بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

قطوف

"غواية"

بوابة الوفد الإلكترونية

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.

"سمية عبدالمنعم"

 



عند بئر وفي وسط الصحراء، تركنا حراس زعيمنا، وقد فكوا وثاقي وأخي (رافاث)، قال كبيرهم قبل أن تلتهمه الرمال: عليكما أن تعودا بإنجاز كبير وإلا ستظلان محبوسين هنا ولن تعودا يا (يافاث).
انطلقنا وعلى حافة الصحراء، لمحت أعيننا الحمراء بلدة صغيرة تملؤها الأضواء، خاف أخي منها في أول الأمر، حسبها شهبا كالتي في السماء، كتلك التي نالت من والدنا (شمياط) ولكنني طمأنته، علينا يا أخي أن ننجح في أولى مهامنا ونمنح هديتنا الأولى لمستحقيها من بني آدم.

الحمد لله.. أخيرا.. تمكنت من اجتياز أول مساق في البرمجة.. قاطع فرحتي تلك رنة رقيقة من غاليتي..
- حبيبتي، كيف حالك؟
- الاجتماع سوف يبدأ بعد ساعة يا محمود، بمجرد انتهائه سآتي في قطار الساعة السادسة.
- حسنا عزيزتي أنتظرك بحب.

كانت الساعة الثالثة والنصف عصرا، ألتحم شيطاني بحرارة الصيف فأنتج لهيبا حارقا في جسدي، جعل من اختراق حسابات حبيبتي أول التطبيقات العملية لما درسته. أنبني ضميري في البداية، ولكنني سجنته خلف قضبان الفضول، أعترف أنه كان على حق، فلقد خرجت بما لم يسرني، كانت تواعد ثلاثة غيري، تتكلم بلطافة قطة مع أولهم على عكس ما تفعله معي، والثاني فهي تتسيده، وبدا أنه راض بعبوديته تلك، والثالث كان كاره لمربي الطيور وحابسيها، كان يمنحها الحرية المطلقة.

الساعة الآن الخامسة والربع، وقت مناسب لأرسل رسالة من حسابها للسادة المشاركين في قطعة الكعكة البيضاء.. دعوة للمقابلة في محطة القطار الساعة السادسة إلا الربع.. نفس محتوى الرسالة للثلاثة..

حان الوقت، كنت قد وصلت للمحطة قبلهم، لأراقب سير الخطة من زاوية مميزة، بالفعل حضر الثلاثة قبل الموعد، لبوا النداء كنفير جنود للذود عن وطنهم الأوحد، يا للعنة الحب!
دخل الثلاثة في حللهم الأنيقة وعطورهم النفاذة استراحة بالمحطة.. فكنت رابعهم.. تعرفت عليهم، وبحنكة.. حتى وصلنا لمرحلة سبب قدوم كل منهم.. كادت الخطة يصيبها الفشل، إلا أنني رأيت ذلك اللعين يرمقني بغمزة تعني: الأمور تحت السيطرة، وبالفعل، كنت أود شكر الحبيب الساذج العابد الثرثار ذاك.. حين أخرج هاتفه يميله لي وللأول والثالث متفاخرا بجمال حبيبته البضة أمامنا.. فنشب حريق في قلوب المغرمين الثلاثة وسالت أودية من دماء الغزل على رصيف المحطة، شعرت بيدي كأنها وضعت في رمال ساخنة، خيل إليّ أن هناك من يسحبني من يدي من وسط هذا الجمع المتجمع.. وصدى صوت ضاحك يردد: هدية منا لأول مستحقين لها من بني آدم المطرود!