"رعاية بلا حدود".. تواصل تقديم خدماتها المجانية لكبار السن وذوي الهمم بالشرقية

تواصل محافظة الشرقية تحقيق نقلة نوعية في ملف الرعاية الصحية المجتمعية، من خلال المبادرة الرائدة "رعاية بلا حدود"، التي تستهدف كبار السن فوق 65 عامًا وذوي الهمم، بتقديم خدمات طبية مجانية حتى أبواب منازلهم، وذلك على مدار 51 أسبوعًا متواصلة، بما يعكس حرص الدولة على توسيع مظلة الرعاية الصحية وتعزيز العدالة الاجتماعية في الوصول إلى الخدمات الطبية.

وأعرب المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، عن تقديره البالغ للجهود المتميزة التي تبذلها الفرق الطبية المتحركة المشاركة في المبادرة، والتي نجحت – بحسب آخر الإحصائيات – في تنفيذ 56 ألفًا و706 زيارات منزلية خلال الأسابيع الماضية، وذلك أيام الجمع والعطلات الرسمية، من خلال شبكة واسعة تضم 125 مركزًا طبيًا موزعًا على جميع الإدارات الصحية بالمحافظة.

وأضاف المحافظ، أن المبادرة تأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة تقديم خدمات صحية متكاملة، خاصة للفئات الأولى بالرعاية، مؤكدًا أن ما تحقق على أرض الشرقية يجسد نموذجًا حقيقيًا للتكافل والرعاية المجتمعية، ويؤكد قدرة المنظومة الصحية على الوصول إلى أبعد القرى والنجوع.

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد البيلي وكيل وزارة الصحة بالشرقية، أن الفرق الطبية المتحركة واصلت أمس الجمعة نشاطها المكثف، حيث نفذت 2111 زيارة منزلية، من بينها 30 زيارة مخصصة لذوي الهمم، كما جرى تحويل 3 حالات مرضية إلى المستشفيات التابعة للمديرية لاستكمال الفحوصات وتلقي الرعاية المتقدمة، ليصل إجمالي الزيارات منذ انطلاق المبادرة إلى أكثر من 56 ألف زيارة.

وأكد وكيل الوزارة، أن الفحوصات التي تقدمها الفرق الطبية تشمل طيفًا واسعًا من الإجراءات الطبية والتشخيصية، منها: قياس ضغط الدم، ونسبة السكر، وفحص أمراض القلب، والكشف عن الاعتلال الكلوي، وأمراض الجهاز الهضمي، وأمراض سوء التغذية مثل الأنيميا والسمنة، بالإضافة إلى التقييم النفسي والتغذوي. كما يتم إجراء فحوصات شاملة تشمل حساب مؤشر كتلة الجسم، وفحص النظر، والكشف على الفم والأسنان، إلى جانب تحاليل الدم المختلفة لقياس نسبة الهيموجلوبين ومستوى الدهون والكوليسترول ووظائف الكلى والسكر التراكمي، فضلًا عن إجراء فحوص رسم القلب (ECG).

وأشار إلى أنه في حال ظهور نتائج إيجابية تستدعي تدخلًا علاجيًا، يتم تقديم الدواء المناسب على الفور، أو تحويل الحالات الحرجة إلى المستشفيات العامة والمركزية التابعة للمديرية، لضمان سرعة التعامل معها وتقديم الرعاية اللازمة.

وتعكس مبادرة "رعاية بلا حدود" نجاح نموذج الرعاية الصحية الأولية في الشرقية، الذي يقوم على الوصول المباشر إلى المريض في منزله، بما يرفع عن كاهل الأسر أعباء الانتقال إلى المستشفيات أو المراكز الطبية، خاصة في القرى والمناطق النائية.

كما تمثل المبادرة أحد أذرع الدولة في تنفيذ استراتيجيتها الرامية إلى توسيع نطاق خدمات الصحة المجتمعية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، التي تركز على تحسين جودة حياة المواطنين وتعزيز الصحة العامة.

ويؤكد مسؤولو الصحة أن استمرار المبادرة للأسبوع الـ51 على التوالي دليل واضح على استدامة العمل الميداني الصحي، وعلى وجود آلية متابعة وتقييم دقيقة، بما يضمن استمرارية الخدمة وتطويرها وفقًا لاحتياجات المواطنين المتغيرة.

وفي ظل هذا الزخم، تتطلع مديرية الصحة بالشرقية إلى توسيع نطاق المبادرة مستقبلًا لتشمل شرائح وفئات أخرى من المجتمع، بما يعزز من تكامل المنظومة الصحية ويجعل شعار "رعاية بلا حدود" واقعًا ملموسًا في حياة كل مواطن شرقاوي .