انسحاب بيبو.. بين الحقيقة وما وراء الكواليس
أثار إعلان محمود الخطيب، رئيس النادى الأهلى، عدم ترشحه لانتخابات النادى المقبلة، جدلاً واسعاً داخل الوسط الرياضى. القرار الذى برّره بيبو بأسباب صحية، فتح الباب أمام تساؤلات حول ما وراء الكواليس والسيناريوهات الحقيقية التى دفعت أسطورة الأهلى لاتخاذ هذه الخطوة المفاجئة.
الأسباب الرسمية: الصحة أولاً
الخطيب أكد أن انسحابه جاء استجابة لتوصيات الأطباء بسبب معاناته من مشكلات فى الكلى. وأوضح أن الوقت حان لبدء مرحلة علاجية جديدة بعيداً عن ضغوط الإدارة، مشيراً إلى أن الاستمرار قد يضر بصحته. هذه الرواية الرسمية لاقت تعاطفاً كبيراً من جماهير الأهلى، التى رأت فى القرار تضحية شخصية من أجل مصلحة النادى.
ما وراء الكواليس: الحقيقة المخفية
رغم وضوح الجانب الصحى، إلا أن المراقبين يرون أن ثمة عوامل أخرى لعبت دوراً فى انسحاب بيبو:
1. إرهاق إدارى وسياسى: صراعات داخل المجلس وضغوط انتخابية محتملة جعلت الاستمرار عبئاً إضافياً.
2. ملفات عالقة: مثل استاد الأهلى والبث الفضائى والديون، وهى قضايا كان سيتعين عليه تقديم حلول جذرية لها فى الانتخابات المقبلة.
3. ترتيب لخليفة مُحدد: ثمة تكهنات بأن الخطيب أراد تمهيد الطريق لوجوه مقربة منه مثل خالد مرتجى، لضمان استمرار خطه الإدارى.
4. ضغوط خارجية: ربما تكون هناك رغبة فى تجديد الدماء على رأس النادى من أطراف رياضية أو سياسية مؤثرة.
5. الحفاظ على الصورة التاريخية: بيبو حريص دائماً على الخروج وهو فى أوج شعبيته، بدلاً من الدخول فى معارك قد تُضعف من مكانته.
سيناريوهات الانسحاب
يمكن قراءة قرار الخطيب عبر سيناريوهين رئيسيين:
> السيناريو الصحى: انسحاب حقيقى بدافع الحفاظ على صحته، ليبقى فى ذاكرة الجماهير أسطورة داخل وخارج الملعب.
> السيناريو السياسي/ الإدارى: خطوة محسوبة لترك الساحة من دون صدام انتخابى، مع دعم انتقال القيادة إلى شخصية مقربة تضمن استمرار نفوذه من بعيد.
يتبقى السؤال من المستفيدين من انسحاب الخطيب؟
إن خروج بيبو من المشهد الانتخابى لم يترك فراغاً فقط، بل فتح المجال أمام مستفيدين كثر:
أولهم خالد مرتجى، وهو أبرز المرشحين، وأقرب المقربين من الخطيب، ما يجعله الوريث الطبيعى لخطه الإدارى.
ثم تظهر المعارضة داخل الأهلى من شخصيات مثل خالد الدرندلى، التى كانت تخشى مواجهة بيبو مباشرة، باتت أمامها فرصة أوسع.
مجلس الإدارة الحالى، وذلك لغياب الرمز الكبير يتيح لأعضاء المجلس إبراز أدوارهم الفردية بشكل أكبر مثل حسام غالى. وكذلك المنافسون التقليديون خارجياً، فرحيل الخطيب، وهو “الخط الأحمر” جماهيرياً، يجعل أى رئيس جديد عرضة لانتقادات ومساءلة أكبر.
أخيرا.. انسحاب محمود الخطيب من سباق رئاسة الأهلى لا يمكن اختزاله فى سبب واحد. فبين الرواية الصحية المعلنة وما وراء الكواليس من حسابات إدارية وسياسية، وبين السيناريوهات المختلفة لقراره، تبقى الحقيقة أن الأهلى مقبل على مرحلة انتقالية حساسة. المستفيدون من هذا القرار كُثُر، لكن الحكم الحقيقى سيكون بيد الجمعية العمومية التى ستختار خليفة بيبو وتحدد مستقبل القلعة الحمراء لسنوات مقبلة.