ﻣﺨﻄﻂ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻘﺎﻫﺮة

مجمع التحرير فندق عالمى و«العبار» أبرز المستثمرين

تتجدد ملامح القاهرة بروح عصرية، لتستعيد العاصمة بريقها التاريخى وتطل على العالم كعاصمة للثقافة والفن والسياحة، ففى وسط البلد، تنطلق خطة تطوير شاملة تعكس رؤية القيادة السياسية لإحياء التراث وتحويل شوارع القاهرة إلى متاحف مفتوحة ومناطق للمشاة، وفى ميدان التحرير يستعد المجمع العريق للتحول إلى أيقونة سياحية وفندقية عالمية، تدمج بين عبق التاريخ وحداثة العصر.
أعلن الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، عن انطلاق خطة شاملة لتطوير منطقة وسط البلد، تستهدف تحويلها إلى متحف معمارى مفتوح ومقصد سياحى عالمى، عبر إعادة توظيف المبانى التاريخية ورفع كفاءة الواجهات، مع تخصيص مساحات واسعة للمشاة مثل منطقة مثلث الشريفين ومنطقة البورصة.
وأكد المحافظ أن المشروع يأتى فى إطار رؤية القيادة السياسية لإعادة إحياء القاهرة الخديوية باعتبارها قلب العاصمة الثقافى والفنى، بما يعزز مكانتها كعاصمة للثقافة والفن والسياحة، ويعيد لها بريقها التاريخى.
وأشار صابر إلى أن أعمال تحسين الصورة البصرية بدأت بالمرحلة الأولى من ميدان التحرير وانتهت بالفعل، تلتها المرحلة الثانية التى شملت تطوير المسافة من ميدان طلعت حرب حتى ميدان مصطفى كامل مروراً بشارع قصر النيل، أما المرحلة الثالثة، الجارى العمل عليها حالياً، فتبدأ من ميدان التحرير وصولاً إلى ميدان طلعت حرب مروراً بشارع طلعت حرب.
ولفت إلى أن المشروع يتم تحت إشراف الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، وبمتابعة دقيقة من مديرية الإسكان والمرافق بمحافظة القاهرة، كما تم الانتهاء من إعادة توظيف شارع الشريفين ضمن المرحلة الأولى، بينما تشمل المرحلة الثانية تطوير ممر القاضى الفاضل وتفرعاته، ورفع كفاءة واجهات العمارات والعناصر المحيطة، أما المرحلة الثالثة فتتضمن إحياء شارع علوى ومتفرعاته، على أن يستكمل تطوير منطقة مثلث البورصة بنهاية سبتمبر الجارى.
أكد اللواء كمال عزت، رئيس حى عابدين، فى تصريح خاص لـ«الوفد» أن أعمال التطوير الجارية فى المنطقة تأتى ضمن خطة المحافظة لإحياء التراث بالقاهرة الخديوية، مشدداً على أن ما يتم تنفيذه لا يرتبط بحق انتفاع أو أى اعتبارات أخرى. وأوضح أن خطوات التطوير تسير بشكل طبيعى وفق المراحل المحددة، فى إطار الحفاظ على الطابع التراثى والمعمارى للمنطقة.
وبدأ العد التنازلى لتحويل مجمع التحرير، أحد أبرز معالم القاهرة الإدارية فى القرن الماضى، إلى أيقونة سياحية وعلامة فارقة فى قلب العاصمة، حيث يكشف المخطط الجديد عن مشروع ضخم يدمج بين التاريخ والحداثة ليعيد الحياة إلى ميدان التحرير بروح عصرية.
المخطط يتضمن إقامة فندق عالمى يحمل اسم «أوتوجراف كولكشن»، يضم ما يقرب من 500 غرفة وجناح فندقى، إلى جانب شقق فاخرة كاملة الخدمات، ويأتى ذلك فى إطار إعادة توظيف المبنى التاريخى ليواكب الحركة السياحية العالمية، ويضع القاهرة فى دائرة المنافسة مع كبرى العواصم السياحية.
ولم يقتصر المشروع على الجانب الفندقى فقط، بل يشمل باقة متنوعة من المطاعم والمرافق الترفيهية، إضافة إلى مسبح مميز على سطح المبنى يطل مباشرة على ميدان التحرير، ليمنح زواره تجربة استثنائية تجمع بين الراحة والمشهد البانورامى للتاريخ.
كما يتضمن المخطط تحويل أجزاء من المجمع إلى مساحات مخصصة للاجتماعات والفعاليات، إلى جانب قاعات لاحتفالات فخمة وجناح خارجى فريد من نوعه، بما يفتح المجال أمام استضافة أهم المناسبات المحلية والدولية.
ولم يغفل المشروع الجانب الصحى والرياضى، حيث يجرى تنفيذ مركز متكامل للياقة البدنية ومنتجع صحى راق يضيف بعداً جديداً لتجربة الإقامة داخل المجمع.
بهذا التحول، يستعد مجمع التحرير لكتابة فصل جديد فى تاريخه، بعد أن كان رمزاً للبيروقراطية الحكومية لعقود طويلة، ليصبح قريباً أحد أهم الوجهات السياحية والفندقية فى قلب القاهرة.
وفى السياق ذاته أعلن رجل الأعمال الإماراتى محمد العبار عن خطة للتوسع فى استثماراته داخل مصر، واضعاً منطقة وسط البلد بالقاهرة على رأس أولوياته، موضحاً أن وسط القاهرة بما يحمله من قيمة حضارية وتاريخية يمثل فرصة استثنائية لإطلاق مشروعات عمرانية وتجارية وخدمية تعيد للمنطقة بريقها وتدعم مكانتها.