بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ريهام عبدالغفور: «برشامة» كوميديا سوداء عن الغش فى المدارس

بوابة الوفد الإلكترونية

عودتى للشاشة الكبيرة بعد عامين حملت تحديات وتطلعات جديدة
ليس لدىّ طاقة للمسلسلات الطويلة والجمهور يشعر بالملل
رحيل والدى كسر قلبى وافتقدت أكبر داعم لى
ردود الفعل على «ظلم المصطبة» رد فيا الروح

 

تظل الفنانة ريهام عبدالغفور إحدى النجمات اللواتى جمعن بين الموهبة الفطرية والاختيارات الواعية التى صنعت لها مكانة مميزة بين جيلها. منذ بداياتها الأولى وحتى اليوم، استطاعت أن تفرض حضورها بأداء صادق متجدد، وأن تقدّم أدواراً متنوعة كشفت عن طاقاتها الإبداعية وملامح شخصيتها الفنية المتفردة. بين الدراما والسينما والمسرح، تركت بصمات لا تُمحى، لتصبح نموذجاً للفنانة الجادة التى تبحث دائماً عما يضيف إلى رصيدها ويُثرى وجدان جمهورها.
بعد غياب دام عامين عن شاشة السينما منذ ظهورها كضيف شرف فى فيلم «حريم كريم 2»، تعود بقوة إلى الساحة من خلال أحدث أعمالها السينمائية «برشامة»، والذى يجمعها بمجموعة من نجوم الكوميديا والشباب، ويقدم فى إطار اجتماعى كوميدى يعكس قضايا واقعية بلمسة ساخرة، ليشكل محطة جديدة ومختلفة فى مسيرتها الفنية.
وخلال حوارها لـ«الوفد»، أوضحت تفاصيل تجربتها والرسائل التى يسعى الفيلم لإيصالها للجمهور، والتحديات التى واجهتها خاصة بعد معاناتها بسبب رحيل والدها الفنان أشرف عبدالغفور.
< حدثينا عن فيلمك الجديد «برشامة»؟
- انتهيت مؤخراً من تصوير فيلم «برشامة»، والذى يجمعنى بعدد كبير من نجوم الكوميديا والشباب، من بينهم هشام ماجد، باسم سمرة، طه دسوقى، مصطفى غريب، حاتم صلاح، وأحمد عصام السيد، بالإضافة إلى عدد من ضيوف الشرف، والعمل من تأليف أحمد الزغبى وشيرين دياب، والفيلم يسلط الضوء على قضية مهمة جداً تمس كل بيت، وهى ظاهرة الغش فى المدارس، التى لم تعد مجرد مشكلة تعليمية، بل تؤثر بشكل مباشر على تكوين شخصية الطلاب، وعلاقاتهم بالأسرة والمعلمين، ومفهومهم للمسؤولية والمصداقية، واعتمدنا فى تقديم العمل على الإطار الكوميدى الاجتماعى، لأن الترفيه يساعد على جذب الانتباه والتفاعل من جميع الفئات العمرية، وفى نفس الوقت يمكننا إيصال رسائل تربوية واجتماعية هادفة بطريقة سلسة وواقعية.
وأردنا من خلال هذا الفيلم أن نوصل فكرة أن بناء أجيال واعية ومثقفة لا يكون فقط بالضغط عليهم أو فرض قواعد صارمة، بل أيضاً بالاهتمام بتطوير وعيهم الشخصى وفكرهم المستقل، مع إرشادهم للتعامل الصحيح مع القيم والأخلاقيات، فالعمل يركز على أهمية الحوار داخل الأسرة والمدرسة، ويشجع على تقديم الدعم للطلاب بدلاً من الانتقاد السلبى، ليصبح التعليم أداة لبناء شخصيات قوية ومستقلة، قادرة على اتخاذ قراراتها بشكل مسئول فى المجتمع، وأشعر أن هذا النوع من الأعمال قادر على إحداث فرق، ليس فقط فى وعى الجمهور، بل فى الطريقة التى يمكن للأسر والمجتمع التعامل بها مع هذه الظواهر بشكل فعّال وبنّاء.
< ما الذى جذبك للمشاركة فى هذا الفيلم؟
- السيناريو شدنى جداً منذ اللحظة الأولى لأنه يتناول قضية نراها يومياً فى محيطنا، وهى مشكلة الغش فى المدارس، التى تمس الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين على حد سواء، ما أعجبنى أكثر هو الطريقة التى عُرضت بها هذه المشكلة؛ الأسلوب خفيف وكوميدى، ما يجعل المشاهد يضحك ويستمتع بالعمل، لكنه فى الوقت نفسه يدفعه للتفكير والتأمل فى أبعاد هذه القضية وأثرها على الطلاب وتكوين شخصياتهم.
< كيف كانت أجواء الكواليس مع فريق العمل؟
- وجودى وسط مجموعة من النجوم أصحاب الروح المرحة خلق أجواء تصوير مليئة بالحيوية والانسجام، وسوف يشعر الجمهور بهذه الحالة على الشاشة، والتعاون مع هشام ماجد وباسم سمرة، بالإضافة إلى الطاقات الشبابية، مثل طه دسوقى ومصطفى غريب وحاتم صلاح، يضيف روحاً مميزة من الضحك والحب والاندماج بيننا، فهذا التنوع فى الأجيال يثرى العمل ويزيد من جاذبيته.
< ماذا يمثل فيلم «برشامة» بالنسبة لكِ فى مسيرتك الفنية؟
- مشاركتى فى فيلم «برشامة» تمثل مرحلة مهمة ومختلفة فى مسيرتى الفنية؛ لأنها عودة مميزة للسينما بعد غياب دام أكثر من عامين، حيث اقتصر ظهورى فى الفترة الماضية على دور ضيف شرف فى فيلم «حريم كريم 2»، ومنحنى الفيلم الفرصة للعودة بأداء كوميدى هادف يناسب جميع أفراد الأسرة، ويجمع بين الترفيه والرسائل الإيجابية التى يمكن للجمهور، مهما كان عمره، الاستفادة منها.
ورغم خوضى لأعمال كوميدية سابقاً، فإنه يمثل لى أيضاً تجربة فنية متجددة، لأنه يختلف عن الأدوار الاجتماعية والتراجيدية التى قدمتها خلال السنوات الماضية، ويمكّننى من استكشاف جانب جديد فى التمثيل الكوميدى بطريقة خفيفة وشيقة، وأحببت التحدى فى تقديم شخصية تتفاعل مع المواقف الكوميدية بأسلوب طبيعى دون مبالغة، مع الحفاظ على الرسائل الاجتماعية المهمة فى القصة، وبالنسبة لى، «برشامة» ليس مجرد فيلم، بل فرصة لإعادة التواصل مع الجمهور السينمائى بطريقة جديدة وممتعة.
< هل تفضلين المسلسلات الطويلة أم القصيرة؟
- أفضل المسلسلات القصيرة التى تتكون من 15 حلقة، خصوصاً فى الوقت الحالى، ولاحظت بعد مسلسل أزمة منتصف العمر الذى ضمن 10 حلقات فقط، كان عليه مردود قوى عليه لأنه يناقش قضية هامة فى حلقات قصيرة بدون رتابة جعلت الجمهور يتحمس للحلقة القادمة.
الجمهور أصبح مشغولاً جداً، والمسلسلات الطويلة قد تسبب له شعوراً بالملل أو التشتت، ومن ناحيتى كممثلة، أجد أن العمل القصير أكثر تركيزاً وتكثيفاً، ويتيح تقديم الشخصيات بشكل أعمق وجودة أعلى، كما أنه أسهل من ناحية التحضير والتخطيط، ويمنح طاقم العمل القدرة على تقديم أفضل ما لديهم دون ضغوط العمل الطويلة.
< كيف أثرت وفاة والدك فيك فنياً وشخصياً؟
- رحيل والدى ترك فراغاً هائلاً فى حياتى، لم يكن مجرد أب، بل كان قدوة ومعلماً ومرشداً دائماً، فبعد وفاته عشت فترة صعبة جداً على المستوى الشخصى، حيث شعرت بأن روحى قد انتُزعت منى، وكأن قلبى توقف عن النبض، وكان الخوف يسيطر على من فكرة العودة للتمثيل، شعرت وقتها أننى قد أفشل، وأنى لن أتمكن من استعادة الحماسة والإبداع الذى كنت أمتلكه قبل فقده. 
عانيت كثيراً وتأثرت نفسياً بشكل كبير، لكن مع الوقت، بدأت أجد فى ذكراه القوة والدافع للاستمرار، كل خطوة فنية أقوم بها الآن أشعر بأنها رسالة تقدير له ووفاء لروحه، ونجاحى الأخير أعتبره تكريماً له وللإيمان الذى كان يكنه بموهبتى منذ البداية.
< كيف ترين تأثير مسلسل «ظُلم المصطبة» على مسيرتك الفنية، خاصةً أنه جاء بعد وفاة والدك؟
- مسلسل «ظُلم المصطبة» لم يكن مجرد دور تمثيلى بالنسبة لى، بل كان بمثابة رحلة إنقاذ حقيقية وتحدٍ على الصعيد الشخصى والفنى بعد وفاة والدى الفنان أشرف عبدالغفور، الذى كان مصدر إلهامى ودعمى منذ البداية، حيث شعرت خلال هذه الفترة بأننى فقدت جزءاً من نفسى، وكان من الصعب العودة إلى الكاميرا ومواجهة الجمهور، خصوصاً أننى كنت قلقة من أن أخفق أو أن لا أستطيع تقديم الأداء الذى يليق بمسيرتى وبجمهورى.
لكن شخصية «بسمة» منحتنى فرصة ثمينة لإعادة اكتشاف نفسى وتأكيد قدراتى كممثلة، إذ كانت شخصية مركبة ومليئة بالتحديات، ما دفعنى للغوص فى تفاصيلها والتعامل مع كل مشهد بتركيز وشغف أكبر، وتعلمت من هذه التجربة الصبر على النفس والاعتماد على حدسى الفنى، بالإضافة إلى أننى استطعت إعادة بناء ثقتى بنفسى تدريجياً. 
«ظُلم المصطبة» لم يعيدنى فقط إلى شاشة التمثيل، بل أعاد لى إحساس الإنجاز والشغف الذى كنت أفتقده، وجعلنى أكثر وعياً بأهمية اختيار الأدوار التى تحمل رسالة وقيمة حقيقية على المستوى الفنى والشخصى.
< كيف تمكنتِ من التحضير لشخصية «بسمة» وما الجوانب التى ركزتِ عليها لتحقيق مصداقية الدور؟
- تحضير شخصية «بسمة» كان تجربة فنية ونفسية عميقة بالنسبة لى، لأنها لم تكن مجرد دور عابر أو سطحية، بل كانت نموذجاً يعكس معاناة المرأة الريفية بكل تفاصيلها الاجتماعية والنفسية، وبدأت رحلتى بدراسة خلفية الشخصية بدقة، فهمت بيئتها، أسلوب حياتها، العلاقات الأسرية والاجتماعية التى شكلتها، وكل هذا ساعدنى على تصور دوافعها وردود فعلها.
كما ركزت على التفاصيل الدقيقة، مثل نبرة الصوت وطريقة المشى ولغة الجسد، لأن هذه التفاصيل الصغيرة تمنح الشخصية مصداقية وتلامس المشاهد، وخلال التحضير شعرت بالقلق والتوتر من تحمل المسئولية أمام الكاميرا وإيصال معاناة «بسمة» بشكل حقيقى، لكن دعم فريق العمل وزملائى كان له أثر كبير، وساعدنى على تجاوز المخاوف الفنية والنفسية.
< ما شعورك عندما رأيت ردود فعل الجمهور والتفاعل الكبير مع مسلسل «ظُلم المصطبة»؟
- ردود فعل الجمهور فاقت كل توقعاتى، وكان التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعى ضخماً جداً، مع رسائل مباشرة مستمرة من المتابعين يعبرون فيها عن إعجابهم وتأثرهم بالشخصية والقصة، وشعرت بسعادة كبيرة وتجدد الأمل بداخلى حين رأيت أن المشاهدين تفاعلوا مع العمل بهذه القوة، فهذا بالنسبة لى أكبر دليل على نجاح المسلسل، ما جعلنى أشعر بأن كل الجهد والتحضير للشخصية لم يذهب سدى، وأن الجمهور تقدّر التفاصيل الدقيقة التى سعينا لإيصالها من خلال بسمة وقصتها.
كما أسعدنى كثيراً تكريمى فى مهرجان همسة للآداب والفنون وحصولى على جائزة «أحسن ممثلة عربية» عن دورى فى المسلسل، فهذا التكريم منحنى شعوراً بالـ«طبطبة» بعد تعب وجهد.