بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ابتكار علمي جديد يغيّر تشخيص الزهايمر ويكشف أعراضه

الزهايمر
الزهايمر

الزهايمر .. في اختراق طبي واعد، طوّر باحثون من جامعة باث البريطانية اختبارًا غير مكلف وسريع يُعرف بـ "الكرة السريعة"، يستطيع كشف علامات مبكرة لضعف الإدراك الخفيف (MCI)، وهي الحالة التي تسبق في كثير من الأحيان الإصابة بمرض الزهايمر، وذلك قبل سنوات طويلة من تشخيص الأطباء التقليدي.

الابتكار عبارة عن غطاء رأس ذكي مزوّد بحساسات لتخطيط كهربائية الدماغ (EEG)، ويتيح للأشخاص إجراء اختبار بصري بسيط في المنزل مدته ثلاث دقائق فقط، دون الحاجة إلى طبيب أو أخصائي، مما يمهد الطريق لتوسيع قدرات الفحص المبكر بشكل لم يسبق له مثيل.

كيف يعمل اختبار "الكرة السريعة"؟

يعتمد هذا الفحص الثوري على عرض صور متتابعة وسريعة للمريض، بينما يسجل الغطاء استجابة الدماغ الفورية للصور المألوفة.

 ويقيس الاختبار الاستجابة العصبية التلقائية للذاكرة قصيرة المدى، حيث تكون هذه الاستجابة أضعف بشكل ملحوظ لدى من يعانون من ضعف إدراكي، مقارنةً بالأشخاص الأصحاء.

وقد شارك في الدراسة السريرية 107 شخصًا من عيادات الذاكرة في المملكة المتحدة، ونجح الاختبار في التمييز بين المصابين بضعف إدراكي خفيف وبين كبار السن الأصحاء بدقة لافتة.

نتائج مشجعة وتحذير مبكر

أظهرت الدراسة أن بعض المرضى الذين سجلوا درجات أقل في اختبار الكرة السريعة تطوّرت حالتهم لاحقًا إلى خرف، مما يشير إلى أن هذا الفحص قد يقدم مؤشرات مبكرة عن مسار تدهور الذاكرة في المستقبل.

وأكد الدكتور جورج ستوثارت، عالم الأعصاب الإدراكي بجامعة باث، أن “التشخيص المبكر هو الحلقة المفقودة في معركتنا ضد الزهايمر.

ولا تكشف أدواتنا الحالية المرض إلا بعد أن يكون قد أتلف الدماغ لعقود”، وعبّر عن ثقته بأن "الكرة السريعة" يمكن أن تقلل بمقدار خمس سنوات أو أكثر من متوسط عمر التشخيص الحالي.

مزايا متعددة تفوق الاختبارات التقليدية

على عكس الطرق التقليدية مثل اختبارات الدم أو التصوير الدماغي التي تتطلب زيارة المستشفى وقد تتأثر بعوامل نفسية مثل القلق، يوفر اختبار الكرة السريعة طريقة محايدة وسهلة الاستخدام وغير جراحية، كما أن تصميمه الشبيه بالقبعة المحبوكة دون أسلاك أو أجهزة مرهقة يزيد من سهولة استخدامه في المنزل.

فرصة للوقاية المبكرة والعلاج الفعّال

أهمية هذا التطور لا تقتصر على التشخيص فقط، بل تمتد إلى العلاج. فمع توافر أدوية جديدة مثل "أدوكانوماب"، الذي يُعد أول علاج معدل لمرض الزهايمر، فإن الكشف المبكر يتيح التدخل الدوائي في مراحل مبكرة من المرض، مما قد يبطئ تقدم الحالة قبل أن تصبح الأعراض منهكة.

دعوات للمزيد من الأبحاث والدراسات الموسعة

رغم النتائج الإيجابية، شدد الباحثون على ضرورة إجراء دراسات طويلة الأمد تشمل عينات أوسع لتقييم مدى دقة هذا الاختبار في التنبؤ بتطور الاضطرابات المعرفية على المدى البعيد.

وأكدت الدكتورة جوليا دادلي، رئيسة قسم الأبحاث في مؤسسة أبحاث الزهايمر بالمملكة المتحدة، أن "اختبار الكرة السريعة يمثل بارقة أمل لملايين الأسر التي تواجه الزهايمر دون إجابات واضحة"، مشيرة إلى أن "واحدًا من كل ثلاثة مصابين بالخرف يعيشون بدون تشخيص حقيقي".

وليست الكرة السريعة مجرد لعبة، بل تكنولوجيا تشخيصية ثورية قد تغير مستقبل الكشف عن الزهايمر وتمنح المرضى فرصة ذهبية لمواجهة المرض في بداياته، قبل أن تسرق أعراضه الذاكرة والهوية.