»نتنياهو« و»روبيو« يستفزان العرب بصلوات يهودية قرب »األقصى«

ردت اليوم الولايات المتحدة الأمريكية على الدعم والحشد الدولى للقضية الفلسطينية وانعقاد القمتين العربية والإسلامية بالعاصمة القطرية «الدوحة» بإيفاد وزير خارجيتها لتل أبيب لدعمها فى كل الخطط التى تنسف فكرة حل الدولتين، واستضافت قطر فى وقت سابق اجتماعاً لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية تمهيداً لعقد القمة الكبرى للقادة والزعماء اليوم الاثنين.
ووصل وزير الخارجية الأمريكى «ماركو روبيو» إلى مستعمرات الكيان الصهيونى بالداخل الفلسطينى المحتل فى زيارة يؤكد خلالها دعم واشنطن لحكومة الاحتلال برئاسة «بنيامين نتنياهو» ضم أجزاء من الضفة المحتلة خاصة الواقعة تحت حكم السلطة الفلسطينية، وذلك رداً على اعتراف غالبية الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم طبقاً لمبدأ حل الدولتين.
ووصل نتنياهو برفقة «روبيو» والسفير الأمريكى فى القدس «مايك هاكابى» إلى حائط البراق فى المدينة المحتلة وهم يرتدون «طاقية» صغيرة تسمى «الكيباه أو الكبة»، ويتلون آيات توراتية أثناء تواجدهم فى المكان.
وتمثل زيارة «روبيو»، أعلى مستوى من التأييد الأمريكى للمبادرات التى يقودها المستوطنون فى القدس المحتلة وتستهدف المسجد الأقصى.
كما تأتى الزيارة فى وقت يثير القصف الإسرائيلى على قطر توتراً إقليمياً وانتقادات دولية، ويزيد من تعقيد مفاوضات التهدئة وجهود إطلاق سراح الرهائن فى غزة وتتزامن مع ضغوط دولية على إسرائيل على خلفية تصعيد عملياتها العسكرية فى شمال القطاع وقبل أيام من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تعتزم دول غربية عدة الاعتراف بدولة فلسطينية، فى خطوة تندد بها إسرائيل وواشنطن.
وشدد «روبيو» على أن الانتقاد العلنى النادر الذى وجهه ترامب لإسرائيل على خلفية قصف الدوحة لن يغير فى الدعم الواسع الذى توفره واشنطن لتل أبيب. وأكد منتدى عائلات الرهائن أن نتنياهو عقبة أمام إنهاء حرب غزة وإطلاق سراح المحتجزين.
وكشفت مصادر عبرية أن وزير الخارجية الأمريكى سيقوم خلال بزيارة المستوطنة الإسرائيلية فى حى «سلوان» الفلسطينى بشرقى القدس المحتلة، وما يسمى حديقة «مدينة داود» الأثرية، التى تديرها منظمة «إلعاد» الاستيطانية اليمينية المتطرفة.
ويبلغ طول النفق 600 متر، وقد حفر من قبل سلطة الآثار الإسرائيلية بالنيابة عن جمعية إلعاد، بتمويل حكومى يقارب 50 مليون شيكل (15 مليون دولار).
ووفق حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المتخصصة فى مراقبة النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية، كشفت الحفريات عن شارع يعود إلى العصر الرومانى من القرن الأول الميلادى، وتقدمه منظمة «العاد»على أنه «طريق الحجاج»، وتزعم أن الحجاج اليهود المتجهين إلى جبل الهيكل، المسجد الأقصى كانوا يستخدمونه.
وشددت الحركة على أن زيارة «روبيو» ليست سوى اعتراف أمريكى بالسيادة الإسرائيلية على أكثر أجزاء القدس المحتلة حساسية، وهو ما يتناقض مع موقف واشنطن الراسخ منذ عام 1967، ودليل على أن فريق ترامب اختار ترسيخ سطوة الاستيطان فى قلب منطقة الحرم الشريف، بدلاً من الدفع بتسوية سياسية.