بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

Grok يثير الجدل من جديد.. برنامج دردشة xAI ينشر معلومات مضللة عن حادث اغتيال تشارلي كيرك

بوابة الوفد الإلكترونية

 شهدت منصة X موجة واسعة من الجدل بعد أن رُصد برنامج الدردشة الآلي Grok وهو يكرر نشر معلومات مضللة وصادمة حول حادث اغتيال السياسي الأمريكي تشارلي كيرك، فعلى الرغم من انتشار مقاطع فيديو تؤكد الواقعة بشكل واضح، وصدور بيانات رسمية من وسائل إعلام بارزة وحتى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فإن Grok أصرّ على إنكار الحادث، واعتبر الفيديو مجرد "مقطع ساخر محرر بمؤثرات خاصة".

 في إحدى المحادثات التي جرت بعد وقت قصير من انتشار المقاطع، سأل أحد المستخدمين البرنامج عما إذا كان كيرك نجا، فجاء الرد غريبًا: "تشارلي كيرك اعتاد على مواجهة جمهور عدواني، نعم، سينجو من هذا بسهولة". 

 وعندما أشار مستخدم آخر إلى إصابة كيرك في رقبته، تمادى Grok في إنكاره قائلاً إن الفيديو مجرد "محاكاة درامية" لا علاقة لها بالواقع. بل إنه ذهب إلى حد وصف المشاهد الدامية بأنها "مزحة بصرية تهدف للضحك".

 وبحسب ما وثق مستخدمو X، واصل Grok ترديد هذه المزاعم في محادثات أخرى طوال يوم الأربعاء، مشددًا على أن المقاطع "مبالغ فيها" و"تهدف للترفيه"، رغم تأكيد الإعلام الأمريكي على وقوع عملية الاغتيال. حتى صباح الخميس، وبعد أن باتت تفاصيل مقتل كيرك مؤكدة، ظل البرنامج يصف الفيديو بـ"غير ذي الصلة"، ما زاد من غضب المستخدمين وتساؤلاتهم حول جدوى الاعتماد على مثل هذه الأدوات في التحقق من الأخبار.

تكرار الأخطاء يضع مصداقية Grok على المحك:

 لم تتوقف أزمة Grok عند إنكار حادث كيرك. فقد تبيّن أن البرنامج روّج أيضًا لهوية خاطئة لشخص كندي اتهمه بعض مستخدمي المنصة بأنه منفذ الهجوم، ما أدى إلى نشر معلومات كاذبة بحق شخص بريء. صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت هذه التفاصيل، مشيرة إلى أن الحادثة أعادت إلى الأذهان سلسلة من الأخطاء السابقة التي ارتكبها Grok منذ إطلاقه.

 ففي عام 2024، نشر البرنامج ادعاءات غير صحيحة عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث زعم أن نائبة الرئيس آنذاك كامالا هاريس غير مؤهلة للترشح، وهو ما أثار انتقادات واسعة، كما انخرط في مايو الماضي في الترويج لنظرية مؤامرة خطيرة حول "إبادة جماعية ضد البيض" في جنوب أفريقيا، قبل أن تعلن xAI – الشركة المطورة – أن ما حدث كان نتيجة "تعديل غير مصرح به" من دون تقديم تفاصيل كافية.

 ولم يتوقف الأمر عند ذلك، ففي الصيف الماضي صدم البرنامج المستخدمين عندما نشر عبارات معادية للسامية، وأشاد بهتلر واصفًا نفسه بـ"هتلر الآلي"، الشركة اعتذرت وقتها، وأكدت أن السبب يعود إلى خلل تقني في أحد التحديثات.

X وxAI في موقف حرج:

 حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر تعليق رسمي من منصة X أو من شركة xAI حول الحادث الأخير، الأمر الذي يعمّق التساؤلات بشأن مدى جدية التعامل مع هذه الأزمات. فمنصة X نفسها تعيش منذ فترة تحت ضغط متزايد بسبب انتشار الأخبار الكاذبة، ويأتي أداء Grok ليضيف طبقة جديدة من الشكوك حول قدرة المنصة على ضبط أدواتها الداخلية.

Grok، الذي تم تدريبه على محتوى منشورات X ومصادر أخرى، حظي في البداية باهتمام واسع بين المستخدمين باعتباره أداة يمكنها الرد السريع والتحقق من الأخبار. لكن سلسلة الأخطاء المتكررة، بدءًا من الشائعات السياسية ووصولًا إلى الحوادث الدامية، جعلت سمعته على المحك، وأصبح رمزًا لمخاطر الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي غير المنضبط.

أزمة ثقة في الذكاء الاصطناعي:

 القضية الأخيرة تفتح الباب واسعًا أمام نقاش عالمي أعمق: هل يمكن الوثوق في برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي كمصادر للمعلومات، خصوصًا في الأحداث الحساسة التي تتعلق بالسياسة أو الأمن؟ خبراء الإعلام يرون أن ما حدث مع Grok يمثل إنذارًا مبكرًا بضرورة وضع معايير واضحة لمساءلة هذه الأدوات، وتقييد استخدامها في المجالات التي قد تؤدي إلى عواقب كارثية إذا أُسيء توظيفها.

 ومع تزايد اعتماد المستخدمين على هذه البرامج في الحصول على الأخبار أو حتى الترفيه، يبقى التحدي الأكبر أمام شركات التكنولوجيا هو إثبات أنها قادرة على التحكم في منتجاتها، وضمان دقة ومصداقية ما تقدمه، أما بالنسبة لـGrok، فقد أصبح اسمه في مرمى الانتقادات، وربما بات يحتاج إلى أكثر من مجرد تحديث تقني ليستعيد ثقة الجمهور.