بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

إسلام خالد لـ «الوفد»: موت والدى أصعب لحظاتى فى «الوكيل»

بوابة الوفد الإلكترونية


شهر كامل من التحضير مع المخرج محمود زهران لتجسيد الشخصية
استلهمت ملامح «منتصر» من قصص المنافقين وآيات القرآن الكريم
أحمد زكى وعادل إمام قدوتى وحلمى أن أترك بصمة مثلهما


وسط زخم الأعمال الدرامية التى تُعرض على الشاشات، نجح الفنان الشاب إسلام خالد فى أن يفرض اسمه بقوة عبر شخصية «منتصر» فى حكاية الوكيل ضمن مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو»، لم يكن الدور مجرد أداءً عابرا، بل تجربة إنسانية عميقة غاصت فى وجدانه، بين التحضير الدقيق، والمشاهد الصعبة التى هزت مشاعره، والتفاعل الكبير عبر مواقع التواصل، وجد إسلام نفسه أمام منعطف جديد يؤكد أن «منتصر» كان بداية حلم طويل.
كشف إسلام خالد خلال تصريحاته لـ «الوفد» عن كواليس تحضيره لشخصية «منتصر»، قائلًا إنه استغرق ما يقرب من شهر كامل فى مرحلة الإعداد للدور، البداية كانت مع جلسة مطولة جمعته بالمخرج محمود زهران، حيث ناقشا تفاصيل الشخصية بدقة، وحددا الأبعاد النفسية والسلوكية لها، إلى جانب الرؤية الإخراجية التى أراد زهران أن تظهر بها على الشاشة.
وأضاف: «منذ اللحظة الأولى شعرت أن الدور مختلف، ومع كل نقاش مع المخرج، كانت تتضح لى ملامح جديدة لشخصية منتصر، فبدأت أتعامل معها وكأنها جزء من حياتى اليومية».
ومع دخول مرحلة البروفات، ازدادت حماسته للتجسيد، خاصة بعد أن أُضيفت بعض التطورات والاقتراحات التى جعلت الدور أكثر إثارة وتحديًا، ويصف تلك المرحلة بأنها كانت «نقطة انطلاق حقيقية»، حيث شعر أن شخصيته بدأت تتشكل داخله قبل أن يطل بها أمام الكاميرا.
من بين جميع المشاهد التى قدمها فى الوكيل، يصف إسلام خالد مشهدين بأنهما الأصعب والأكثر تأثيرًا فى رحلته مع الشخصية.. الأول مشهد المواجهة الحادة مع والده، والثانى مشهد الموت، قائلًا: «هذان المشهدان أدخلانى فى حالة نفسية صعبة جدًا، حتى بعد انتهاء التصوير كنت أشعر أننى لم أخرج تمامًا من شخصية منتصر».
وتابع إسلام خالد: «كثير من الفنانين يتحدثون عن فكرة التوحد مع الشخصية، لكننى فى منتصر شعرت أن الشخصية هى التى اقتحمت داخلى، تركت أثرًا نفسيًا وإنسانيًا كبيرًا، وربما غيّرتنى من الداخل».
وعن أسلوبه فى تكوين ملامح شخصية «منتصر»، أكد إسلام خالد أنه تعمد الابتعاد عن البحث فى نماذج واقعية مشابهة، حتى لا يتأثر بشكل مباشر أو يكرر صورة نمطية، وبدلًا من ذلك، ابتكر تصورًا خياليًا خاصًا به، لكنه فى الوقت نفسه استلهم بعض الجوانب من نصوص دينية.
يوضح قائلًا: «استعنت بآيات من القرآن الكريم، خاصة تلك التى تتحدث عن المنافقين، كما توقفت كثيرًا عند قصة موسى السامرى، حاولت أن أتخيل طريقة تفكير هؤلاء، وأن أستلهمها فى بناء شخصية منتصر، بحيث أقدمها بعمق وصدق بعيدًا عن التقليد»، مضيفًا أن هذا الدمج بين الخيال والتأمل فى النصوص الروحية منحه بُعدًا إضافيًا فى الأداء.
من أبرز المواقف التى تركت أثرًا فى نفسه، إشادة الفنان مراد مكرم بأدائه، وتشبيهه بالراحل أحمد زكى، إسلام خالد عبر عن سعادته الكبيرة بهذا التشبيه، لكنه فى الوقت نفسه أشار إلى أنه حمله مسئولية مضاعفة، معلقا: «أحمد زكى بالنسبة لى أيقونة، وكذلك عادل إمام، هما قدوتى وأتمنى أن أترك بصمة خاصة بى مثلما فعلا، التشبيه أسعدنى لكنه جعلنى أكثر حرصًا وخوفًا فى اختياراتى المقبلة، حتى لا أخيب ظن من آمنوا بموهبتي».
لم يكن النجاح الذى حققه إسلام خالد داخل كواليس العمل فقط، بل انعكس على ردود أفعال الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعى، فقد تصدرت شخصية «منتصر» قائمة الترند، وتفاعل معها آلاف المتابعين الذين وصفوا أدائه بالقوى والمؤثر، وأشادوا بقدرته على توصيل مشاعر متناقضة جمعت بين الألم والقسوة فى آن واحد، ويعلق على هذا التفاعل قائلًا: «الجمهور هو الحكم الحقيقى، عندما شعرت أن الناس تعاطفوا مع منتصر رغم قسوته، علمت أننى وصلت إليهم بصدق، هذه أكبر جائزة يمكن أن أحصل عليها».
وبعيدًا عن نجاح الوكيل، كشف الفنان الشاب لـ «الوفد» أنه يواصل حاليًا تصوير مشاهده فى مسلسل جديد يحمل اسم «ميد ترم»، مؤكدًا أنه يقدم فيه شخصية مختلفة تمامًا عن أدواره السابقة.
وأوضح مازحًا: «أتمنى الشخصية الجديدة متطلعش شرير أوى مع الناس»، فى إشارة إلى اختلاف الملامح الدرامية للدور الجديد، الذى يسعى من خلاله إلى إثبات قدرته على التنوع والتجدد.
حكاية الوكيل لم تكن نجاحًا فرديًا لإسلام خالد فقط، بل شارك فيها نخبة من الفنانين، من بينهم: مراد مكرم، أحمد فهيم، محسن محيى الدين، محمد طعيمة، بسنت النبراوى، إلى جانب آخرين، العمل من تأليف محمد الدسوقى رشدى، وإخراج محمود زهران، وجاء كجزء من مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو».