بين السطور
باشا السينما المصرية
الفنان سراج منير فنان له قبولا كبيرا فى ذاكرة وقلوب رواد السينما المصرية. فقد تنوعت أدواره ما بين الأرستقراطى والرومانسى والشرير، وكذلك الكوميدى، ليقدم نموذجا للفنان المثقف كما قرأت وعلمت عن مشواره الفنى لقد كان أيقونة الشاشة الفضية المصرية وهو يشير إلى الشاشات المستخدمة فى دور السينما فى أوائل القرن العشرين منذ بدايتها، وحتى أوج مجدها وكان بمثابة أيقونة الأفلام المصرية. ومن حسن حظه فقد مكنه القدر من اللحاق بالبدايات الأولى للسينما المصرية واستطاع منير أن يحفر اسمه بين عمالقة الفن فى تلك الفترة، وعرف بشخصيته كنجم مميز لجيل صنع ملامح السينما فى بداياتها، وكان أحد الفنانين فى العصر الذهبى للسينما المصرية وكان وجهًه يجمع بين الوقار والأناقة ليعمل مع العمالقة، وكان الفنان الراحل سراج منير نموذجا للفنان صاحب الحضور وقاسما مشتركا فى العديد من الأفلام السينمائية، وكان أشبه بتميمة النجاح لهذه الأعمال. وكان من يرى ويشاهد تلك الأفلام خاصة الأبيض والأسود لا يجدها تخلو من أدوار سراج منير الذى كان يقوم فى معظم أدواره بالباشا. فقد ولد الفنان المحبوب سراج منير فى منتصف يوليو ١٩٠٤ بمنطقة باب الخلق وتربى وشب عوده فى حى شبرا، وكان سراج منير فى أسرة مثقفة، حيث كان والده يعمل فى وزارة المعارف وكان محبا للقراءة بشكل كبير، فربما كانت هذه العادة قد التى ورثها سراج عن والده، حيث اكتسب ثقافة جعلته يشارك فى أى نقاش فلم يغير أسمه أو أخذ اسم شهرة كعادة معظم الفنانيين وعمل فى الفن باسمه الحقيقى وهو سراج منير عبدالوهاب وكان والده عبدالوهاب بك حسن يعمل مديرا للتعليم، وقدم قرابة 100 فيلم وقام ببطولة ١٨ منها. وكان أول من التحق بالفن فى عائلته. وهو شقيق المخرجان السينمائيان حسن وفطين عبدالوهاب، ودرس الفنان سراج منير فى المدرسة الخديوية، وكان عضوًا فى فريق التمثيل فيها، فلما أنهى الثانوية سافر لألمانيا لدراسة الطب وهناك تعرف على مخرج ألمانى أتاح له فرصة العمل بالسينما الألمانية وانشغل عن الدراسة، حيث صرفته السينما عن دراسة الطب فهجرها لدراسة السينما، إلى أن التقى بالمخرج محمد كريم فى ألمانيا ودرسا الإخراج السينمائى معاً، وبعد عام واحد انتقل إلى ميونخ، حيث حصل على شهادة فى الإخراج المسرحى، وبعد عودته إلى مصر عام 1937، عمل مترجماً فى مصلحة التجارة، ثم انضم لفرقة يوسف وهبى. ثم للفرقة الحكومية إلى أن اختاره صديقه محمد كريم لبطولة فيلمه الأول زينب فى ١٩٣٠ الصامت، وكان هذا أول أدواره فى السينما، كما عمل سراج منير بالإنتاج، وتزوج سراج منير من الفنانة ميمى شكيب فى ١٩٤٢، وتعد هذه الزيجة من أقوى الارتباطات الفنية فى الوسط الفنى آنذاك. ليستمر زواجهما حتى رحيله فى سبتمبر ١٩٥٧. تاركا إرثا وبصمات فنية عظيمة تدرس للأجيال من بعده رحم الله سراج منير باشا السينما المصرية.