ناقوس الخطر فى مستشفى ٦ أكتوبر

ما حدث فى مستشفى ٦ أكتوبر كان متوقعًا، وإصابة أربعة من مرضى المياه البيضاء بالعمى جاء بمثابة ناقوس خطر للتنبيه إلى أن هناك أزمة كبيرة لابد من تداركها وأن إقالة مدير المستشفى وانتهاء التعاقد مع أطباء العيون الذين أجروا العمليات لتهدئة الرأى العام لن يحل المشكلة.
فقد نبهنا معالى نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان أكثر من مرة فى مقالات سابقة إلى ضرورة وجود أكثر من مستشفى فى محافظة الجيزة لتخفيف الضغط على هذا المستشفى، منها مقال بعنوان» مستشفى واحد لايكفى»، وآخر بعنوان «مستشفى ٦ اكتوبر كمان وكمان».
وأكدنا خلال هذه المقالات إلى أن المستشفى يتحمل عبئا ثقيلا، وقلت إنه من الطبيعى أن يكون هناك بعض السلبيات نتيجة الضغط المتزايد على المستشفى وخاصة على أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية والعمليات باعتبار أن مستشفى ٦ أكتوبر هو الوحيد المتكامل للتأمين الصحى بمحافظة الجيزة، وان جميع العيادات الشاملة بالمحافظة تحيل إليها العمليات.
واكدت أيضا فى مقالات سابقة على أن مرضى الجيزة يحتاجون إلى أكثر من مستشفى أسوة بمحافظة القاهرة الذى يوجد به اربعة مستشفيات كبرى هى مدينة نصر وصيدناوى والمقطم والنصر بحلوان.
وهذا ما جعل مستشفى ٦ أكتوبر بالدقى وحده يتحمل عبء تقديم الخدمات العلاجية لحوالى ٥ ملايين منتفع بالتأمين الصحى بالجيزة.
بمختلف التخصصات الطبية العامة والدقيقة المتخصصة مثل جراحات القلب والصدر، والعيون وجراحة العظام والمخ والاعصاب وجراحة الاورام والمسالك البولية.
ولذلك أعود مرة أخرى للتأكيد على أن إقالة مدير المستشفى وانهاء التعاقد مع أطباء العيون ووقف الدكتور أحمد عطا رئيس الإدارة المركزية للخدمات الطبية بالهيئة عن العمل، وإحالته للتحقيق لن يحل الأزمة.
فتحقيقات اللجنة الفنية المتخصصة التى شكلها الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة كشفت عن وجود تقصير جسيم فى تطبيق بروتوكولات مكافحة العدوى، بالإضافة إلى خلل فى منظومة تعقيم الأدوات الجراحية داخل غرف العمليات.
أنا هنا لا أدافع عن تقصير أو إهمال أشخاص بعينهم فهناك جهات تحقيق تتولى هذه المهمة..
ولكن أطالب بتحديث أجهزة قسم الرمد وخاصة الجهاز المستخدم فى عمليات المياه البيضاء التى تمثل حوالى ٨٠% من عمليات العيون بالمستشفى وهو جهاز قديم منذ عام ٢٠٠١ أى مر عليه ٢٥ عاما وهناك أجهزة أحدث منه بكثير.
أطالب أيضًا بمراجعة شاملة لجميع الأجهزة المستخدمة فى العمليات فى باقى الاقسام والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة وتوفير الإمكانات اللازمة لذلك حتى لا نستيقظ فجأة على كارثة أخرى.