بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أمازون تدخل سباق نظارات الواقع المعزز بمشروع سري يقترب من الأسواق

أمازون
أمازون

تستعد شركة أمازون لخطوة قد تُغير قواعد اللعبة في عالم التكنولوجيا، بعد تقارير صحفية كشفت عن عملها على تطوير نظارات واقع معزز موجهة للمستهلكين، مع خطط لإطلاقها في الأسواق بحلول نهاية عام 2026 أو بداية عام 2027. 

وإذا صحت هذه المعلومات، فإن دخول عملاق التجارة الإلكترونية إلى هذا المجال سيضعه في منافسة مباشرة مع شركات كبرى مثل ميتا، التي تقود السباق حالياً عبر شراكتها مع راي بان.

بحسب تقرير نشرته صحيفة ذا إنفورميشن، فإن المشروع الجديد، الذي يحمل الاسم الرمزي "جيه هوك"، يُمثل إحدى أضخم رهانات أمازون على الأجهزة الذكية القابلة للارتداء.

 وستضم النظارات مجموعة من المكونات المتطورة مثل ميكروفونات، ومكبرات صوت، وكاميرا، إضافة إلى شاشة عرض ملونة مدمجة داخل إحدى العدسات، ما يمنح المستخدمين تجربة تفاعلية فريدة.

المصادر أشارت إلى أن أمازون تعتمد في تطوير هذه النظارات على تقنية ابتكرتها شركة "ميتا باوندز" الصينية، المتخصصة في تقنيات الواقع المعزز، وهو ما يعكس رغبة الشركة الأمريكية في الاستفادة من خبرات خارجية لتسريع عملية التطوير.

لا يتوقف طموح أمازون عند حدود المستهلكين فقط، إذ تعمل الشركة بالتوازي على نموذج آخر يحمل الاسم الرمزي "أميليا"، مخصص لموظفي توصيل الطلبات. 

ويهدف هذا الإصدار إلى رفع كفاءة عمليات التوصيل، من خلال إرشادات بصرية وتوجيهات فورية تساعد في تقليل وقت التسليم وتحسين تجربة العملاء.

ومن المتوقع أن يتم الكشف عن هذا النموذج في الربع الثاني من عام 2026، أي قبل إطلاق النسخة الموجهة للمستهلكين بعام تقريباً، وهو ما يعكس استراتيجية مدروسة لدمج التكنولوجيا الجديدة أولاً في عمليات الشركة الداخلية قبل طرحها للجمهور.

منافسة محتدمة مع ميتا

تأتي هذه التحركات في وقت تستعد فيه ميتا للكشف عن منتج جديد يحمل الاسم الرمزي "هايبرنوفا"، خلال مؤتمرها السنوي "كونكت" الأسبوع المقبل.

 ويُتوقع أن يوفر هذا المنتج تجربة واقع معزز أكثر تطوراً، مستنداً إلى مفهوم النظارات المزودة بعدسة واحدة للعرض التفاعلي.

في المقابل، فإن دخول أمازون إلى هذا السباق سيُضيف لاعباً ثقيلاً يمتلك قاعدة مستخدمين ضخمة، وقدرات لوجستية وتقنية هائلة، ما قد يغير موازين المنافسة.

يرى خبراء أن تركيز أمازون على تطوير نظارات الواقع المعزز لا يقتصر على إضافة منتج جديد لسوق الأجهزة الذكية، بل يعكس رؤية أشمل نحو بناء منظومة متكاملة من الحلول التقنية التي تدعم التجارة الإلكترونية والخدمات السحابية واللوجستية.

فبينما تراهن ميتا على الجانب الاجتماعي والترفيهي، تبدو أمازون مصممة على تقديم تطبيقات عملية مباشرة، سواء للمستهلكين عبر دمج النظارات مع خدمات التسوق والترفيه، أو لموظفيها من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية.

إذا التزمت أمازون بجدولها الزمني، فمن المتوقع أن يشهد عام 2026 بداية دخول الشركة عالم الأجهزة القابلة للارتداء بقوة، مع تقديم نسخة "أميليا" أولاً لموظفي التوصيل، تليها نسخة "جيه هوك" للمستهلكين في 2027، وهذا قد يفتح الباب أمام تحول جذري في الطريقة التي نتفاعل بها مع التكنولوجيا، ويجعل نظارات الواقع المعزز جزءاً من حياتنا اليومية مثل الهواتف الذكية.

في النهاية، قد يكون دخول أمازون لهذا السوق هو الإشارة الأوضح على أن نظارات الواقع المعزز لم تعد مجرد تجارب مستقبلية، بل تكنولوجيا قابلة للتطبيق والتوسع.

 ويبقى السؤال، هل ستتمكن أمازون من فرض نفسها في هذا السباق كما فعلت سابقاً في التجارة الإلكترونية والخدمات السحابية، أم ستواجه التحديات التي أسقطت محاولات سابقة لشركات أخرى؟