هل تحل هايبرماكس محل كارفور في مصر كما حدث بالخليج؟

في الوقت الذي يشهد فيه قطاع التجزئة في المنطقة سلسلة تغييرات لافتة، يظل مصير كارفور في مصر محط اهتمام واسع، خصوصًا بعد سلسلة انسحابات من أسواق خليجية مثل الكويت والبحرين وعُمان.
غير أن المشهد المصري يبدو مختلفًا تمامًا، مدعومًا بتاريخ طويل من الشراكة بين مجموعة ماجد الفطيم الإماراتية وكارفور الفرنسية، واستثمارات ضخمة مستمرة حتى اليوم.
بدأت قصة كارفور في الشرق الأوسط عام 1995، حين جلبت ماجد الفطيم نموذج الهايبرماركت لأول مرة إلى المنطق، ومنذ ذلك الحين، توسعت الشبكة لتضم عشرات المتاجر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى.
لكن نقطة التحول الحقيقية جاءت في مايو 2013، حين أعلنت ماجد الفطيم عن شراء الحصة المتبقية البالغة 25% من أسهم شركة ماجد الفطيم هايبر ماركت التي كانت تمتلكها مجموعة كارفور الفرنسية، في صفقة بلغت قيمتها 530 مليون يورو (نحو 2.52 مليار درهم إماراتي)، وبذلك رفعت ماجد الفطيم ملكيتها إلى 100%، مع تمديد اتفاقية حق الامتياز حتى عام 2025 وتوسيع نطاقها ليشمل دولًا جديدة وفئات أخرى من متاجر كارفور.
ماذا يعني ذلك لمصر اليوم؟
بحلول 2025، ومع اقتراب انتهاء عقد الامتياز، يطرح السؤال نفسه: هل يستمر كارفور في مصر أم يشهد إعادة تموضع مشابه لما حدث في دول خليجية أخرى؟
الإجابة تبدو واضحة حتى الآن: كارفور باقٍ في مصر، فالبيانات الرسمية تشير إلى أن السوق المصرية لا يزال أحد أهم أسواق التجزئة لماجد الفطيم، ليس فقط لحجمه الكبير، بل أيضًا بسبب قاعدة المستهلكين الضخمة التي تضمن استقرار المبيعات ونموها.
الشركة أعلنت مؤخرًا عن ضخ استثمارات جديدة بقيمة 1.9 مليار جنيه خلال عام 2025، في خطوة تؤكد التزامها بتوسيع أنشطة كارفور محليًا وتطوير متاجره، هذا التوجه يعكس قناعة راسخة بأن مصر تظل سوقًا استراتيجية لا غنى عنها في خريطة التوسع الإقليمي للمجموعة.
انسحابات إقليمية.. واستراتيجية بديلة
اللافت أن قرار الانسحاب من بعض الدول صاحبه إطلاق علامة تجارية بديلة هي هايبرماكس، التي بدأت تنتشر في أسواق مثل الكويت والبحرين، ويرى محللون أن هذه الخطوة تمثل "حيلة استراتيجية" من ماجد الفطيم لإعادة التموضع والتكيف مع طبيعة كل سوق على حدة.
لكن في مصر، حيث يتمتع كارفور بانتشار واسع وثقة كبيرة من المستهلكين، لا يبدو أن هناك نية للتخلي عن العلامة الفرنسية في المدى القريب، على العكس، كل المؤشرات تؤكد استمرارها وربما توسعها، مع احتمال أن يشهد المستقبل تعاونًا أكبر بين كارفور وهايبرماكس داخل السوق المصرية.
مع اقتراب موعد انتهاء عقد الامتياز، سيكون على ماجد الفطيم وكارفور الفرنسية إعادة تقييم شراكتهما، إما عبر تجديد الاتفاق وتمديده لفترة جديدة، أو عبر توسيع نطاق العلامات البديلة التي أطلقتها المجموعة، وفي كلتا الحالتين، تبدو مصر في مأمن من أي انسحاب مفاجئ، نظرًا للاستثمارات الكبيرة التي تم ضخها والبنية التحتية الضخمة التي أنشأتها المجموعة داخل البلاد.
بين الانسحابات في الخليج والتوسع في مصر، يظهر بوضوح أن كارفور في مصر باقٍ ويمثل ركيزة استراتيجية ضمن خطط ماجد الفطيم، وإذا كان عام 2025 يفتح الباب أمام إعادة صياغة العلاقة بين الطرفين، فإن السوق المصرية تظل في قلب هذه الاستراتيجية، بما يضمن استمرار العلامة وتطورها لمواكبة احتياجات المستهلك المحلي.