بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كلمة الرئيس.. صَرْح للحق وتعزيز للأمة

انتهت القمة العربية الإسلامية الطارئة، والتى انعقدت فى العاصمة القطرية «الدوحة» يوم الاثنين 15 من سبتمبر الجارى، ومن دون الغوص عما آلت إليه من قرارات، إلا أننا نوضح تفسيرًا وطنيًا، لكلمة سيادة الرئيس السيسى أمام هذه القمة، والذى تحدث فيها جليًا بخطابًا مبعْثًا وطنيًا، ملأ القلوب به اغتباطًا برسالة اطْمِئْنَانًا بمشاعر مؤمنة صادقة، بأن لحمة الصف العربى هو الطريق الأوحد لأصولنا العربية العريضة، التى يبنى عليها مجد نهضة أمتنا، وقوة ردع ضد أى عدوان يخترق سيادة دولنا، أو خطر محدق يقترب من حدودنا الممتدة من الخليج العربى إلى المحيط الأطلسى، وأن الأمة العربية والإسلامية ليست منعزلة عن بعضها وأراضيها تسع الجميع، لأنهم يستظلون تحت حماية الله وقوة حصنه المتين، وهذه رسالة تنبيه للغافلين، من أعداء الوطن والإنسانية والدين، وإننا كعرب ومسلمين كلنا قلبًا واحدًا وجسدًا واحدًا، ويجرى فى عروقنا دمًا واحدًا، وتعاضدًا فى التعاون والتناصر تيمينًا مباركًا، مهتدين إلى حديث رسولنا الكريم، عن النعمان بن بشير -رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»(متفق عليه).
واستكمالا لتفسير كلمة سيادة الرئيس، بأنه يحث شعوب العالم العربى والإسلامى، التيقظ والتبصر من الأخطار التى تحاك ضدهم من كل جانب، فى عالم مضطرب تسير فيه الأوضاع من سيء إلى أسوأ، فيجب علينا درء الخطر ومواجهته وكبح جماحه، وهذا لن يأتى إلا باتحادهم لأن فى الاتحاد قوة، وهذا واجب وإلزام صريح عليهم، بأن يكونوا على وفاق واتصال دائم من التعاون بينهم، فى شتى المجالات الاقتصادية والعلمية والصناعية والتجارية والعسكرية، حتى يصبحوا أعظم قوى فى العالم وفى مواجهة القوى لأخرى، لأن تفككهم وتناحرهم ليس لصالحهم ويكون لخدمة الأعداء، وقد قال الله تعالى فى ذلك: «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» الآية رقم (46) من سورة الأنفال
إن شعوب العالم تحزن وتتألم على المجازر العدوانية الإسرائيلية المستمرة، على الأهالى فى قطاع غزة ولم تنته إلى الآن، مع استمرار فرض الحصار على القطاع وتجويع السكان حتى يكون تهجيرهم أمرا واقعا، وهذا لن يحدث أبدا لأن هذه الفكرة قد أجهضت ودفنت بلا رجعة، لأن عواقبها وخيمة على السلم والأمن الدوليين، فيجب على دول العالم والمنظمات الدولية، وقف هذه الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية، والاعتراف بدولة فلسطين، لأن الحل فى إقامة الدولتين، هو الطريق الصحيح والسليم لتحقيق السلام العادل والشامل لمنطقة الشرق الأوسط.
لقد روع العالم وحزن من العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطر، لأنه يخالف قواعد القانون الدولى وينتهك سيادة دولة عضو فى الجماعة الدولية، وعضو أيضا فى جماعة الدول العربية، وفى اتحاد وعلاقات منظمة مع دول الخليج العربى، فكان تضامن مصر وكل دول العالم، مع دولة قطر حكومة وشعبا ضد هذا العدوان الأثم.
لأننا أمة تريد الخير والسلام لكل الأمم والشعوب، التى تسكن كل أرجاء المعمورة، وهذا تصديقا لقوله تعالى: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ» الآية رقم (110) من سورة آل عمران.