آبل تكشف عن AirPods Pro 3 بتقنية تحدث ثورة في تجربة الاستماع

لم تكتفِ شركة آبل في حدثها الأخير بالكشف عن سلسلة هواتف iPhone الجديدة وساعات Apple Watch، بل خطفت الأنظار أيضًا بإعلانها عن الجيل الثالث من سماعاتها اللاسلكية AirPods Pro 3، الذي يأتي بعد ثلاث سنوات كاملة من إصدار الجيل الثاني.
ويُعد هذا الإصدار من أبرز تحديثات الشركة في مجال الأجهزة الصوتية، إذ جرى تزويده بتقنيات صحية وميزات متقدمة تهدف إلى تغيير تجربة المستخدم بشكل ملحوظ.
السماعات الجديدة تأتي مزودة ببرامج تشغيل صوت مطورة بالكامل، ما يمنح المستخدمين جودة صوت أعلى وأكثر وضوحًا مقارنة بالأجيال السابقة، وتؤكد آبل أن ميزة إلغاء الضوضاء النشطة (ANC) أصبحت الأفضل في السوق، حيث توفر عزلًا صوتيًا أكثر فاعلية حتى في البيئات المزدحمة مثل المواصلات العامة أو الصالات الرياضية.
كما تدعم السماعات خاصية الصوت المكاني (Spatial Audio)، التي تمنح المستمعين تجربة صوتية ثلاثية الأبعاد أكثر انغماسًا.
واحدة من الإضافات التي تُميز AirPods Pro 3 عن منافسيها هي المستشعر الصحي لقياس معدل ضربات القلب، وهي خطوة تعكس رؤية آبل في دمج الصحة بالتقنية، هذه الميزة موجهة خصوصًا للرياضيين أو لمتابعي نشاطهم البدني، إذ يمكنهم مراقبة مؤشراتهم الحيوية بشكل لحظي من خلال سماعات الأذن فقط، دون الحاجة إلى أجهزة إضافية.
على صعيد الأداء، قدمت آبل تحسينًا ملحوظًا في عمر البطارية، إذ توفر السماعات ثماني ساعات من التشغيل المتواصل عند تفعيل ميزة إلغاء الضوضاء، بينما يمكن أن تمتد المدة إلى عشر ساعات عند الاعتماد على وضع الشفافية فقط. وتُعتبر هذه المدة من بين الأطول في فئة السماعات اللاسلكية الصغيرة، ما يمنح المستخدمين مرونة أكبر في التنقل والاستخدام اليومي.
ولم تغفل الشركة جانب الاتصال والتواصل بين اللغات، حيث أضافت ميزة الترجمة الفورية التي طالما عُرفت بها سماعات Pixel Buds من جوجل. وتتيح الخاصية الجديدة لمستخدمي AirPods Pro 3 الترجمة المباشرة أثناء المحادثات، مع دعم خمس لغات رئيسية عند الإطلاق: الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، البرتغالية، والإسبانية، على أن تُضاف لغات أخرى بحلول نهاية العام. المثير أن هذه الميزة لن تقتصر على AirPods Pro 3 فقط، بل ستصل أيضًا إلى طرازات AirPods 4 وAirPods Pro 2.
من الناحية الشكلية، حافظت آبل على تصميم مألوف قريب من الأجيال السابقة، لكن مع بعض التحسينات الطفيفة. فقد أصبحت السماعات أصغر حجمًا لتناسب شريحة أوسع من المستخدمين، حيث أجرت الشركة دراسة على أكثر من 10 آلاف أذن بشرية لضمان أفضل ملاءمة ممكنة. هذه الخطوة تعكس حرص آبل على الجمع بين الراحة والمتانة، خصوصًا لمستخدميها في الجلسات الطويلة سواء للعمل أو الاستماع للموسيقى.
إجمالًا، يبدو أن آبل تراهن على AirPods Pro 3 ليس فقط كأداة للاستماع إلى الموسيقى، بل كجهاز تقني متكامل يجمع بين الصوت عالي الجودة، الراحة في الاستخدام، الترجمة الذكية، والمزايا الصحية، وبينما يتجه السوق نحو دمج التكنولوجيا بالصحة والذكاء الاصطناعي، تثبت آبل أنها ما زالت قادرة على قيادة الابتكار في هذا المجال، الأمر الذي قد يعزز من مكانة AirPods Pro 3 كواحدة من أبرز سماعات الأذن اللاسلكية في 2025.