفرنساوي قائم على الصمت والحوار المحدود، البطلة شخصية لا تتحدث عن ألمها لكن تعيشه في صمت، والفيلم اللبناني لمسني بشكل مختلف".


وعن طريقة تحضير الشخصية، كشف تامر "بتفهم العالم اللي أنت فيه، والزمن والمكان والشخصيات المحيطة، واحساس الشخصية عامل إزاي، بتذاكره من خلال مراقبات سابقة، أو قراءات، ولا أميل إني أروح لموقف عندي في حياتي واستحضار مشاعر معينة في تحضير شخصية بقدمها، لكن ساعات بتتفاجئ لما تدخل المشهد وتلاقي اللي جواك ظهرلك في الوقت ده، طبعا ده بيأثر عليا نفسيا، ومهما كنت كممثل قادر تتحكم بيفضل فيه أثار انت بتكتشفها مع الوقت أو بتتغسل مع الوقت". 


وأكد الدكتور كريم راغب على أهمية معرفة الفرق بين الحزن والغضب، وأهمية أن الإنسان عن حزنه دون أن يخنقه ويكون مدركا أن كل المراحل سوف تمر.

 

يؤمن أمير رمسيس أن الفن قادر على مساعدة الإنسان على التعافي، مؤكدا أنه مر في حياته بمواقف كانت السينما دائما هي ملاذه ووسيلة للتعامل معها "تجارب شخصية كتير لولا السينما كنت هبقى في منطقة تانية خالص، انك تشوف شخص شبهك على الشاشة بيعاني من نفس آلامك بيساعدك، السينما وسيلة للتعافي جدا". 


ووافقه الرأي الفنان تامر نبيل، موضحا "التمثيل يساعد كتير على التعافي، وممكن يبقى علاج للممثل، السينما بتعمل ده، بغض النظر عن الرسالة هي مشاعر إنسانية وبتقدم نماذج لبشر بنحاول نتواصل مع الحياة بيهم، والتعافي مش نسيان هو تصالح مع الحزن والفقد والمواقف السيئة، ومحدش بينسى". 


ويرى أمير أن التعافي قبول وتقبل للأمر الواقع والتصالح معه "معتقدش فيه حاجة اسمها نسيان ممكن تكون فقدت شخص من ربع قرن بس في نومك ممكن تطاردك الذكرى الحزينة دي، مش عايز اتكلم عن حاجة شخصية قوي، بس أنا آخر مرة نزلت مع يوسف شاهين كمساعد مخرج كان في ٢٠٠٤، وهو مات في 2008، ولحد دلوقتي في أحلامي بشوفه بيخرج وانا مساعد ليه، عشان كده معتقدش أن مرور الوقت كافي".



وأكد الدكتور كريم راغب أن إنكار الإنسان للحزن أو للفقد، لا يعني تعافيه "الذكرى سوف تطاردك في أحلامك طالما بتنكرها، التعافي انك تكون مكمل في الحياة لكن تنسى ده مش هيحصل، الحدث بيفضل موجود، فقط وطأة المشاعر تخف ولا تكون بنفس الثقل الذي كانت عليه في بداية الموقف"، لافتا إلى أن الفقد يكسب الإنسان القدرة على التعاطف والرحمة "نحن لا نخترع سنن للكون، ولكن نتعامل معها".


عن ميدفست مصر:


انطلق مهرجان ميدفست مصر للمرة الأولى عام 2017 كحدث سنوي يجمع بين صناع السينما والأطباء والمتخصصين النفسيين والجمهور في تجربة فريدة تمزج بين الفن والصحة من خلال عروض الأفلام من مصر والعالم، والحلقات النقاشية، وورش العمل؛ بهدف إبراز دور السينما في التعبير عن التحديات الإنسانية، وفتح مساحة للتفاهم في المجتمع.