ليفربول ونوتينجهام يتسابقان على موهبة برازيلية جديدة في حراسة المرمى

تزايدت في السنوات الأخيرة شهية الأندية الأوروبية الكبرى تجاه مواهب قارة أمريكا الجنوبية، إذ تحولت هذه السوق إلى منجم ذهب يمد القارة العجوز بالعديد من النجوم الذين سرعان ما يتركون بصمة واضحة في الملاعب الأوروبية.
ومن بين أبرز الوجهات التي اعتادت استقطاب تلك المواهب الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تصدرت أندية مثل تشيلسي وبرايتون المشهد باستثمارات ذكية أثمرت نجاحات رياضية ومالية على حد سواء.
تشيلسي والرهان على المستقبل
كان نادي تشيلسي الإنجليزي الأكثر نشاطًا في سوق اللاعبين الصاعدين من أمريكا الجنوبية خلال الأعوام الأخيرة. ففي عام 2024، ضم النادي اللندني الجناح البرازيلي الموهوب إستيفاو ويليان من صفوف بالميراس مقابل 29 مليون جنيه إسترليني، كما سبق له التعاقد مع الإكوادوري كيندري بايز من إندبيندينتي ديل فالي بقيمة 17.5 مليون جنيه إسترليني، ولاعب الوسط البرازيلي أندريه سانتوس من فاسكو دي جاما مقابل 13 مليون جنيه إسترليني.
وقد نجح هذا الثلاثي الشاب في ترسيخ أقدامهم تدريجيًا داخل الفريق الأول، ليصبحوا مثالًا حيًا على سياسة تشيلسي القائمة على الاستثمار في المواهب الواعدة بدلاً من الاكتفاء بضم الأسماء الكبيرة الجاهزة.
برايتون وقصص النجاح الاقتصادية
أما برايتون، فقد قدم واحدة من أبرز قصص النجاح في استغلال السوق اللاتينية، حيث اشترى مويسيس كايسيدو من إندبيندينتي ديل فالي مقابل 4 ملايين جنيه إسترليني فقط، ثم باعه لاحقًا لتشيلسي بمبلغ ضخم وصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني. كما ضم الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر مقابل 7 ملايين جنيه إسترليني، قبل أن يبيعه إلى ليفربول مقابل 35 مليون جنيه إسترليني.
هذه السياسة الذكية جعلت برايتون نموذجًا يحتذى به في إدارة الموارد، حيث يجمع بين بناء فريق تنافسي وتحقيق مكاسب مالية هائلة من صفقات اللاعبين.
ليفربول ونوتينجهام يدخلان السباق
في السياق ذاته، كشفت شبكة "إي إس بي إن" البرازيلية أن ليفربول ونوتينجهام فورست أبديا اهتمامًا بالحصول على خدمات حارس مرمى جريميو الواعد جابرييل مينيجون، البالغ من العمر 16 عامًا فقط. ويُعد مينيجون أحد أبرز حراس المرمى في جيله، حيث يتمتع بطول فارع يبلغ 1.96 متر، ويؤدي دورًا أساسيًا مع منتخب البرازيل تحت 17 عامًا، وهو ما لفت أنظار الكشافين الأوروبيين مبكرًا.
العقبة القانونية وانتظار 2026
رغم الاهتمام المتزايد من الأندية الأوروبية، إلا أن القوانين البرازيلية والدولية لا تسمح بانتقال اللاعبين دون سن الثامنة عشرة إلى الخارج، وهو ما يعني أن أي صفقة محتملة لضم مينيجون لن تتم قبل أواخر عام 2026، حين يبلغ اللاعب السن القانونية للانتقال. وحتى هذه اللحظة لم يتلق نادي جريميو أي عروض رسمية من الأندية الأوروبية، غير أن الاهتمام المستمر يوحي بأن الصفقة قد تتحول إلى صراع بين كبار القارة خلال الأعوام القليلة المقبلة.
مستقبل مبشر لحارس شاب
منذ انضمامه لأكاديمية جريميو في سن الرابعة عشرة، أظهر مينيجون تطورًا لافتًا جعله يفرض نفسه سريعًا ضمن فرق الناشئين، حتى أصبح الحارس الأساسي لمنتخب البرازيل تحت 17 عامًا. ويُتوقع أن يتم تصعيده في وقت قريب إلى الفريق الأول، ما يمنحه خبرة إضافية في مواجهة المنافسات القوية داخل الدوري البرازيلي.
وبالنظر إلى مسيرة العديد من اللاعبين الذين شقوا طريقهم من جريميو إلى أوروبا، فإن مستقبل الحارس الشاب يبدو واعدًا، وقد يكون مرشحًا للسير على خطى أسماء بارزة مثل أليسون بيكر حارس ليفربول الحالي، الذي يُعد قدوة لمينيجون وأحد أبرز رموز الحراسة البرازيلية في العقد الأخير.
سباق أوروبي يلوح في الأفق
مع تزايد أهمية حراس المرمى المميزين في كرة القدم الحديثة، قد يشهد مينيجون سباقًا محتدمًا بين الأندية الأوروبية الكبرى فور بلوغه السن القانونية. ليفربول قد يكون الوجهة الأكثر ترجيحًا بحكم وجود أليسون، ما يفتح المجال أمام انتقال سلس، لكن نوتينجهام فورست وأندية أخرى قد تدخل المنافسة في أي لحظة.
وبينما يواصل اللاعب تطوير مستواه في البرازيل، يظل اسمه مرشحًا لأن يكون أحد أهم الصفقات المنتظرة في سوق الانتقالات خلال السنوات القادمة، ليؤكد مرة أخرى أن أمريكا الجنوبية لا تزال الرافد الأول للمواهب التي تصنع الفارق في ملاعب أوروبا.