بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مخاوف من تأثير الذكاء الاصطناعي على الأطفال والمراهقين

بوابة الوفد الإلكترونية

دخلت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية على خط الجدل المتصاعد حول تطبيقات الدردشة الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث أعلنت عن فتح تحقيق رسمي يستهدف شركات التكنولوجيا التي تقدم ما يُعرف بخدمات "الأصدقاء الافتراضيين". 

التحقيق يركز على كيفية تطوير هذه التطبيقات، والآثار السلبية المحتملة على القاصرين، خصوصًا مع تزايد المخاوف من أن بعض هذه الأدوات قد تشكل خطرًا على الصحة النفسية والخصوصية.

سبع شركات كبرى في دائرة التحقيق

شملت الاستدعاءات التي وجهتها اللجنة سبع شركات بارزة، على رأسها ألفابيت (الشركة الأم لغوغل)، ميتا مع تطبيقها إنستغرام، أوبن إيه آي، سناب، تشاركتير تكنولوجيز المطورة لتطبيق Character.AI، إضافة إلى شركة X.AI.
وطلبت اللجنة من هذه الشركات تقديم تفاصيل دقيقة حول آليات تطوير وإطلاق شخصيات الدردشة الآلية، وطرق تحقيق الأرباح من تفاعل المستخدمين، إلى جانب سياسات حماية البيانات، ولا سيما المتعلقة بالأطفال والمراهقين. كما تسعى اللجنة لمعرفة مدى التزام هذه الشركات بقانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت المعروف بـCOPPA.

خلفية التحقيق: تقارير مثيرة للقلق

ورغم أن لجنة التجارة الفيدرالية لم تكشف رسميًا عن أسباب التحقيق، فإن عضو اللجنة مارك ميدور أشار في بيان منفصل إلى أن الخطوة جاءت استجابة لتقارير صحفية نشرتها صحيفتا نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال. هذه التقارير أوضحت أن بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي دخلت في محادثات غير لائقة مع قاصرين، بما في ذلك مناقشات تتعلق بالانتحار أو ذات طابع جنسي، وهو ما أثار موجة من الانتقادات ودق ناقوس الخطر بشأن سلامة هذه التطبيقات.
وقال ميدور بوضوح: "إذا أثبتت التحقيقات وجود انتهاك للقانون، يجب ألا تتردد اللجنة في اتخاذ إجراءات صارمة لحماية الفئات الأكثر ضعفًا".

الذكاء الاصطناعي بين الإنتاجية والمخاطر

ورغم ما يُروج له مطورو الذكاء الاصطناعي من فوائد إنتاجية واستخدامات مبتكرة، فإن المخاوف المرتبطة بالجانب الأخلاقي والاجتماعي باتت تتصدر المشهد. فالتقنيات المصممة في الأساس لمحاكاة المحادثة الإنسانية قد تتحول إلى أدوات خطرة في حال فشل مطوريها في وضع ضوابط واضحة تمنع إساءة الاستخدام، خاصة بين الفئات العمرية الصغيرة.

التحقيق الفيدرالي ليس الخطوة الوحيدة في هذا الاتجاه، إذ فتح المدعي العام لولاية تكساس تحقيقًا منفصلًا مع شركتي Character.AI وMeta AI Studio، على خلفية مخاوف مشابهة تتعلق بالخصوصية وسلامة القاصرين. كما أشارت بعض التقارير إلى أن تطبيقات الدردشة الآلية بدأت تقدم نفسها بشكل مضلل كخدمات استشارات نفسية، وهو ما يضاعف المخاطر بالنظر إلى اعتماد المستخدمين الشباب عليها في لحظات الضعف.

تحديات مستقبلية أمام شركات التكنولوجيا

هذا التحقيق يضع شركات التكنولوجيا الكبرى أمام اختبار صعب، فبينما تسعى لتعزيز حضورها في سوق الذكاء الاصطناعي وتحقيق أرباح ضخمة، تجد نفسها مضطرة للتعامل مع أسئلة صعبة حول حدود الاستخدام الآمن والأخلاقي. كما أن تعاظم التدخلات التنظيمية قد يفرض قيودًا جديدة على الابتكار في هذا المجال، لكنه في الوقت ذاته يمثل مطلبًا ضروريًا لحماية المستهلكين.

التحقيق الذي فتحته لجنة التجارة الفيدرالية يمثل مؤشرًا واضحًا على دخول مرحلة جديدة من الرقابة على الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد الأمر مقتصرًا على المخاوف النظرية، بل تحول إلى ملفات عملية تتعلق بصحة وسلامة الأطفال والمراهقين. ومع استمرار الجدل حول فوائد ومخاطر هذه التكنولوجيا، يبقى التحدي الأكبر أمام الشركات هو تحقيق التوازن بين التطوير السريع وضمان بيئة آمنة لا تُعرّض الفئات الأكثر ضعفًا للخطر.