فى الحومة
الحلم الغائب فى قمة قطر
اجتمع قادة العرب وقادة منظمة العالم الإسلامى فى الدوحة، لبحث تداعيات ضربة قوات الاحتلال لوفد التفاوض الفلسطينى الذى يبحث الرد على الورقة الامريكية، بشأن تبادل تسليم الأسرى وخريطة وقف الحرب، بضمانة أمريكية وتناول القادة فى خطاباتهم رؤيتهم فى تلك الحادثة وفى الموقف الراهن بكل تداعياته، وإن كان هناك تباين لدى القادة فى مواقفهم إزاء هذا الموضوع، إلا انهم اتفقوا على تضامنهم مع دولة قطر تضامنا غير محدود، كما انهم اشاروا إلى أن ما ارتكب من فعل ضرب فريق التفاوض داخل الدوحة فعل إجرامى غير مسبوق، وتعدٍّ على سيادة دولة عضو فى الامم المتحدة وراعية للتفاوض، ويشكل خرقا للقانون الدولى ويمثل اعتداء سافرًا على دولة عضو فى جامعة الدول العربية وعضو فى منظمة العالم الإسلامى، ونوه القادة إلى أن هذا الفعل هو استمرار لجريمة التهجير القسرى والابادة الجماعية لأهل غزة، وطالب الجميع المجتمع الدولى والامم المتحدة بأن تتحمل مسئوليتها لوقف تلك الحرب، ووقف الاستيطان، وطلبوا من محكمة العدل الدولية تعقب مرتكبى جرائم الحرب من قادة الكيان الغاصب، وطالبوا بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، كما أشار الكثير من القادة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات وآليات لعقاب دولة الكيان الغاصب، وأن التنديد والشجب والإدانة لم تعد تجدى فى مثل تلك المواقف، وكان هذا الاتجاه الغالب فى كلمات القادة وتطرق البعض إلى ضرورة التعاون الاقتصادى والعسكرى بين دول المنظمة والجامعة واستثمار قدرات التصنيع العسكرى والتفوق التقنى لبعض الدول ووضعها فى خدمة الجميع، واشار البعض إلى ضرورة إلغاء التطبيع وتفعيل المقاطعة الاقتصادية والسياسية لدولة الكيان الغاصب إلى أن تتوقف الة الدمار والابادة الجماعية والتهجير القسرى التى تمارس ضد أهل غزة، وفى الحقيقة أن كلمات القادة فى قمة قطر لم تكن لينة وبسيطة بل كانت عنيفة وفى مستوى الحدث، وإن لم تكن فى حجم تطلعات الشعوب العربية إلا انها كسرت حواجز كثيرة وتبين للجميع أن المصير مشترك والتحديات صعبة والمخاطر شديدة، وليس هناك أحد بمنأى عن تلك المخاطر واننا كلنا فى الهم عرب، ومن واقع الكلمات فإن هناك ادراكا بضرورة الاتحاد والعمل المشترك والتعاون الجاد المثمر والشراكة الاستراتيجية والمواقف الموحدة والخطاب الواحد، تحت مظلة الجامعة العربية ومنظمة العمل الإسلامى فيمكن القول إن بيان قمة قطر يمكن البناء عليه واعتباره خارطة طريق يتبلور من خلاله أسس لعمل عربى واسلامى مشترك وبآليات فاعلة حيث تبين للجميع أولا المصير المشترك، ثانيا أن دولة الاحتلال الغاصب تمارس كافة صنوف الابادة والتهجير مع الشعب الفلسطينى الأعزل لتصفية القضية الفلسطينية التى هى قضية العرب والمسلمين، بل تمارس الهيمنة والغطرسة والنفوذ والتعدى على سيادة دول الشرق الأوسط جميعا وتسعى لتكوين دولة الكيان الكبرى من النيل إلى الفرات، وجنوبا حتى المدينة المنورة وهو حلم يراود كل قادة دولة الاحتلال ومساعدة غير محدودة من امريكا لتنفيذ ذلك المخطط، ومن هنا فإن العدو الرئيس لكافة البلاد العربية والإسلامية هو دولة الكيان الغاصب وهذا ما عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته بالعدو، وهذا ليس خطابا عارضا فهو أمر راسخ فى العقيدة العسكرية المصرية فالعدو الاستراتيجى هو دولة الكيان الغاصب، ثالثا هل الدول العربية والإسلامية تملك قدرات تستطيع توظيفها لخدمة هذا المشروع الوحدوى وتلك الاستراتيجية الوجودية، لاشك أن هناك قدرات هائلة تتمثل فى أن العرب أكبر منتج للطاقة فى العالم وموقع فريد يمثل رابط وقناة اتصال للعالم اجمع وباكستان تمتلك القنبلة النووية وايران على الاعتاب وقوة بشرية اثنان مليار نسمة، ويبقى الحلم الغائب فى تلك القمة هو مطلب الرئيس السيسى منذ ٢٠١٥ بضرورة انشاء قوات للدفاع العربى مشترك للذود عن أى اعتداء على اى دولة عربية وحان الوقت لتحقيق تلك الأحلام.