بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

حكم من صلى جالسا وهو عنده قدرة على القيام

بوابة الوفد الإلكترونية

التمسك بكتاب الله من صفات المتقين وقال اهل العلم إن القيام ركن من أركان الصلاة؛ قال تعالى:{وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:238]، فلا يجوز للمصلي أن يصلي جالسًا إلا إذا عجز عن القيام، أو إن خاف من زيادة مرض أو عدو، أو في حال لم يجد ما يستر به عورته إذا صلى قائمًا؛ قال تعالى {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}

 

إذا عجز المريض عن القيام في الصلاة جاز له أن يصلي قاعداً، وإذا عجز عن القعود جاز له أن يصلي على جنبه، وإذا عجز على الجنب صلى مستلقياً فالأمر بحمد لله واسع، والله يقول سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، ويقول النبي ﷺ لـعمران بن حصين لما كان مريضاً: صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقياً .

 

وقد نهى الله  عن ذلك في الآيات التي قبلها، وحذَّر من ظلم هؤلاء الزوجات، وحث على الإحسان والفضل، فقال: وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ وجعل المُتعة للمطلقة قبل الدخول وقبل تسمية المهر حقًا، فقال: حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ فهذا السمو والارتفاع والترقي، والبُعد عن الظلم، ومصادرة الحقوق، وتغيير "الكوالين" كما يُقال، فيمنع المرأة حتى من ثيابها، وأغراضها الشخصية، فتأتي لتأخذ ذلك فيمنعها، والمفروض أنها لا تخرج في مدة العدة، لكن الواقع للأسف أنها تخرج بطوعها، أو يُخرجها هو، فإذا جاءت لتأخذ شيئًا من حاجاتها الخاصة، وجدت الأغلاق قد غُيرت في بيتها ودارها، فلم تعد تلك التي تعرفها، فهذا من الظلم. 

فهذا الذي يظلم أقرب الناس إليه، لا يوثق به، ولا يُطمئن إليه بحال من الأحوال، إذا كان يظلم أقرب الناس إليه، وأولى الناس بالإحسان بعد الوالدين وهي الزوجة، وهي العشير، وأعظم المُعاشرة ما يكون بين الزوجين، ومع ذلك يظلمها، والله لا يوثق بمثل هذا وابتساماته ودُعابته وظرافته بين أصحابه، وكرمه المصنوع إذا كان أقرب الناس إليه يعيشون في حسرات، ويُعانون من ظُلمه وغشمه وإساءته المُتكررة، فهذه الصلاة تنتشله فيرتقي ويترفع من حظوظ النفس، وتبقى روحه معلقة بالله -تبارك وتعالى، فتصدر عنه الأخلاق السامية.