أواظب على قيام الليل ويغلبني النوم عن صلاة الفجر..فما الحكم؟

صلاة قيام الليل من أجلِّ العبادات وأعظم الطاعات عند الله سبحانه وتعالى، فهي باب عظيم للطمأنينة والرضا، وكنز روحي لا يناله إلا من وفقه الله، وفيها يتنزل الخير الكثير، ويشهدها الملائكة، ويكتبها السفرة الكرام البررة.
ومع ذلك، قد يغلب النوم بعض المصلين فيؤدي بهم إلى ترك صلاة الفجر، مما يثير تساؤلًا مهمًا: ما حكم من يواظب على قيام الليل ثم ينام عن صلاة الفجر؟
لا تُقدَّم النوافل على الفرائض
أوضح العلماء أن النوافل لا يجوز أن تُقدَّم على الفرائض بحال من الأحوال، فالأولوية دائمًا للفرائض، وعلى رأسها الصلاة المفروضة.
وقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«... وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ» (رواه البخاري).
وعليه فإن صلاة الفجر مقدمة على قيام الليل، ولا يجوز أن يؤدي الحرص على النفل إلى التفريط في الفرض.
الموازنة بين قيام الليل وصلاة الفجر
أكد العلماء أن الموازنة بين القيام والفجر هي الأفضل، بحيث ينال المسلم نصيبه من قيام الليل دون أن يؤثر ذلك على أدائه لصلاة الفجر.
ولتحقيق ذلك يُستحب النوم مبكرًا ثم الاستيقاظ في الثلث الأخير من الليل، فيصلي المسلم ما شاء الله له أن يصلي، ثم يستعد لأداء صلاة الفجر في وقتها.
ماذا يفعل من أذن الفجر وهو في صلاة قيام الليل؟
أوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية السابق، أن وقت قيام الليل يمتد من بعد صلاة العشاء وحتى أذان الفجر. فإذا بدأ المسلم صلاته قبل دخول الفجر بلحظات وأذن المؤذن أثناء قيامه، فإنه يكمل صلاته ولا يقطعها. وبعد الانتهاء يؤدي سنة الفجر ثم صلاة الفجر.
قيام الليل قبل أذان الفجر بدقائق
من جانبه، بيَّن الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن من صلى قبل أذان الفجر بدقائق – حتى لو بعشر دقائق – فإنه يُعَدّ قد صلى من قيام الليل، لأن الليل ينتهي بطلوع الفجر الصادق.