بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ممثلة لارا كروفت تتهم Aspyr باستخدام الذكاء الاصطناعي لتعديل صوتها دون إذن

بوابة الوفد الإلكترونية

دخلت شركة Aspyr، الناشرة لألعاب Tomb Raider Remastered، في جدل واسع بعد أن تقدمت فرانشواز كادول، الممثلة الصوتية لشخصية لارا كروفت في النسخ الفرنسية من ألعاب Tomb Raider IV-VI، بشكوى رسمية تتهم فيها الشركة بالتلاعب بأدائها الصوتي عبر الذكاء الاصطناعي دون موافقتها.

 القضية أثارت صدى واسعًا في الأوساط الإعلامية والفنية، حيث نشرت صحيفة Le Parisien الفرنسية الخبر أولًا، قبل أن تتناوله منصات متخصصة مثل Game Developer.

بحسب تقارير Le Parisien، اكتشفت كادول الأمر بعدما أخبرها بعض المعجبين أن صوت لارا كروفت في النسخة الفرنسية من Tomb Raider VI Remastered بدا مختلفًا عن الأداء الأصلي.

 هذه الملاحظات تزامنت مع تحديث أصدرته Aspyr في أغسطس 2025 تضمن تحسينات على الصوت.

 ورغم أن ملاحظات التحديث الرسمية أشارت إلى إصلاحات تقنية مثل معالجة انخفاض مستوى الصوت في النسخة البرازيلية البرتغالية واستعادة بعض الحوارات المفقودة في نسخة Steam، لاحظ اللاعبون أن أداء النسخة الفرنسية بدا "مصطنعًا"، ما أثار الشبهات حول تدخل الذكاء الاصطناعي.

على إثر ذلك، وجهت كادول إشعارًا قانونيًا إلى Aspyr، متهمة الشركة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعديل أو إعادة إنتاج صوتها دون إذنها، وطالبت بتعليق بيع اللعبة مؤقتًا حتى يتم التحقيق في الأمر وحل المشكلة. وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر الشركة تعليقًا رسميًا على هذه الاتهامات.

الذكاء الاصطناعي وحقوق الممثلين

القضية تأتي في وقت حساس يشهد فيه قطاع الترفيه، وخاصة التمثيل الصوتي، نقاشات متصاعدة حول استخدام الذكاء الاصطناعي. ففي صيف 2025، قادت نقابة ممثلي الشاشة الأمريكية (SAG-AFTRA) إضرابًا ضد شركات ألعاب الفيديو الكبرى للمطالبة بضمانات أقوى تحمي الممثلين من استغلال أصواتهم وصورهم عبر الذكاء الاصطناعي دون إذن. ورغم تعليق الإضراب في يونيو 2025 بعد بعض التقدم في المفاوضات، فإن القلق لا يزال قائمًا بشأن حقوق الممثلين في ظل التطورات السريعة لهذه التكنولوجيا.

معركة قانونية قد تؤثر على صناعة الألعاب

إذا ثبتت صحة ادعاءات كادول، فقد تمثل القضية سابقة قانونية مهمة في مجال حقوق الأداء الصوتي، خاصة في أوروبا، حيث تتزايد الدعوات لتشديد القوانين لحماية الفنانين من الانتهاكات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. ويؤكد خبراء قانونيون أن مثل هذه النزاعات قد تعيد رسم حدود استخدام التقنية في صناعة الألعاب والترفيه، وتفرض على الشركات التزامات جديدة لضمان الشفافية والحصول على موافقات واضحة من أصحاب الحقوق.

القضية تسلط الضوء أيضًا على التحدي الأكبر الذي تواجهه الصناعات الإبداعية اليوم: كيف يمكن الموازنة بين الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة المستخدم، وبين الحفاظ على أصالة الإبداع الفني وحماية المبدعين من التهميش أو الاستبدال. بالنسبة لعشاق Tomb Raider، فإن شخصية لارا كروفت ليست مجرد بطلة في لعبة، بل رمز ثقافي ارتبط بأداء ممثلات أصواتها عبر العقود، وأي تدخل غير مرخص في هذا الأداء يُعتبر مساسًا بجوهر التجربة الأصلية.

من المتوقع أن تضغط نقابات الممثلين الصوتيين والجهات الحقوقية لدعم كادول في معركتها ضد Aspyr، خصوصًا إذا ما تبين أن الذكاء الاصطناعي استُخدم فعلًا لتغيير صوتها دون إذن. في المقابل، قد تسعى الشركة إلى التوصل لتسوية قانونية لتجنب تصعيد الأزمة أو الإضرار بسمعة سلسلة Tomb Raider.

وفي جميع الأحوال، فإن هذه القضية لن تكون الأخيرة. فمع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الألعاب والأفلام، يبدو أن السنوات المقبلة ستشهد المزيد من النزاعات المشابهة، ما لم يتم وضع أطر قانونية واضحة تضمن حقوق الممثلين وتحفظ في الوقت نفسه فرص الابتكار التكنولوجي.