بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تسلل

كيرك.. وصيحة أوباما

توفى الناشط الأمريكى تشارلى كيرك المقرب من دونالد ترامب قبل أيام، ومازال مقتله يثير القلق والجدل بالشارع الأمريكى.
اغتيال يمثل نقطة فارقة فى مرحلة الاغتيالات السياسية التى تمر بها أمريكا كمقتل النائبة الديمقراطية ميليسا هورتمان وزوجها مارك، وإصابة السيناتور جون هوفمان وزوجته بجروح بالغة قبل 3 أشهر، ونجاة ترامب بأعجوبة بإحدى مؤتمرات الدعاية الانتخابية العام الماضى على طريقة مصرع «كيرك».
وبات هناك يقينًا للمتعطشين للدماء فى مجتمع متنوع الأصول والثقافة بأن قتل من يناصبهم الفكر والعداء الخلاص الحقيقى لهم ولغيرهم حتى لو أُعدموا لتطهير المجتمع من براثن يرونها «سوداوية» حتى لا تتسع وتسود وبالتالى– من وجهة نظرهم هم شهداء تطهير المجتمع من أثامه.
والشهور الأخيرة تصاعدت حدة الخطاب السياسى وتزايدت وتيرة العنف وحِدة الكراهية بين المختلفين فكريًا وسياسيًا وإيدلوجيًا فى مجتمع يقترب من الانتحار السياسى بسبب ترامب الذى يشعل نار الفتنة والتعصب، وهو الجحيم ذاته سواء كانوا صفوة بقمة الهرم السياسى والوظيفى أو العكس.
كيرك روج لمواقفه اليمينية المتطرفة بلا خجل، وشارك هذه المعتقدات مع ملايين المتابعين على منصات التواصل الاجتماعى، وعبر برنامجه الإذاعى، والحرم الجامعى.
مقتل كيرك يثيرالرعب من أن الأسوأ لم يأتِ– بعد أن دفع ثمنًا غاليًا لآرائه وشططه، واقتحم بقوة مناطق شائكة وملغمة، فى مجتمع تتوسع فيه دائرة العنف السياسى يومًا بعد يومًا.
كيرك شرب من أفكار ترامب فى تحيزه ومغالاته وبات أشبه بالطبعة الثانية له، مؤمنًا ومساندًا لمعتقداته الصهيونية وبقية الحلقات الترامبية المتشددة والتى لا تنتهى من معاداة المهاجرين والتعصب للون الأبيض وكراهية السود بشكل فظ، والتعاطف مع المثليين، وإرسال الجيش إلى المدن التى يقودها الديمقراطيون لمكافحة الجريمة، ومتوافقًا مع ما يصف به خصومه بـ«الحثالة»، والفاشيين.
هذه القضايا الشائكة جهلت كيرك فى مرمى النيران بسبب الخطاب السياسى والفكرى الشاذ لا سيما من جانب تيارات عديدة مثل مجتمع الميم، الذى يضم الأشخاص المثليين، والمثليات، وثنائيى الميل الجنسى، والمتحولين جنسيًا، ومزدوجى الجنس،،والحركات النسوية، أو «الفيمينست»، وهى حركة أيديولوجية وسياسية تستهدف المساواة بين الجنسين.
وكل قضية من هذه القضايا لها مايعارضها بقوة من عُتاد التعصب والعنف، والذين لا يعرفون إلا وجهة نظر واحدة فقط يعتنقونها، ويعتبرون الآخر عدوًا لايختلف معه فكريا فقط، بل لا بد من إسكاته للأبد! والغريب أن رصاصة القتل فى رقبته جاءت مع انتهاء إجابته عن سؤال حول عنف السلاح!
وفجر الناشط اليمينى، براكين الغضب والاستياء لتأييده حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على غزة، مُتبنيا فى دفاعه المستميت آراء الكنيسة الإنجيلية بأمريكا، مؤمنًا بعقيدة وجود إسرائيل واليهود فى فلسطين، رهان عودة المسيح عليه السلام.
ومزج كيرك مبادئ الكنيسة الإنجيلية، بآرائه السياسية المساندة لإسرائيل وتصرفاتها الوحشية.
مقتل كيرك جعل الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما يطلق صيحة تحذير، كاشفًا عن قلقه على مستقبل أمريكا، وموجهًا اللوم الشديد لترامب وإدارته بتأجيج الانقسامات السياسية الحادة، ومندهشًا من تصريحاته ضد المعارضين ووصفهم بالحشرات، وبالأعداء، ويجب استهدافهم، معترفًا بأن أكبر المشاكل التى تواجه أمريكا حاليًا التصدى لهذا الخطر الداهم.