HBO تتجه لرفع أسعار الاشتراك وتشديد القيود على مشاركة كلمات المرور

في خطوة جديدة قد تُثير جدلاً واسعاً بين المشتركين، كشفت تقارير صحفية عن خطط الرئيس التنفيذي لشركة وارنر براذرز ديسكفري، ديفيد زاسلاف، لزيادة أسعار الاشتراكات في خدمة HBO وتشديد القيود على مشاركة كلمات المرور، وهو نهج يعكس اتجاهات سابقة لشركات البث الكبرى وعلى رأسها نتفليكس.
وبحسب ما نشره موقع هوليوود ريبورتر، أعلن زاسلاف عن هذه الرؤية خلال مشاركته في مؤتمر غولدمن ساكس للتكنولوجيا والإعلام، حيث شدّد على أن جودة المحتوى الذي تقدمه HBO Max تستحق سعراً أعلى مما هو متاح حالياً.
وأوضح قائلاً: "إن قوة المحتوى، سواء في السينما أو المسلسلات أو عبر منصات البث، تمنحنا فرصة حقيقية لرفع الأسعار. نحن نعتقد أن أسعارنا الحالية لا تعكس القيمة الفعلية لما نقدمه".
جدير بالذكر أن HBO Max كانت قد رفعت أسعارها بالفعل في عام 2024، حين أعادت تسمية الخدمة مؤقتاً باسم "Max".
ويبلغ سعر الاشتراك الأساسي المدعوم بالإعلانات حالياً 9.99 دولار شهرياً، بينما يصل سعر الاشتراك المميز الخالي من الإعلانات إلى 20.99 دولار، ومع ذلك، يرى زاسلاف أن هناك مجالاً لتحقيق مزيد من العائدات عبر رفع الأسعار مجدداً.
تشديد الرقابة على مشاركة كلمات المرور
إلى جانب زيادة الأسعار، وضعت وارنر براذرز ديسكفري خطة واضحة لمكافحة مشاركة كلمات المرور، إذ أعلنت خلال مؤتمرها المالي الأخير في أغسطس عن نيتها إغلاق جميع الثغرات التي تسمح بذلك بحلول نهاية العام.
وأكد زاسلاف أن هذه الممارسات تُعقّد تجربة الخدمة وتؤثر سلباً على العائدات، مشيراً إلى أن الشركة ستتخذ إجراءات حاسمة لمعالجة المشكلة، على الرغم من توقع ردود فعل متباينة من المشتركين.
هذا التوجه ليس جديداً في عالم خدمات البث الترفيهي، إذ كانت نتفليكس سبّاقة إلى فرض قيود صارمة على مشاركة الحسابات، وهو ما دفع لاحقاً منصات أخرى إلى التفكير في تبني خطوات مشابهة.
وبالنسبة لـHBO، فإن الجمع بين رفع الأسعار وتشديد القيود قد يُمثل تحدياً في الحفاظ على رضا المستخدمين، لكنه في الوقت ذاته يعكس استراتيجية واضحة لزيادة الأرباح وتعزيز مكانة الخدمة في سوق مزدحم بالمنافسين.
تأتي هذه التحركات في وقت حساس بالنسبة للشركة، خاصة مع استمرار عملية إعادة هيكلة وارنر براذرز ديسكفري، والانقسام المقرر الذي قد يغير شكل الكيان الإعلامي خلال الفترة المقبلة.
ويرى محللون أن زاسلاف يركز حالياً على ضمان استدامة النمو المالي، حتى وإن تطلب ذلك اتخاذ قرارات قد لا تكون شعبية على المدى القصير.
مستقبل المشتركين مع HBO
من المتوقع أن يثير قرار رفع الأسعار وتشديد القيود موجة من الجدل، خصوصاً في ظل المنافسة القوية بين منصات البث التي تقدم محتوى متنوعاً بأسعار متقاربة، إلا أن الرهان الأساسي لزاسلاف يبقى على ثقة الجمهور بجودة محتوى HBO الذي طالما اعتُبر من بين الأفضل في الصناعة.
في المحصلة، يبدو أن المشتركين في HBO سيواجهون واقعاً جديداً خلال الفترة المقبلة، واقعاً يُلزمهم بدفع تكلفة أعلى والحصول على حساب شخصي أكثر صرامة، في وقت تتجه فيه صناعة البث إلى إعادة رسم قواعدها سعياً وراء مزيد من الأرباح.