هَذَا رَأْيِى
المتغطى بأمريكا عريان
كشفت الأحداث الأخيرة ومنها ضرب قطر أن أمريكا تبتز الضعفاء ولا تحمى أحدًا سوى مصالحها والكيان المحتل وأن المتغطى بأمريكا عريان..
الضربتان التى استهدفتا قطر، أفقدت ثقة الحلفاء فى الحماية الأمريكية ولم يعد هناك من يثق فى الالتزامات الأمريكية كما فى السابق.. واشنطن لم تعد الطرف القادر على ضمان الأمن لحلفائها أو حتى الدفاع عن مصالحها بعد أن أصبح ترامب والبيت الأبيض رهينة فى يد مجرم الحرب نتنياهو وحكومته المتطرفة فى الكيان المحتل.
خروج أمريكا من الشرق الأوسط أصبح ضرورة بعد أن ضحت أمريكا بمصالحلها وكشفت عن مخططها مع الكيان المحتل فى تهجير الفلسطينيين والوقوف أمام العالم فى حل القضية الفلسطينية على اساس الشرعية الدولية والقرارات الأممية وعلى أساس حل الدولتين.
ما ورد فى كلمة وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى واعترافه بأن منظومة الدفاع الجوى القطرية «باتريوت»، وهى منظومة أمريكية متطورة، لم تتمكن من رصد الصواريخ الإسـرائيلية أثناء الهجوم. تصريحات تفتح الباب أمام تساؤلات مهمة تتجاوز قطر وحدها وتمس مجمل منظومات الدفاع الجوى الخليجية والعربية المصنوعة أمريكيًا.
عجز منظومات الدفاع الجوى فى الدول التى عبرت الطائرات الحربية الإسرائيلية أجواءها والتى طارت لمسافة تزيد على 2000 كيلو متر ولمدة ليست بالقليلة يشير إلى عجز هذه المنظومات الأمريكية أو تواطئها عن الرصد والتعامل معها.. والسؤال: هل النظام الموضوع لهذه الوسائل الدفاعية مبرمجًا من المصنع الأمريكى بشكل يحد من قدراته أمام أهداف محددة؟ أم أن هذه الأنظمة تكون مزوّدة بآليات تحكم عن بُعد، تمكّن الجهة المصنّعة من تعطيلها فى ظروف معينة أو تجاه أهداف بعينها.
حسب تحليلات المختصين فإن أسطورة التفوق الإسرائيلى ترجع إلى ضعف الخصوم، وأن إسرائيل توسع مدى ضرباتها الجوية فى أكثر من جبهة بسبب «الفراغ الدفاعى العربى»، وليس بسبب تفوق نوعى ساحق لإسرائيل.
مطلوب من العربية والإسلامية خاصة دول الخليج العربى أن تعيد حساباتها قبل وقوع الكارثة، حال اندلاع حرب فى المنطقة بين إسرائيل والعرب، وعلى العرب خاصة الأخوة فى الخليج أن يلتقطوا الرسالة مما حدث فى المواجهة بين إسرائيل وإيران ولا يكررون أخطاءهم التاريخية المتمثلة فى «الحماية الأمريكية». أمريكا تبتز الضعفاء ولا تحميهم.
على العرب خاصة الإخوة فى الخليج البحث وبسرعة عن البديل وهو موجود ويتمثل فى الصين وروسيا بديلًا عن أمريكا والغرب..التهديدات أو المبررات لاستضافة قوات أجنبية والاعتماد على أمريكا كلها قد زالت واندثرت.. المنطقة بحاجة إلى قوة حقيقية قادرة على حمايتها من مشروع التقسيم الذى تخطط له وتعمل على تنفيذه إسرائيل.. المنطقة بحاجة إلى قوة إقليمية مشتركة، عن طريق جيوش المنطقة معًا، لتشكل دفاعًا ذاتيًا بدون وصاية أمريكية أو قواعد أجنبية.
المنطقة تستطيع أن تحمى نفسها وتبحث عن البديل لتنهى المشروع الصهيونى والتى تنفيذه أمريكا وإسرائيلى للمنطقة وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى وإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط، لكن متى تتحرك القيادات لفرض هذا القرار المصيري؟ الله أعلم.
[email protected]