«حكاية هند» .. دراما تناقش العلاقات السامة

أبطال العمل لـ«الوفد»:
ليلى زاهر: شخصية «هند» رسالة لكل فتاة
حازم إيهاب: كنت مرعوباً من رد فعل الجمهور
ياسمين رحمى: ما تراه العين ليس هو الواقع دائماً
علاء خالد: شخصية «حسام» قريبة جداً منى
استطاع مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو» أن يقدم تجربة مختلفة فى الدراما المصرية، من خلال سبع حكايات منفصلة تتنوع فى موضوعاتها وتتشابك فى عمقها الإنسانى، حيث إن العمل يفتح ملفات حساسة ترتبط بالمجتمع والنفس البشرية، ويطرح تساؤلات جريئة عن قضايا معقدة، وقد تمكنت حكاية «هند» على وجه الخصوص من لفت الانتباه، بعدما لامست مشاعر الجمهور، وناقشت بجرأة العلاقات السامة، وغياب السند الأسرى، وخطورة الانخداع بالمظاهر الخادعة.
«الوفد» التقت صناع العمل الذى عبروا عن سعادتهم بنجاح المسلسل، مؤكدين أن العمل ناقش قضايا اجتماعية ونفسية بشكل قوى.
وفى البداية أعربت النجمة ليلى زاهر عن امتنانها لتجربة حكاية «هند»، ووصفتها بأنها «نقطة تحول» فى حياتها المهنية: لافتة إلى أن «الشخصية صعبة جداً وأرهقتنى لكنها أيضاً علمتنى كثيراً، حيث شعرت بأنها رسالة لكل فتاة حتى تعى خطورة الدخول فى علاقات سامة ومرهقة قد تدمر حياتها من الداخل دون أن تدرك».

وأشارت ليلى إلى أن قرارها بالانضمام للعمل لم يكن محل نقاش طويل، إذ إن النص كان كفيلاً بإقناعها على الفور، معتبرة أن المضمون الإنسانى للعمل أعمق من مجرد أداء تمثيلى.
وأكدت أن التحضير للشخصية استغرق منها وقتاً طويلاً، حيث عملت عن قرب مع المؤلفة هند عبدالله والمخرج خالد سعيد، بالإضافة إلى اجتهادها الشخصى فى صياغة تفاصيل دقيقة للشخصية، وتصف تعاونها الأول مع المخرج بأنه «رائع وممتع وملىء بالراحة والتفاهم»، مؤكدة أنه استطاع توجيهها بحساسية فائقة لفهم الأبعاد النفسية العميقة للدور: «من أروع وأصدق المنتجين الذين تعاملت معهم، دعمنى منذ اليوم الأول وشعرت بأننى أتعامل مع صديق قبل أن يكون منتجاً».
ورغم الإرهاق النفسى والجسدى الذى رافقها خلال التصوير، ترى ليلى أن التجربة كانت تستحق: «المسلسل لا يقدم رسالة للفتيات فقط، بل للأهالى أيضاً، بأن يمنحوا أبناءهم الحب والرعاية الحقيقية، وليس التدليل فقط، لأن التربية تصنع فارقاً كبيراً فى مستقبلهم».
من جانبه عبر الفنان حازم إيهاب عن فخره بالمشاركة فى العمل، مؤكداً أن الدور مثل تحدياً استثنائياً: «الشخصية احتاجت إلى مذاكرة ثقيلة مع المخرج خالد سعيد والمؤلفة هند عبدالله، لأنها مليئة بالأبعاد النفسية المعقدة، وكنت مرعوباً من رد فعل الجمهور الذى عادة ما يشاهد بقلبه قبل عقله».
وعن كواليس التصوير مع ليلى زاهر، كشف حازم تفاصيل طريفة: «كنت أستفزها داخل المشاهد لدرجة أنها لم تكن تطيقنى فى البداية، لكن ذلك ساعدنا على تجسيد التوتر بين الشخصيتين بصدق، ثم تحول الأمر لمزاح وضحك خلف الكاميرا».

وأشاد حازم بالمخرج خالد سعيد، واصفاً إياه بأنه «مخرج يهتم بأدق التفاصيل ويمتلك رؤية وموهبة كبيرة تؤهله لمستقبل باهر».
كما أكد أن المسلسل أضاف إلى السوق الدرامية طابعاً مختلفاً وموضوعات جديدة، معتبراً أن تجربة الشباب فى البطولة دليل على ثقة المنتجين فى جيل جديد قادر على حمل مسئولية المستقبل.
الفنانة ياسمين رحمى شاركت فى الحكاية بدور «يسرا»، زوجة شقيق «هند»، شخصية قوية وواقعية تنتمى إلى طبقة متوسطة، تجمعها علاقة متينة بأخيها بسبب ما مرا به معاً من ظروف صعبة فى بدايات حياتهما.
تقول ياسمين: «يسرا فتاة قوية، وربما أكثر من اللازم أحياناً، لكنها حقيقية ومؤثرة، المسلسل يطرح فكرة أن الناس غالباً ما يحكمون من خلال المظهر، بينما الحقيقة قد تكون مختلفة تماماً».

وأضافت أن تنوع الحكايات داخل العمل ميزه عن غيره: «كل حكاية أقوى من التى تسبقها، وهذا يخلق تنوعاً كبيراً وقوة خاصة، لكل حكاية طابعها المميز وأسلوبها المختلف، وهذا ما يجعل العمل متجدداً وجاذباً». كما أثنت على زملائها: «ليلى فتاة رقيقة جداً وبريئة من الداخل، أما حازم فهو حاضر دائماً حتى فى المشاهد التى لا يظهر فيها، وهذا يعكس مدى التزامه».
الفنان الشاب علاء خالد قدم شخصية «حسام»، ووصفها بأنها قريبة منه بشكل كبير: «شخصية حسام جديدة علىَّ ومختلفة، وأحببت أن أجربها خصوصاً فى هذه المرحلة من حياتى، أنا مؤمن بأن كل فرصة هى تحدٍّ جديد، وأنا مستعد دائماً لأى شخصية عشان عندى مخزون كبير جوايا».
وكشف علاء أن مشاهده جاءت فى إطار «الفلاش باك»، ولم تجمعه بلقاء مباشر مع ليلى زاهر، لكنه أكد أن العمل بشكل عام يمثل بالنسبة له إضافة كبيرة، قائلاً: «أنا بحب النوع ده من المسلسلات جداً، وكنت ديماً أتابعه، وأعتقد أن الفترة الجاية تشهد انتشاراً أكبر لهذا النمط من الدراما».

من جانبها، عبرت المؤلفة هند عبدالله عن سعادتها الكبيرة بردود الأفعال: «الحمد لله دائماً وأبداً.. سعيدة جداً بنجاح قصة هند، وفرحانة إن الجمهور تفاعل مع العمل بالشكل ده، لأن القضايا اللى ناقشناها كانت مهمة جداً وشغلتنى لفترة طويلة، وعانيت من بعضها بنفسى».
وأوضحت أن القصة مستوحاة من أحداث حقيقية، وهو ما جعل الجمهور يرتبط بها على نحو خاص، كما وجهت شكرها لأبطال العمل الذين «حولوا الورق إلى مشاعر حقيقية»، وللمخرج خالد سعيد على «تفانيه واهتمامه بأدق التفاصيل»، وللمنتج كريم أبوذكرى الذى «آمن بالفكرة ودعمها منذ البداية».
وختمت حديثها بالقول: «نجاح المسلسل ليس نجاح فرد واحد، لكنه نجاح عيلة كاملة اجتهدت وتعبت وآمنت بالقصة، والنهارده بشوف الصدى الجميل عند الناس وأحس إن كل مجهود كان يستأهل».
المسلسل يعرض ضمن أعمال «الأوف سيزون» بإنتاج شركة K Media للمنتج كريم أبوذكرى، يقوم على توليفة فنية جاذبة: كل حكاية من خمس حلقات بفريق مختلف من النجوم، وبصمة إخراجية مستقلة، وهو ما منح العمل تنوعاً غير مألوف فى الدراما المصرية، وفى قلب هذه التجربة، تألقت الفنانة ليلى أحمد زاهر فى دور «هند»، لتعلن عن محطة فارقة فى مسيرتها الفنية والإنسانية.
يتكون مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو» من 35 حلقة، مقسمة إلى 7 حكايات، كل حكاية من 5 حلقات بفريق عمل مستقل، وتضم قائمة الأبطال فى حكاية «هند»: ليلى أحمد زاهر، حازم إيهاب، ياسمين رحمى، هاجر الشرنوبى، مؤمن نور، والفنانة القديرة حنان سليمان، فيما تولى الإخراج خالد سعيد، والتأليف هند عبدالله.
المسلسل لا يقتصر على تقديم حكايات إنسانية فحسب، بل يحاول أن يعكس أبعاداً اجتماعية واقعية، ففى حكاية «هند»، يتضح أن غياب الحب والرعاية الحقيقية داخل الأسرة قد يدفع الأبناء إلى البحث عن بدائل مدمرة، كما تطرح القصة تساؤلاً عن كيف يمكن للعلاقات السامة أن تستنزف الروح من الداخل، بينما يظل المظهر الخارجى خادعاً للآخرين.
وهنا تكمن قوة شعار المسلسل: «ما تراه ليس كما يبدو»، الذى اعتبرته ليلى زاهر ملهماً لها شخصياً، لأنه يذكر بأن الواقع غالباً أعمق وأقسى مما يظهر على السطح.