بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أزمة المياه تربك حياة المواطنين بالمحافظات وتضع الزراعة في خطر

أزمة المياه
أزمة المياه

أزمة المياه أصبحت حديث القرى والمراكز في محافظات مصر المختلفة ومازالت مستمرة بعدما تحولت من مشكلة موسمية إلى معاناة يومية يعيشها المواطنون في الريف والمدينة على حد سواء فالفلاحون يشتكون من تراجع المحاصيل بينما تعجز الأسر عن الحصول على مياه نظيفة تكفي احتياجاتها الأساسية

وقد شكا الأهالي من نقص الإمدادات وتراجع جودة المياه خاصة في القرى الزراعية التي تعتمد بشكل أساسي على الترع والمصارف لري المحاصيل

الفيوم.. عطش الأراضي وهجرة الفلاحين

في مركز طامية بمحافظة الفيوم أكد محمود حسن فلاح من قرية قلة أن محصول القمح هذا العام في طريقه للفشل بسبب ندرة المياه في الترع قائلاً إن الأرض عطشى والفلاح عاجز عن سقايتها وأضاف أن بعض المزارعين فكروا في ترك الزراعة والبحث عن عمل آخر

أما أحمد عبدالعاطي سائق من قرية كومسة فأوضح أن المشكلة وصلت إلى حياة الناس اليومية إذ يضطر الأهالي لشراء المياه من صهاريج تجوب القرى بأسعار باهظة بينما يعجز البسطاء عن توفيرها

الدقهلية.. أزمة شرب وري

في قرية المنزلة التابعة لمركز ميت غمر قالت فاطمة محمد ربة منزل إن المياه تنقطع ساعات طويلة وتعود بضغط ضعيف مما يجبرها على تخزين المياه في جِرار وأوانٍ قديمة لتلبية احتياجات أسرتها مؤكدة أن الصيف هذا العام أصبح أكثر قسوة مع هذه الأزمة

وفي قرية المطرية تحدث سامي عبدالسلام نجار عن تأثير الأزمة على زراعة الأرز الذي تشتهر به القرية حيث لجأ بعض الفلاحين لحفر آبار سطحية لا تضمن سلامة المياه قائلاً إن الأهالي يعلمون بخطورة هذه الخطوة لكنهم مضطرون لإنقاذ محاصيلهم

من جهته أضاف محمد بدوي موظف من ميت غمر أن مياه الشرب نفسها باتت مشوبة بطعم غريب أحياناً نتيجة اختلاطها بالصرف مؤكداً أن أبناءه يعانون من مشكلات صحية متكررة بسبب تلوث المياه

البحيرة.. محاصيل منهارة وأسعار مرتفعة

في مركز دمنهور أوضح حسن عبدالمجيد فلاح من قرية كفر الدوار أن محصول الذرة تراجع بشكل غير مسبوق مضيفاً أن الفلاح أصبح بين نارين إما أن يدفع تكاليف مضاعفة لشراء مياه من خارج القرية أو يخسر محصوله بالكامل.

 

وأشار مصطفى إبراهيم بائع خضار من نفس القرية إلى أن قلة المعروض من الخضروات رفعت الأسعار في الأسواق بشكل واضح وقال إن المواطن محدود الدخل لم يعد قادراً على شراء ما يكفيه من خضار يومي

وفي قرية الدلنجات المجاورة ذكرت منى عبدالحكيم معلمة أن المدارس تعاني من انقطاع المياه مما يربك العملية التعليمية وأشارت إلى أن التلاميذ أحياناً يضطرون لمغادرة الفصول مبكراً بسبب غياب المياه في دورات المياه

أهالي المحافظات الثلاث أجمعوا على أن أزمة المياه تهدد حياتهم اليومية وأمنهم الغذائي وطالبوا المسؤولين بسرعة التدخل لإصلاح شبكات الري ومواجهة التلوث وتوفير بدائل آمنة للفلاحين حتى لا يخسروا أرزاقهم

القرى الأخرى.. معاناة متشابهة

في محافظة الشرقية وبالتحديد مركز بلبيس قال عبدالنبي السيد حداد إن الأزمة طالت حتى ورشته إذ يحتاج لاستخدام المياه بشكل دائم لكنه صار يجلب جراكن المياه من قرى مجاورة وأضاف أن المعيشة باتت أكثر صعوبة مع غلاء الأسعار

وفي سوهاج بمركز المنشاة أكد عادل عبدالعال فلاح من قرية روافع العيساوية أن محصول القصب لم يعد كما كان فالمياه لم تصل في مواعيدها والأرض جفت على غير العادة وقال إن الأهالي يطالبون الحكومة بسرعة التدخل قبل ضياع الموسم

أما في أسيوط وتحديداً مركز منفلوط فقد أوضح ربيع عبدالحافظ مدرس أن مياه الشرب تصل أحياناً ملوثة بالصدأ أو الطمي مشيراً إلى أن الأهالي يضطرون لغلي المياه قبل شربها وهو أمر مرهق يومياً


مطالب الأهالي وحلول مقترحة

المواطنون في المحافظات المتضررة أجمعوا على أن أزمة المياه لا تحتمل التأجيل وطالبوا بإصلاح شبكات الري المتهالكة وتوسيع مشروعات الصرف الصحي وإدخال نظم ري حديثة في القرى الزراعية كما دعوا لتشديد الرقابة على التلوث الناتج عن المصانع والمبيدات.

ويرى الأهالي أن استمرار الأزمة بهذا الشكل قد يدفع كثيرين إلى ترك أراضيهم والهجرة إلى المدن وهو ما يهدد مستقبل الريف المصري والزراعة التي تمثل مصدر الغذاء الرئيسي للبلاد.