الولادات القيصرية غير المبررة ومضاعفاتها تُكبّد الدولة 120 مليار جنيه سنويًا

في خطوة لفتح ملف من أخطر الملفات الصحية والسكانية في مصر، أكدت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان لشؤون السكان وتنمية الأسرة والمشرفة على المجلس القومي للسكان، أن مضاعفات الولادة القيصرية غير المبررة طبيًا ومضاعفاتها تكلّف الدولة نحو 120 مليار جنيه سنويًا، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة باتت تشكل عبئًا صحيًا واقتصاديًا متزايدًا.
جاء ذلك خلال ورشة العمل المشتركة التي نظمتها وزارة الصحة والسكان بالتعاون مع المجلس القومي للسكان وصندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، بحضور الدكتور حسام عبدالغفار، مساعد وزير الصحة للتطوير المؤسسي والمتحدث الرسمي للوزارة، والسيد چيرمان حداد، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وكشفت الألفي أن أعلى ست محافظات في نسب الولادة القيصرية هي بورسعيد بنسبة 91.4%، تليها كفر الشيخ بنسبة 88.4%، ثم الغربية 88%، بالإضافة إلى الدقهلية، المنيا، والإسكندرية، مؤكدة أن الأرقام تعكس الحاجة العاجلة إلى تدخلات توعوية وتشريعية.
وأضافت أن نتائج المسح السكاني لعام 2025 ستصدر قريبًا بعد استكمال ترتيبات المستشفيات، على أن تبدأ مرحلة تجريبية مهمة في النصف الثاني من عام 2026 لقياس مؤشرات الولادة القيصرية وتداعياتها، وذلك استنادًا إلى أحدث الدراسات المحلية والعالمية التي تربط بين الزيادة المفرطة في القيصريات وبين ارتفاع معدلات المضاعفات الصحية للأم والطفل.
وفي سياق متصل، أشارت الألفي إلى أن ملف التغذية المدرسية يحظى بأولوية قصوى بالتعاون مع وزارات التعليم والتضامن والزراعة، موضحة أن علاج الأنيميا وحده يكلف الدولة نحو مليار دولار سنويًا، في حين أن الاستثمار في الوقاية عبر تحسين التغذية يوفر عائدًا اقتصاديًا ضخمًا؛ فكل دولار يُنفق على منع سوء التغذية يوفر على الدولة ما يقارب 30 دولارًا من تكاليف العلاج والخسائر الاقتصادية.
وأضافت الألفي أن المرحلة المقبلة ستشهد برامج توعية مكثفة وخططًا عملية لخفض معدلات الولادة القيصرية وتعزيز برامج التغذية المدرسية، باعتبارها استثمارًا في صحة الأجيال القادمة وضمانًا لخفض الهدر المالي الهائل في القطاع الصحي.
تجدر الاشارة الى ان هذه التصريحات تتسق مع أحدث ما صدر عن منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي من تحذيرات حول خطورة الولادات القيصرية غير المبررة، حيث أشارت الأبحاث العالمية الأخيرة إلى أن المعدلات المثلى للولادة القيصرية يجب ألا تتجاوز 10–15% من إجمالي الولادات، بينما تشهد مصر نسبًا تفوق أربعة أضعاف المعدل العالمي.